"جمهورية لوغانسك" تطالب باعتراف دولي وروسيا تسحب جنودها

اتخذ الكرملين خطوات لتخفيف حدة التوتر مع الغرب حول الأزمة الأوكرانية، حيث أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس بسحب قوات بلاده التي كانت تشارك في مناورات عسكرية قرب الحدود الأوكرانية، في وقت شككت واشنطن وحلف شمال الأطلسي ببدء هذا الانسحاب.
وبعد أكثر من اسبوع على إعلانها الاستقلال عن أوكرانيا وفق نتائج استفتاء شعبي، أرسلت الجمعية الجمهورية (البرلمان) لـ"جمهورية لوغانسك الشعبية" في شرق أوكرانيا طلباً إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، للاعتراف باستقلالها وسيادتها كدولة.
وجاء في الرسالة "نعتبر أنه استناداً إلى الأعراف الدولية فإن طلب شعب جمهورية لوغانسك الشعبية الموجه إلى المجتمع الدولي للنظر في مسألة الاعتراف بها حق طبيعي".
وأفاد الكرملين بأن "فلاديمير بوتين أعطى الأمر الى وزير الدفاع بسحب القوات الى ثكناتها... بسبب انتهاء التدريبات التي تطلبت نشرها في مناطق روستوف وبيلغورود وبريانسك"، مطالباً في الوقت ذاته كييف بسحب قواتها "فوراً" من شرق البلاد.
وفي حديث إلى وسائل إعلام صينية عشية زيارته شنغهاي، قال الرئيس الروسي إن "محاولات تمجيد النازية ستؤدي إلى عواقب مريعة، كما في أوكرانيا، حيث اُطلق عنان الإرهاب ضد المدنيين"، مشيراً إلى أن القوى النازية الجديدة في أوكرانيا تنفّذ حرباً ضد السكان المدنيين.
في المقابل، قال الأمين العام لحلف "الناتو" آندرس فوغ راسموسن، عقب تصريحات الكرملين، "للأسف يجب أن أقول إن ليس لدينا أي دليل على أن روسيا بدأت بسحب" قواتها. وأضاف راسموسن "إنه الإعلان الثالث من بوتين، لكننا لم نشهد انسحاباً بعد".
بدوره، قال مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية "نريد أن نرى أدلة ملموسة وواضحة على هذه التحركات قبل إصدار حكم" حول صحة الانسحاب الروسي.
في هذا الوقت، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال اجتماع مع نظيره السلوفاكي ميروسلاف لايتشاك، إن العلاقات بين روسيا وبروكسل والحلف الاطلسي "تتطلّب إعادة نظر كبيرة"، مضيفاً " نحن نحاول مع شركائنا من دول الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي إجراء تحليل من أجل فهم أفضل للنقطة التي نقف فيها وأين تتطابق تقديراتنا وأين نختلف وما الذي يمكننا عمله لإعادة هذه العلاقات وهذه الوثائق التي تشكل أسس التعاون بين روسيا وحلف شمال الأطلسي بالإضافة إلى التعامل بين الاتحاد الأوروبي وروسيا".
وقال لافروف، "من الواضح أن الخطوة الأولى هي وقف العملية العسكرية ويتعين على ممثلي بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا المتمركزين في أوكرانيا بالقرب من ساحة القتال الأخذ بزمام المبادرة والعمل كوسطاء لبحث الخطوات اللازمة للحد من تصعيد الوضع".
واستجابة لطلب لافروف، طالبت "منظمة الأمن والتعاون في أوروبا" وزير الداخلية الأوكراني أرسين أفاكوف بإطلاق سراح الصحافيين الروس العاملين في قناة "لايف نيوز" واللذين ألقي القبض عليهما من قبل الحرس الوطني في كراماتورسك.
وفي ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية الأوكرانية التي حدد موعدها في 25 ايار الحالي، قال آفاكوف، خلال مؤتمر صحافي أمس: "إننا ندرك بوضوح، ولا نخدع أحداً، أنه لم يعد ممكناً إجراء الانتخابات بشكل عادي على مساحة ضخمة من مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك" في حوض دونباس حيث تعيش غالبية ناطقة بالروسية. إلا أنه أكد أن الانتخابات ستجرى في أي حال من الأحوال، حتى وإن تمت مقاطعتها في عدد من المناطق، لافتاً في نفس الوقت الى أن بعض مناطق المقاطعتين ستشهد مع ذلك انتخابات.
من جهته، قال "المحافظ الشعبي" لدونيتسك بافيل غوباريوف، المؤيد لروسيا، إن إجراء الانتخابات في منطقة دونباس أمر مستحيل، مشدداً على أن سكان المنطقة مستعدون للدفاع عن سيادتهم.
من ناحية ثانية، أعلن المفوض الأوروبي للطاقة غونتر اوتينغر، أن اجتماعاً سيُعقَد في 26 أيار الحالي في برلين بين أوكرانيا وروسيا والاتحاد الأوروبي، لحل ازمة الغاز بين كييف وموسكو.
ميدانياً، قالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن جندياً قُتل وأصيب ثلاثة آخرون عندما قام متمردون يتمركزون في حضانة أطفال بقصف حاجز عسكري قرب سلافيانسك أمس.
ونقلت قناة "روسيا اليوم" عن مسؤولين بأن "قوات الدفاع الشعبي" في مدينة سلافيانسك اعتقلت عدداً من "المرتزقة" بينهم اثنان من عناصر الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه).
وفي سياق استعراض العضلات، أعلنت مصادر دبلوماسية وعسكرية روسية أن طراد "فيلا غالف" الحامل للصواريخ الأميركي سيدخل مياه البحر الأسود يوم الجمعة المقبل لتنفيذ مهمات خاصة بالقوات البحرية الأميركية هناك.

المصدر: السفير+ وكالات