تحضيرات أميركية لقصف سورية بطائرات مطلية بألوان الطائرات الروسية
الجمل ـ ترجمة وصال صالح: تم الكشف مؤخراً عن إعادة الولايات المتحدة طلاء بعض طائراتها المقاتلة بألوان القوات الجوية الروسية، هل يعود ذلك فقط لتعزيز تجربة التدريب أو يمكن ان يكون تحضيراً لشيء ما أكثر شؤماً يجري الإعداد له على قدم وساق؟
هل تحضر الولايات المتحدة لشن هجمات داخل سورية وإلقاء اللوم على الروس تمهيداً لعمل عسكري أميركي في سورية؟ هناك مصادفة غريبة في تصريحات وزير الخارجية الأميركية جون كيري خلال لقائه مع نشطاء المعارضة السورية ونظام الطلاء الجديد الذي يُطبق على بعض الطائرات العسكرية الأميركية، حيث اعترف كيري في شريط فيديو تم تسريبه في 1 تشرين الأول من هذا العام بأنه "فقد الحجة" في استخدام القوة في سورية، وذكرت ال CNN ان وزير الخارجية الأميركية يشعر بالإحباط مع فشل الدبلوماسية الأميركية، مدافعاً عن جهود المساعدة لإنهاء الحرب التي دامت خمس سنوات في سورية، وكان كيري التقى مع مجموعة من المدنيين السوريين، وفقاً لتسجيل صوتي حصلت عليه ال CNN أن تصريحات كيري جاءت في اللقاء الذي جرى في مقر البعثة الهولندية لدى الأمم المتحدة على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث كان كيري ينتقل من جلسة إلى جلسة اخرى في محاولة محمومة لإحياء عملية وقف إطلاق النار، وخلال حديث كيري عن الصعوبات التي تواجه عملية الإشراف على وقف إطلاق النار، يظهر في شريط الفيديو أحد النشطاء السوريين يجلس في المقدمة يدعى رائد صلاح وهو المسؤول عن –القبعات البيضاء- وهي منظمة دعائية تزعم أنها تقوم بأعمال إنسانية تحت مسمى "الدفاع المدني السوري" بينما هي في حقيقة الأمر تقوم بأعمال الاحتيال وتزييف وتلفيق وفبركة الوقائع والأحداث في حلب الشرقية لصالح منظمات دولية تدعي الحرص على حياة المدنيين السوريين، يقاطع الرجل كيري قائلاً بأنهم لا يعتقدون بأن روسيا يمكن ان تكون الضامن لأعمال الدولة السورية و انهم يرون روسيا شريكاً لهم في قصف المدنيين السوريين والأسواق وحتى "فريق منطقتنا" ويقصد بذلك ما يسمى ب–القبعات البيضاء- ويقول بأنه تم توثيق أكثر من 17 حالة قتل لأشخاص ينتمون "للدفاع المدني السوري" نتيجة للضربات الجوية الروسية، منذ اليوم الأول للتدخل الروسي في سورية حتى شباط من هذا العام، وهنا يسأله كيري إن كان لديه أي –فيديو- عن الطائرات التي نفذت تللك الضربات وإن كان بإمكانه الحصول عليه وأن الأجهزة تسأل عن هذه الأشرطة، أحد الموظفين في الخارجية الأميركية يقول بأنهم حصلوا على الكثير من أشرطة الفيديو لضحايا تلك الهجمات وهي مروعة لكنها لاتساعدهم بشيء قائلاً "نحن بحاجة لأشرطة فيديوعن الطائرات والذخيرة الفعلية، هناك الكثير منها على شبكة الانترنت، لكن لا نعرف ما إذا كانت حقيقية أو لا، فيديو التحقق من الطائرات الفعلية هو الاكثر فائدة ... هؤلاء الرجال يمكن ان يساعدوننا" هذه موافقة مسبقة على تمويه الطائرات الاميركية بألوان الطائرات الروسية.
