"جبهة النصرة " تقاتل إعلاميا من ملاجئ الزبداني
على وقع البراميل المتفجرة والغارات الصاروخية والقصف المدفعي الكثيف، تنشغل "جبهة النصرة" والفصائل المقاتلة إلى جانبها من الجيش السوري الحر وحركة أحرار الشام، بالحرب الاعلامية ضد الجيش السوري وحزب الله. وهي تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي من "فايسبوك" و"تويتر".
وتعمل "النصرة" من خارج الزبداني على الترويج لما يحصل في داخل المدينة من دون معرفتها بحقيقة ما يحصل على الارض، لأن الاتصالات مقطوعة بين النصرة في المدينة وخارجها، وهي تحصل عبر اجهزة "الثريا" التي تعمل عبر الاقمار الاصطناعية وعبر الهواتف الخلوية السورية بشكل خجول بسبب سوء الارسال في المنطقة، وهي تحاول التواصل مع الفصائل الاخرى في جرود عرسال عبر الاجهزة اللاسلكية من دون نتيجة بسبب بعد المسافة والجبال العالية، ولم يبق أمامها سوى اللجوء الى الحمام الزاجل.
وفي البدء نشرت النصرة اخبارا مفادها ان حزب الله يصنّع البراميل المتفجرة في الهرمل وينقلها عبر البحر الى طرطوس ومنها توزع على المطارات، ولكن هذا الخبر ليس صحيحا، إذ انه وبحسب مصادر مطلعة لموقع "ليبانون فايلز"، فإن النظام السوري ليس بحاجة الى تصنيع براميله خارج سوريا لان مصانع المتفجرات الخاصة به لا تزال تعمل بشكل طبيعي في مناطق نفوذه وهي تنتج البراميل والمتفجرات يوميا.
"النصرة" حاولت أيضا اللعب على وتر توريط الجيش اللبناني في معركة الزبداني عبر ترويج اخبار مفادها ان الجيش اللبناني يستهدف بسلاح الهبة السعودية الزبداني من الجهة اللبنانية، وهذا الامر ايضا عار عن الصحة، إذ ان الجيش اللبناني لم يطلق طلقة واحدة باتجاه الداخل السوري بحسب ما اكدت مصادر عسكرية لموقع "ليبانون فايلز"، وان من قد يكون اطلق المدفعية أو غيرها من الداخل اللبناني او عن الحدود هو حزب الله بسبب قرب المسافة بين الحدود والزبداني، مشيرا ان حزب الله ليس بحاجة حتى لقصف الزبداني من مسافات بعيدة لانه يطوقها عن قرب وقادر على استهدافها مباشرة.
"جبهة النصرة" تابعت محاولاتها الاعلامية، واكدت ان حزب الله والجيش السوري لم يدخلا الزبداني أبدا وهما على مسافة بعيدة منها، حتى اطلت القنوات التلفزيونية بصور تظهر حزب الله والجيش السوري في شوارع البلدة، ولتطل النصرة من جديد لتقول "انها شوارع ثانوية وغير مهمة"، ولكنها في النهاية تقع في الزبداني.
وصباح يوم الثلاثاء انتشرت تسجيلات صوتية من اجهزة لاسلكية تسمع فيها نداءات الاستغاثة التي يطلقها عناصر النصرة يطلبون فيها الدعم من خارج الزبداني، كما يشيرون إلى ان حزب الله اصبح في الداخل وانه يسحقهم وان المجموعات تفككت على وقع القصف وهم أصبحوا تحت الارض ولا يعرفون اذا ما كان يوجد أي عنصر منهم في الخارج حيا.
وبعد انتشار هذه الاشرطة حاولت النصرة اللعب على وتر حزب الله الداخلي عبر الترويج عبر "تويتر" ان الوسط الشعبي الشيعي معترض على إرتفاع نسبة الخسائر البشرية، وهو يطالب بعزل قائد لواء "الرضوان" الذي يتولى المعارك هناك بسبب عدم تمكنه من حسم المعركة بشكل سريع، ولكن المصادر نفت هذا الامر جملة وتفصيلا، مشيرة إلى أن مسار المعركة جيد ويجب أن يأخذ وقته لعدم التسرع في الدخول بشكل عشوائي الى مدينة فيها 2000 ملسح.
الشائعات كثيرة، ولا صوت يعلو على صوت المعركة والايام المقبلة ستظهر مسار المعركة، وفي هذا الوقت يستمر النظام السوري بضرب الزبداني بشكل غير مسبوق في الحرب السورية، ما سيحسم المعركة لصالحه وصالح حزب الله على الارض، ويعطي دفعا لكلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يوم الجمعة المقبل.
ليبانون فايلز
إضافة تعليق جديد