تونس: القـوى السياسيـة تستأنـف المشـاورات اليـوم و«النهضـة»لن تتخل عن السلطـة

18-02-2013

تونس: القـوى السياسيـة تستأنـف المشـاورات اليـوم و«النهضـة»لن تتخل عن السلطـة

تعود القوى السياسيّة في تونس اليوم إلى طاولة المشاورات لبحث تشكيل حكومة «تكنوقراط» غير حزبية، بناء على مبادرة رئيس الوزراء حمادي الجبالي التي تثير انقساما داخل «حركة النهضة»، وهو أمينها العام، وفي الشارع التونسي.
وفي ما يعكس صراعاً داخلياً في صفوف «النهضة»، التي يرفض قادتها بشدة مبادرة الأمين العام إلى حدّ اعتبارها «مؤامرة»، خرج المرشد التاريخي للحركة راشد الغنوشي أمس الأول ليؤكد عدم استعداد حركته للتخلي عن السلطة، في تصريحات اعتبرت الأقوى منذ حادثة مقتل المناضل شكري بلعيد.
وهكذا يستمر المشهد السياسي في تونس ضبابياً وتستمرّ لعبة ليّ الأذرع، إلى أن يُحدّد مصير الحكومة التي تواجهها «النهضة» وقوى معارضة أخرى باقتراح حكومة وحدة وطنية سياسية، وذلك بعدما تمّ تأجيل موعد البتّ بالأمر الذي كان محدّداً أمس الأول.
وكان الجبالي، الذي هدّد بتقديم استقالته في حال فشل المشاورات، أرجأ المشاورات بحجة أن «الوقت ليس مهماً»، وذلك بعدما «صارت جولة من تبادل الرأي بين من هو داعم للمبادرة ومن هو ضدها ومن هو في الوسط». وقد أوضح أن «هناك تقدما وتطورا في كل النقاط التي أثيرت.. وخرجنا بنتائج مشجعة».
الغنوشي كان حاسماً في التأكيد على موقف «النهضة»، المتهمة في مقتل بلعيد. «الحركة لن تفرط في السلطة»، هذا كان خطابه للـ15 ألف مناصر الذين اجتمعوا وسط العاصمة تونس في شارع الحبيب بورقيبة «دفاعاً عن شرعيّة الحكم».
لكن السقف الذي وصله الغنوشي في خطابه تخطى بكثير الحشد الذي كان مطلوباً في الشارع «دفاعاً عن الشرعية». وهكذا عجزت المليونية عن جمع أكثر من 15 ألفاً، يقول ناشطون إن الكثير منهم مدفوعو الثمن، وعن كسر «عقدة» جنازة بلعيد التي فاق المشيعون فيها المليون ونصف المليون شخص.
وبحسب الغنوشي، فإن «حركة النهضة بخير ولن تسلم الأمانة التي ائتمنها عليها الشعب ولن تفرط في السلطة أبدا ما دامت تتمتع بثقة الشعب التونسي»، في وقت ردّ تهم خصوم حزبه مؤكداً أن «الصعوبات التي تعيشها البلاد ليس مردها طريقة إدارتها للشأن العام بل عرقلة المعارضة».
واعتبر زعيم «النهضة» أن حزبه يتعرض منذ توليه السلطة قبل 14 شهرا إلى «مؤامرات متواصلة» بلغت أوجها مع طرح حكومة كفاءات غير حزبية، مشدّداً على أن «النهضة هي العمود الفقري الذي يمسك البلاد.. وتمزيق النهضة أو إقصاء النهضة بالقوة او بالحيلة عن الحكم بتونس، لا يمثل مصلحة لتونس وانما يعرض الوحدة الوطنية وامن تونس للخطر».
وعن شكل الحكومة، جدّد الغنوشي موقفه «نحن مع حكومة ائتلاف وطني تتمتع بشرعية المجلس الوطني التأسيسي» الذي تملك «النهضة» فيه أغلبية المقاعد (89 من إجمالي 217).
في هذه الأثناء، رفع المتظاهرون شعارات «الشعب يريد النهضة من جديد» و «لا تراجع عن الشرعية» و «أوفياء أوفياء لدماء الشهداء» و«الشعب يريد تحكيم شرع الله».
وتجمع المتظاهرون في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي في العاصمة رافعين أعلاما وطنية ورايات حزب النهضة وحزب التحرير ورايات سلفية سوداء، في وقت قدمت أعداد كبيرة من المتظاهرين من ولايات بعيدة عن العاصمة مثل القيروان وصفاقس وقابس على متن حافلات.
وندد المتظاهرون ببعض وسائل الاعلام وبرئيس الوزراء الأسبق الباجي قائد السبسي، وبفرنسا التي يتهــمونها بالتدخل في شؤون تونس.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...