تحرير خان طومان من الفصائل الإرهابية
تابع الجيش العربي السوري عملياته في المحاور التي كان قد فتحها قبل أيام، في كلّ من ضواحي حلب الغربية وريفها الجنوبي الغربي، إضافة إلى ريف إدلب الجنوبي.
وأحرز الجيش، في اليومين الفائتين، تقدّماً كبيراً في ريف إدلب الجنوبي، حيث سيطر على مدينة معرّة النعمان، ثاني أهم مدن محافظة إدلب، ثم شرع بالتوسع غربها وجنوبها، والتمدّد شمالها على طول الطريق الدولي حماة ــــ حلب (M5) باتجاه مدينة سراقب. ويوم أمس، أحدثت عمليات الجيش تغيّراً في خريطة السيطرة في ضواحي حلب الغربية، والريف الجنوبي الغربي. إذ سيطر الجيش على بلدة خان طومان الى الجنوب الغربي من مدينة حلب، بعدما سيطر على الراشدين 5، وتل معراتة، وتلة الزيتون، وتلة المحروقات، ومستودعات خان طومان، وعدد من التلال الأخرى، جنوبي غربي حلب. كما بسط سيطرته على منطقة جمعية الصحافيين غربي المدينة، بعد معارك عنيفة مع المجموعات المسلحة. وبهذا، يكون قد حاصر نقطة مراقبة تركية جديدة، هي نقطة الراشدين.
وفي ريف إدلب الجنوبي، استكمل الجيش توسيع سيطرته حول مدينة معرّة النعمان التي أعلن السيطرة عليها، رسمياً، صباح أمس. وتمكّن الجيش من السيطرة على قرية خان السبل في ريف إدلب الجنوبي الشرقي. وبهذا قلّص المسافة التي تفصله عن مدينة سراقب الاستراتيجية الواقعة على الطريق الدولي «M5» شمالي «المعرّة» إلى نحو 9 كلم. وبسيطرته المرتقبة على سراقب، يكون قد سيطر على أهمّ ثلاث مدن يمرّ فيها «M5» وهي: خان شيخون، معرة النعمان وسراقب. ولا تكمن أهمية الأخيرة فيما تقدّم فقط، بل هي تشكّل نقطة التقاء لـ«M5» مع الطريق الدولي الآخر «M4»، والذي يربط محافظتَي حلب وإدلب باللاذقية غرباً. وفي حصيلة عامة للعمليات الأخيرة التي انطلقت منذ قرابة أسبوع في المنطقة، أحكم الجيش سيطرته على نحو 40 كلم من الطريق الدولي دمشق ــــ حلب (M4) في محافظة إدلب، فيما تبقى له نحو 50 كلم للسيطرة على الطريق بشكل كامل، ولتصبح نسبة سيطرة الجيش على مساحة محافظة إدلب هي 43%، بعد سيطرته أخيراً على 26 منطقة وقرية في ريفَي إدلب الجنوبي الشرقي والجنوبي.
وفي مقابل تقدّم الجيش في عملياته، تعود الفصائل المسلحة إلى ما اعتادت على فعله بعد أيّ هزيمة تمنى بها، وهو تبادل إلقاء اللوم، وتخوين بعضها البعض. وفي هذا السياق، أعلنت ماتسمى ب«حركة نور الدين الزنكي» أنها طلبت من «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة) السماح لمسلّحيها بالمرور من ريف حلب الشمالي إلى ريف حلب الغربي، الخاضع لسيطرة الهيئة لـ«محاولة صدّ تقدم النظام السوري، لكن الهيئة رفضت»، وفق ما قال أحد المسؤولين في «الزنكي»، وهو المدعو سعد آغا، متهماً «تحرير الشام» بـ«تسليم المنطقة للنظام السوري».
وفي وقت لاحق، أكد أحد المسؤولين في «الزنكي»، وهو المدعو محمود بدران، أن مفاوضات بين «الحركة» و«هيئة تحرير الشام» «انتهت بالتوافق على دخول مجموعات من الزنكي إلى ريف حلب الغربي باسم فصيل فيلق المجد التابع للجيش الحر». وقبل ذلك، كانت «تحرير الشام» قد أعلنت عن خطط جديدة «من شأنها قلب موازين المعارك» في إدلب، على حدّ تعبير المتحدث باسم الجناح العسكري في «الهيئة»، أبو خالد الشامي، الذي قال إن «العمل مستمرّ لاستيعاب الهجوم الذي يشنّه نظام الأسد من خلال خمسة محاور»، معتبراً أن «الجبهات لم تشهد أيّ هجوم مماثل من قبل»، مضيفاً إن مسؤولي «غرفة عمليات الفتح المبين»، وباقي الفصائل المسلحة، «يعملون معاً على تجاوز هذه التحدّيات».
وفي ظلّ هذه التطورات الميدانية، استقبل وزير الخارجية السوري وليد المعلم، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون، والوفد المرافق له. وجرى خلال اللقاء بحث الجوانب المتعلقة بالعملية السياسية في سوريا. وأكد الجانبان أهمية الالتزام بقواعد وإجراءات عمل «لجنة مناقشة الدستور»، للحفاظ على قرارها السوري المستقلّ من «دون أيّ تدخل خارجي من أيّ جهة كانت»، بحسب وكالة «سانا» الرسمية.
الأخبار
إضافة تعليق جديد