بوتين يدعو إلى تحالف واسع ضد الإرهاب: خطأ كبير رفض دعم الحكومة السورية
دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الإثنين، الى تشكيل "تحالف واسع" لمحاربة تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام"-"داعش"، معتبراً انه "من الخطأ رفض التعاون مع الحكومة الشرعية السورية".
واعتبر بوتين انه "يجب تشكيل تحالف يشبه التحالف ضد النازية" خلال الحرب العالمية الثانية، منتقداً سياسة الغرب التي عملت خارج الشرعية الدولية، محملاً إياها مسؤولية الفشل والتأزيم الذي لحق بعدد من الملفات.
وفيما لم يقدم بوتين رؤية واضحة حول الاستراتيجية التي ستعتمدها روسيا في سوريا في ظل تعزيزها لحضورها العسكري في هذا البلد، اعتبر بوتين أن خطر تنظيم "داعش" يتزايد وبدأ يشمل دولاً كثيرة غير سوريا والعراق، مؤكداً أن بلاده لن تسمح بذلك.
وقال بوتين أيضاً "لا يمكن التغاضي عن قنوات التمويل وإمداد الإرهاب الدولي بما في ذلك التجارة غير الشرعية للنفط".
وإذ قال الرئيس الروسي إنه " لا بد أن نقر أن لا أحد سوى القوات المسلحة للرئيس (بشار) الاسد تقاتل فعلا تنظيم الدولة الاسلامية ومنظمات ارهابية اخرى في سوريا، بالإضافة إلى الوحدات الكردية"، اعتبر أنه من "الخطأ رفض تقديم الدعم للحكومتين الشرعيتين في سوريا والعراق".
ولم يتحدث بوتين فقط عن مواجهة الإرهاب في العراق وسوريا، بل طالب أيضاً المجتمع الدولي إلى دعم المؤسسات الشرعية في ليبيا. كما لفت إلى أنه "لا يمكن تسوية مشكلة اللاجئين إلا عبر إعادة مؤسسات الدولة في الأماكن التي تم تدميرها فيها"، وأن "حل أزمة اللاجئين يكمن في مساعدة الدول التي تواجه خطر الإرهاب والتفكك".
وقال الرئيس الروسي إن "الإرهابيين يشوهون القيم الإسلامية"، مطالباً "علماء المسلمين بأن يقولوا كلمتهم للحيلولة دون تجنيد الناس".
وأعلن الرئيس الروسي أن بلاده ستعقد في الأيام القريبة اجتماعاً وزاريا لمجلس الأمن الدولي لبحث التنسيق بين جميع القوى المواجهة لتنظيم "داعش"، لافتاً إلى أن الهدف من هذا الاجتماع هو تحليل التهديدات المحدقة بمنطقة الشرق الأوسط.
واشار إلى أن روسيا تقترح بحث إمكانية التوصل إلى صياغة قرار للمجلس الأمن ينص بشأن تنسيق جهود جميع القوى المناهضة لـ"داعش" وجماعات إرهابية أخرى، مشدداً على ضرورة أن يعتمد هذا التنسيق على مبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
وأعرب الرئيس الروسي عن قناعته بقدرة المجتمع الدولي على بلورة استراتيجية شاملة ترمي إلى إعادة الاستقرار السياسي إلى الشرق الأوسط وإنعاش المنطقة اقتصاديا واجتماعيا.
واعتبر بوتين أن "التدخل الخارجي العنيف" هو الذي أدى إلى تدمير مرافق الحياة ومؤسسات الدولة في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الأمر الذي أسفر عن "سيادة العنف والفقر والكارثة الاجتماعية وتجاهل حقوق الإنسان، بما فيها حقه في الحياة".
وأضاف "ولو سألنا من خلق هذا الوضع: ما الذي صنعتموه؟ فأخشى أن يبقى هذا السؤال بلا جواب، لأن السياسية المبنية على الثقة المفرطة باستثنائيتها وحصانتها من أي مساءلة لم يتم التخلي عنها".
وقال "لكل وطن وشعب حق بتحديد مصيره. علينا أن أن نتذكر التجارب السلبية في التاريخ عندما الدول الكبرى تقوم بتصدير الايديولوجية الديموقراطية على دول صغيرة بالقوة"، لافتاً على ان "هذا أدى الى نتيجة سلبية في حياة الشعوب مثل ما حصل في الشرق الأوسط.
وكالات
إضافة تعليق جديد