بريطانيا تأسف ولا تعتذر عن تكريم رشدي
امتدت الاحتجاجات على منح الملكة البريطانية اليزابيت الثانية الكاتب البريطاني الهندي الأصل سلمان رشدي لقب فارس "سير" إلى خارج باكستان، ففي ايران استدعي السفير البريطاني جيفري أدامس، وفي ماليزيا سُلمت مذكرة احتجاج إلى مسؤول في السفارة البريطانية.
وفي أول موقف عربي، اعتبر رئيس مجلس الشعب المصري فتحي سرور ان "تبجيل من أهان الدين الاسلامي وتكريمه يعد اكثر خطراً من نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة الى الرسول" محمد.
و"أسفت" وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت لإحساس المسلمين بالإهانة، لكن وزير الداخلية جون ريد قال إن حكومته لن تعتذر.
وبعد الجدل الذي أثاره تصريح وزير الشؤون الإسلامية الباكستاني محمد إعجاز الحق عن احتمال ان يؤدي تكريم رشدي إلى هجمات انتحارية، دعا زعيم جماعة "علماء الإسلام" الباكستانية المعارضة مولانا سميع الحق الى تقديم "جوائز رفيعة" إلى زعيمي حركة "طالبان" الملا محمد عمر وتنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن "نكاية" ببريطانيا.
ويذكر ان مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله الخميني أصدر عام 1989 فتوى بهدر دم رشدي بسبب كتابه "آيات شيطانية". ونأت الحكومة الإصلاحية في عهد الرئيس الإيراني محمد خاتمي بنفسها عن هذه الفتوى، غير ان رجال دين متشددين دعوا اتباعهم الى قتل رشدي لأن الفتوى لا يمكن الرجوع عنها.
وأبدت بيكيت "أسفها" لكون أشخاص أحسوا بالإهانة لمنح رشدي لقب فارس الذي كان "قبل كل شيء لحياة طويلة من النتاج الأدبي".
ورأى ريد ان هذا التكريم يكرس حرية التعبير في الأدب والسياسة، وأضاف: "لنا الحق في التعبير عن آرائنا، ونتقبل آراء الآخرين، وهذا شيء لن نعتذر عنه ولن نقدم مبررات عنه".
وفي القاهرة، قال سرور ان "تبجيل من أهان الدين الاسلامي وتكريمه يعد اكثر خطراً من نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة الى الرسول" محمد في صحف دانماركية وأوروبية عام 2005.
وجاء في بيان صادر عن لجنة الشؤون العربية في مجلس الشعب إن "هذا التكريم لشخص اشتهر بمعاداته للإسلام يشكل مجافاة لكل اصول الديبلوماسية واحترام الاديان وعدم مراعاة لمشاعر المسلمين في العالم".
ولليوم الثالث، استمرت تظاهرات التنديد في المدن الباكستانية، بما فيها تظاهرات نسائية. وقال زعيم "الرابطة الإسلامية" حافظ حسين أمام 200 امرأة تجمعن خارج مبنى البرلمان الباكستاني في اسلام اباد: "هذه محاولة لاثارة المسلمين في انحاء العالم".
وقال رجل الدين المؤيد لـ"طالبان" عبد الراشد غازي إن رشدي "محكوم عليه بالاعدام، ومن يتمكن من قتله، عليه ان يفعل".
وفي لاهور، تظاهر أعضاء البرلمان المحلي. وأحرق 150 تاجراً في مولتان علماً بريطانياً.
واقترح سميع الحق، الذي دعا مع أحزاب المعارضة الإسلامية إلى تظاهرات بعد صلاة الجمعة، تقديم "جوائز رفيعة" من بلدان العالم الإسلامي إلى بن لادن والملا عمر "نكاية" ببريطانيا و"انتقاماً" منها لأنها اتخذت قراراً معادياً للمسلمين.
وقال ان "اوروبا والغرب يتعمدان دفع المسلمين نحو التطرف والارهاب".
وانتقد قيام "وضع (الملكة) الملح على جروح المسلمين"، مطالباً الحكومة الباكستانية بالخروج من الحملة الأميركية على الارهاب.
وافادت وكالة الجمهورية الاسلامية للانباء "إرنا" الايرانية ان وزارة الخارجية استدعت السفير البريطاني للاحتجاج على تكريم رشدي في عمل "استفزازي".
وأبلغ مدير شؤون اوروبا الغربية في الوزارة ابرهيم رحيمبور إلى ادامس ان "هذا العمل المهين والمشبوه وغير اللائق من الحكومة البريطانية هو مثال واضح لمحاربة الاسلام... هذا عمل يسيء الى معتقدات مليار ونصف مليار مسلم".
ورد السفير بأن التكريم "ثقافي وليس سياسياً"، لافتاً إلى أن الإسلام هو الدين الثاني في بلاده.
ووقع 221 عضواً من أصل 290 في مجلس الشورى الإيراني بياناً يندد بتكريم رشدي.
كذلك نظم انصار الحزب الاسلامي الماليزي تظاهرة امس امام السفارة البريطانية في كوالالمبور ودعوا لندن الى سحب اللقب من رشدي و"الا تحملت عواقب ذلك".
وسلم اعضاء في الحزب مسؤولين في السفارة مذكرة احتجاج تطالب "باسم السلام والاحترام المتبادل، ان تنأى الحكومة البريطانية بنفسها عن شخص مستفز مثل رشدي". وقرروا طرح "الاستفزاز" البريطاني للمناقشة في البرلمان الماليزي اليوم.
وندد ناطق باسم مجلس قيادة "طالبان" بما وصفه بـ"اهانة جديدة للاسلام من الكفار". غير ان الحكومة الافغانية التي يدعمها الغرب لم تعلق على تكريم رشدي، ولم تشهد البلاد احتجاجات.
وطالب منتدى الصحافيين المسلمين في الهند الحكومة البريطانية بسحب اللقب من رشدي.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد