بوتين: تنظيم داعش الإرهابي هزم في سورية
بدأت في موسكو صباح اليوم أعمال مؤتمر موسكو السابع للأمن الدولي الذي تنظمه سنوياً وزارة الدفاع الروسية بمشاركة وفود من 95 دولة بينها سورية ممثلة بالعماد محمود الشوا نائب وزير الدفاع.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في رسالته للمشاركين في المؤتمر أن تنظيم “داعش” الإرهابي هزم في سورية ولكنه لا يزال يحتفظ بقدراته التخريبية وسبل شن هجماته في مختلف بلدان المنطقة والعالم.
وقال بوتين: “من الواضح أن هذا التنظيم الإرهابي رغم وضعه العسكري المنهار لا يزال يحتفظ بطاقة تخريبية كبيرة وقدرة على تغيير تكتيكه بسرعة وشن هجمات في مختلف بلدان المنطقة والعالم ناهيك عن خطر التنظيمات المتطرفة الأخرى”.
وأضاف بوتين: “في هذه الظروف يجب أن نبحث معا عن أشكال جديدة للتعاون متعدد الأطراف تسمح بتثبيت النجاح المحرز في مكافحة الإرهاب ومنع انتشاره”.
بدوره أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في كلمة له خلال الافتتاح أن الأوضاع في سورية تغيرت وتم القضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي محذراً من حصول الإرهابيين في سورية على أسلحة كيميائية وأسلحة دمار شامل للقيام بأعمال استفزازية وزرع الخوف والفوضى بين السكان وإطالة أمد الأزمة.
وقال شويغو: في عام 2015 وبناء على طلب الدولة السورية قررت روسيا مساعدة الحكومة السورية في دحر “داعش” والتنظيمات الإرهابية الأخرىمشيراً إلى أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لم يسهم في تحقيق أي نتائج بمحاربة الإرهاب بعد تدخله في سورية حيث توسع تنظيم “داعش” والتنظيمات الإرهابية الأخرى بدلاً من القضاء عليها.
وأكد شويغو أن هدف التحالف الدولي كان زعزعة الأوضاع في المنطقة وتعزيز وجوده العسكري والاقتصادي فيها وهو لم يتعاون مع روسيا ولو حدث ذلك لتم القضاء على الإرهاب خلال فترة أقل مبيناً أن الأوضاع في سورية تغيرت بعد بدء عملية القوات الجوية الفضائية الروسية وتم تحرير سورية من الإرهابيين وسلمت الكثير من المجموعات الإرهابية أسلحتها وتم القضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي.
وأضاف شويغو: رغم تشكيل مناطق تخفيف التوتر واصلت التنظيمات الإرهابية في الغوطة الشرقية استهداف دمشق بالقذائف ومنعت وصول المساعدات الإنسانية والأدوية إلى السكان في الغوطة بل صادرتها وقامت ببيعها وبالتالي كان أمام روسيا وسورية مهمة صعبة وهي إخراج المدنيين حيث تم إخراج أكثر من 150 ألف شخص ومنذ يومين بدأ المدنيون العودة إلى الغوطة مع تأمين المساعدات الإنسانية والأدوية والأغذية.
وأكد شويغو أن تقييم استخدام أسلحة الدمار الشامل ومحاربة العمليات الاستفزازية لا يجب أن يتم وفق معايير مزدوجة بل بالجهود الدولية وفقا للقوانين الدولية من قبل وزارات الدفاع والهيئات العسكرية للقضاء على تهديدات الإرهاب ولا بد من التنسيق في تبادل المعلومات وكسب الخبرات للقضاء على الإرهاب.
من جانبه حذر سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف من أن محاولات بعض الدول انتهاك القانون الدولي والالتفاف على الأمم المتحدة أصبحت تتخذ طابعا ممنهجا وتزعزع استقرار الوضع العالمي بشكل كبير.
وقال باتروشيف : إن “محاولات التصرف بشكل غير قانوني بذرائع مختلقة وبالالتفاف على الأمم المتحدة دون الأخذ بعين الاعتبار دورها المركزي التنسيقي في العلاقات الدولية أيضا اتخذت في السنوات الأخيرة طابعا منتظما” محذرا من أن “هذه الخطوات تؤخر حل المشاكل الحالية وتجعل من الصعب مواجهة التحديات والتهديدات المعاصرة”.
وأوضح باتروشيف أن “دولا منفردة تحول دون إقامة العدل والمساواة في الشؤون الدولية وتقوض نظام ضمان الأمن الدولي والإقليمي كما أنها تشوه وتنتهك قواعد العلاقات بين الدول حيث أصبح شائعا توجيه اتهامات غير مؤكدة والتدخل في شؤون الدول ذات السيادة واستخدام القوة العسكرية وفرض العقوبات الأحادية كما تتجاوز هذه الدول دور الأمم المتحدة التنسيقي في العلاقات الدولية”.
من جهته أعلن مدير جهاز الأمن الفيدرالي الروسي ألكسندر بورتنيكوف أن إحصائية ضحايا الهجمات الإرهابية ما زالت محبطة حيث أن عدد القتلى والجرحى في الاعتداءات الإرهابية حول العالم تخطى 33 ألف شخص في العام الماضي لوحده رغم النجاحات التي تحققت في محاربة الإرهاب.
وأشار إلى أن نحو 152 ألف شخص قتلوا وأصيبوا بجروح في العمليات الإرهابية حول العالم منذ العام 2014.
بدوره أكد رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي سيرغي ناريشكين أن الاتهامات الموجهة إلى موسكو بتسميم الضابط الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته في لندن تشكل “استفزازا فاضحا” من قبل الأجهزة الخاصة البريطانية والأمريكية مشددا على أن تلك الاتهامات ملفقة بشكل فاضح من قبل هذه الأجهزة غير أن بعضا من الدول الأوروبية لا تتردد في اللحاق بلندن وواشنطن “دون أن يرف لها جفن”.
وفي سياق آخر دعا المسؤول الروسي موسكو ودول الغرب إلى تجنب خطر تصعيد الأزمة الحالية بينها إلى مستوى يشبه أزمة الصواريخ الكوبية مضيفا “من المهم وقف المزايدات غير المسؤولة ووقف استخدام القوة في العلاقات بين الدول لتجنب وصول الأمور إلى أزمة صواريخ كوبية ثانية”.
وطالب ناريشكين الأسرة الدولية بالعودة إلى “حوار سليم لا يرتكز على الأهداف الأنانية لأطراف محددة بل على قيم حقيقية يتقاسمها كل الذين يحترمون المعايير الدولية”.
وتندرج على جدول أعمال المؤتمر القضايا الأمنية في أوروبا وآسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية ونتائج دحر تنظيم “داعش” فى سورية من خلال موضوعات مختلفة من بينها آفاق احلال السلام في المنطقة وموضوع مكافحة الإرهاب والتعاون الدولي في هذا المجال وآفاق تسوية الوضع في منطقة الشرق الأوسط.
سانا
إضافة تعليق جديد