لو افترضنا حسن النية عند الجانب الأميركي، يمكن للولايات المتحدة تمويه طائراتها بما يشبه طائرات "العدو" باعتبارها قوة معادية "خلال التدريب والمعارك" ما يساعد الطيارين الاميركيين بالاعتياد على أهداف "العدو" خلال التدريب على القتال جو-جو، بالطبع ليس من قبيل المصادفة البريئة ان يطلب كيري صراحة من جماعة –القبعات البيضاء- تزويده بفيديو الطائرات "الروسية" التي قصفت المدنيين في سورية، وفقط عن طريق الصدفة يطلي الجيش الأميركي إحدى طائراته لتبدو مثل المقاتلة الروسية المنتشرة في سورية (SU 34) ، لكن العديد من الحوادث في سورية مثل هجوم الكيماوي في الغوطة، وفي الاونة الأخيرة الهجوم على قافلة المساعدات التي نسبت الولايات المتحدة قصفها لروسيا وسورية وبدون أي دليل أو حتى على الرغم من الأدلة لذلك، دائماً ما تتناول وسائل الإعلام هذه الأكاذيب معتمدة ببساطة على أن أحد المسؤولين قال ذلك وبدون، التحقق والتأكد من صحة الفيديو ومصداقيته، وبدون سؤال ومثال على ذلك "الهجوم الروسي" المزعوم على بعض الأهداف المدنية الكبيرة مثل مخيم اللاجئين، موثق على شريط فيديو! سيكون من السهل جداً بيعه، وإن الضجة التي تلف هكذا مواضيع يمكن استخدامها بسهولة لشن حرب على نطاق أوسع، الهجوم على راديو برج كلايفتز، حادثة خليج تونكين، و"أسلحة الدمار الشامل" لصدام وبالمناسبة كيري لا يخجل من مثل هذه الأكاذيب اليوم هو يخترع الهجوم الجديد على المستشفى قائلاً بأنها جريمة حرب ويجب التحقيق مع روسيا وسورية بهذا الخصوص، بينما لم يحدث هجوم كهذا.
لقد صدق مجلس الدوما على اتفاق مع سورية حول تمركز القوات الروسية في سورية، وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن القوات الروسية هي جزء لا يتجزأ من القوات السورية على الأرض، وأن الدفاع الجوي الروسي سيرد على أي هجمات أميركية، فيما دعت وسائل الإعلام الأميركية ذلك وسمته بأنه بمثابة بيان بالطبع للحديث عن ضربة عسكرية، هناك الكثير من الكلام الجزاف في وسائل الإعلام الأميركية حول مهاجمة القوات السورية والروسية في سورية، الولايات المتحدة قصفت مؤخراً قوات سورية في موقع كانت تتمركز به منذ أشهر وقضى نتيجة ذلك 82 جندياً سورياً وجرح نحو 100 وعززت الضربة تقدم داعش في دير الزور، ولم يكن ذلك خطأ كما ادعت الولايات المتحدة.
روسيا ستدافع عن قواتها في سورية وعن سيادة سورية، وهي ليست وحدها، لقد وصلت فرقاطة تابعة للبحرية الصينية للتو إلى ميناء طرطوس السوري وهذا يعني أن 1،5 مليار صيني بإمكانهم الانضمام إلى الروس والإيرانيين والسوريين في حرب الولايات المتحدة لتغيير الدولة السورية، واشنطن تلقت التحذير بأنه لن يتم القبول بأي خطط خداع رخيصة كطلاء الطيارات كسبب وذريعة لإبعاد روسيا وهي ستقوم بالرد إذا ما دعت الحاجة إلى ذلك.
إن هجوم على القوات الروسية أو السورية سيكون غير قانوني، كيري نفسه قال ذلك في حديث متصل مع ما ورد أعلاه وهو يقول بانه ليس لدى الولايات المتحدة أي سند قانوني لأي هجوم، هذا سيكون غير شرعي وجريمة، لكن غير معروف بالنسبة للولايات المتحدة التزامها وعملها في إطار القانو ن الدولي وروسيا على درجة عالية من الحكمة لتوخي الحذرمن العواقب المحتملة لأية مخالفة.
الجمل ـ عن:Moon Of Alabama.org
إضافة تعليق جديد