تركيا: 1580 قتيلاً وجريحاً ومئات المفقودين جراء الزلزال والقوات التركية تتوغل في العراق

بدأت تركيا أمس عملية عسكرية داخل شمال العراق لمهاجمة مواقع حزب العمال الكردستاني قرب مدينة زاخو العراقية، فيما كان عمال الإنقاذ الأتراك ينتشلون ناجين من تحت أنقاض المباني المنهارة جراء الزلزال القوي الذي ضرب مدينتي فان وارجيس في جنوبي شرقي تركيا ذي الأغلبية الكردية، وأدى إلى مقتل حوالى 280 شخصاً، وإصابة حوالى 1300، فيما لا يزال المئات في عداد المفقودين.
وقالت مصادر أمنية تركية إن قوات تركية مدرعة دخلت شمال العراق في طريقها إلى معسكر لحزب العمال الكردستاني. وجاء التوغل مع استمرار العمليات عبر الحدود في أعقاب هجوم شنه مقاتلو «الكردستاني» الأسبوع الماضي وقتل فيه 24 جندياً تركياً.
وأوضحت المصادر ان الطابور المدرع، والذي يتألف من 20 دبابة و30 شاحنة عسكرية، دخل العراق انطلاقاً من قرية سياهكايا ويتجه الى قواعد الاكراد الواقعة في وادي هفتانين، الذي يبعد نحو 20 كيلومتراً من موقع خابور الحدودي وقرب مدينة زاخو العراقية. واضافت ان مروحيات للجيش التركي تولت في موازاة ذلك نقل جنود الى منطقة زاب. واوضحت المصادر ان حزب العمال الكردستاني قد تكون له ستة معسكرات كبيرة اضافة الى مركز قيادة ووحدات لوجستية ومخزن ذخيرة في منطقة هفتانين. ويقدر عدد المقاتلين الموجودين في المنطقة بـ400 عنصر.
إلى ذلك، قال مكتب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتصل بأردوغان هاتفياً ليقدم تعازيه في ضحايا الزلزال. وأضاف أن نتنياهو قال في الاتصال الهاتفي إن إسرائيل مستعدة لمساعدة تركيا.
وقالت مصادر في مكتب أردوغان إن نتنياهو ذكر رئيس الحكومة التركية بأن أنقرة أرسلت طائرات لمساعدة إسرائيل على إطفاء حريق ضخم العام الماضي، وأن تل أبيب مستعدة الآن لمساعدة أنقرة.
وانتشل رجال الإنقاذ الأتراك 5 ناجين من تحت أنقاض المباني المنهارة وواصلوا البحث عن مفقودين بعد زلزال بقوة 7،2 درجات على مقياس ريختر، وضرب مدينة فان وبلدة ارجيس على بعد نحو 100 كيلومتر إلى الشمال منها.
ونقل تلفزيون «إن تي في» التركي عن وزير الداخلية إدريس نعيم شاهين قوله إن عدد القتلى بلغ 280. وقال نائب رئيس الوزراء بشير اتالاي متحدثاً في فان إن أكثر من 1300 شخص أصيبوا، فيما أوضح شاهين إن مئات آخرين في عداد المفقودين ويعتقد أن كثراً منهم مدفونون تحت الأنقاض.
وفي مبنى متهدّم من أربعة طوابق في ارجيس حاول فريق من رجال الإطفاء أتى من مدينة ديار بكر الوصول إلى أربعة أطفال يعتقد أنهم محبوسون تحت أنقاض مجمع سكني. وحمل عمال الإنقاذ كيسين فيهما جثتان إلى سيارة الإسعاف إحداهما لطفل صغير.
واضطر آلاف الأشخاص، الذين شردهم الزلزال، إلى قضاء الليل في الشوارع، حيث تدثروا بالأغطية وتجمعوا حول نار أوقدوها. وأرسلت الحكومة أربع كتائب من الجيش إلى ارجيس واثنتين لفان للمساعدة في أعمال الإنقاذ لكن بعض السكان شكا من نقص المساعدة.
وأرسلت لجنة الهلال الأحمر الإيرانية فرق إنقاذ وعربات إسعاف ومستشفى ميدانياً إلى تركيا للمساعدة في عمليات الإنقاذ التي تجري في المناطق التركية التي ضربها الزلزال. ونقلت وكالة «ارنا» عن رئيس اللجنة محمود مظفر قوله إن «المسؤولين الأتراك حددوا منطقة في محافظة فان ليعمل فيها الفريق الإيراني للإنقاذ ويقدم المساعدة الطبية للجرحى. وأرسلت إيران 20 عامل إنقاذ و20 عربة إسعاف ومستشفى ميدانياً وإمدادات غذائية و50 خيمة للإيواء الطارئ في المنطقة التي ضربها الزلزال في تركيا والواقعة قرب الحدود الإيرانية.

المصدر: وكالات