تجاوب إيراني مع دعوة أميركا لحضور اجتماع بشأن أفغانستان
أعلنت إيران اليوم السبت أنها ستدرس أي دعوة أميركية للمشاركة في اجتماع بشأن أفغانستان مؤكدة استعدادها لعرض أي مساعدة لجارتها الشرقية.
وقال غلام حسين إلهام المتحدث باسم الحكومة الإيرانية في مؤتمر صحفي "إذا كانت الولايات المتحدة والدول الأوروبية وآخرون بحاجة إلى إيران فيجب أن يوجهوا إلينا الدعوة وسنراجعها على أساس أننا مستعدون لتقديم أي مساعدة لأفغانستان".
وأضاف إلهام أنه "من أجل استعادة الاستقرار في أفغانستان، سوف تحتاج الولايات المتحدة إلى مساعدة إيران ووجودها، وبالنسبة لإيران فإن استقرار أفغانستان يعد واحدا من أهم الأولويات الإستراتيجية".
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون يوم الخميس الماضي إن حكومة الرئيس الأميركي باراك أوباما تعتزم دعوة إيران إلى مؤتمر دولي بشأن أفغانستان من المزمع عقده هذا الشهر.
واقترحت كلينتون أن يعقد المؤتمر الذي يشارك فيه جيران آخرون لأفغانستان بينهم باكستان في 31 مارس/آذار الحالي وقالت في بروكسل عقب اجتماع مع وزراء خارجية الدول الأعضاء بحلف شمال الأطلسي (الناتو) الخميس الماضي إنه وسيلة لجمع أصحاب المصالح والأطراف المعنية معا.
وفي تحول عن سياسة إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش كان أوباما قد أعلن أن الولايات المتحدة تريد إشراك إيران في سلسلة من القضايا وستكون الدعوة إلى المؤتمر بداية التواصل الدبلوماسي مع إيران.
وتشترك الولايات المتحدة وإيران في كراهية حركة طالبان التي كادت إيران أن تخوض حربا معها عام 1998، وقامت بتسليح فصائل تحالف الشمال الأفغاني لمحاربة الحركة.
وتخشى الولايات المتحدة وإيران من عودة طالبان إلى الحكم وتريدان إنهاء إنتاج الأفيون والهيروين في أفغانستان، وتسعى واشنطن لذلك؛ لأن هذا الإنتاج يساعد في تمويل طالبان، أما طهران فتسعى إلى القضاء على هذه المخدرات لأنها تهرب عبر الحدود ويتعاطاها نحو مليوني إيراني.
وقتل أكثر من 3500 من أفراد قوات الأمن الإيرانية خلال قتال مهربي المخدرات منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979، وللجانبين مصلحة في ضمان استقرار أفغانستان.
والتجارة بين إيران وأفغانستان مزدهرة على امتداد طريق بنته إيران يؤدي إلى مدينة هرات بغرب أفغانستان، وافتتحت أفغانستان لتوها طريقا بنته الهند يمتد من الحدود الإيرانية ويربط الطريق السريع الأفغاني الرئيسي بموانئ إيرانية.
وسيفيد مزيد من التجارة إيران لكن من الممكن أيضا أن يحقق مزيدا من الرخاء للمساعدة في تحقيق الاستقرار لأفغانستان.
ويقول قادة عسكريون أميركيون إنه عثر على أسلحة إيرانية الصنع بينها قنابل تزرع على الطرق في أفغانستان لكن لم يتم التوصل إلى أي دليل حتى الآن يثبت أن حكومة إيران نفسها أمدت المسلحين الذين يقاتلون القوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي وحكومة كابل الموالية للغرب بهذه الأسلحة.
ويقول محللون إن إيران لا تريد عودة حركة طالبان إلى الحكم لكنها قد تغذي المقاتلين حتى تبقي القوات الأميركية مكبلة الأيدي وغير قادرة على مهاجمة إيران.
وإذا كانت طهران وراء بعض شحنات الأسلحة فسيساعد مناخ ينطوي على ثقة أكبر بين الولايات المتحدة وإيران في الحد من تزويد طالبان بتقنيات صناعة الأسلحة والقنابل. لكن حكومة إيران تريد ضمانات ملموسة بأن القوات الأميركية لن تستخدم قواعد في أفغانستان لمهاجمة إيران.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد