جولة (الجمل) على الصحافة التركية
جولة (الجمل) على الصحافة التركية- ترجمة: محمد سلطان:
لماذا لا تعترف أميركا بالائتلاف السوري؟
بعد طلب تركيا نشر أنظمة الباتريوت على حدودها مع سوريا تم التوصل إلى اتفاق ما بين القوات الخاصة التركية والقوات الخاصة الأميركية لإجراء مناورات عسكرية مشتركة ما بين الطرفين, وبدأت واشنطن تهتم بالملف السوري بجهد أكبر بحسب بعض التحليلات, وبحسب تحليلات أخرى تقول أن سقوط الأسد أصبح قاب قوسين أو أدنى.
إذاً هل هذا الكلام صحيح؟ هل هذه المرة استطاعت جبهة الأطلسي أن تخترق محور الممانعة المؤلف من الصين, روسيا, إيران, العراق, سوريا, ولبنان؟
كلا! دعونا من الاختراق, فواشنطن لم تنجح بتكوين جبهة معارضة سورية بالأسلوب الذي تريده. ولهذا لم تعترف الولايات المتحدة الأميركية رسمياً إلى يومنا هذابـ"الائتلاف السوري" المعارض الذي أسسته في الدوحة، بعدما رأت أن "المجلس الوطني" الذي أسس في اسطنبول ليس كافياً لإسقاط النظام. ولكن اعتراف الجامعة العربية و بريطانيا وفرنسا وتركيا بهذا المجلس بالرغم من عدم اعتراف أميركا يزيد من تعقيد الموضوع.
لم تؤكد وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون خبر Associated Press حول تحضير أميركا للاعتراف بشكل رسمي بـ"الائتلاف السوري", كذلك لم تؤكد خبر صحيفة New York Times حول تخطيط أميركا لتزويد المعارضة السورية بالسلاح بشكل مباشر دون وسطاء. ولكن بحسب الصحفي تولغا تانيش من صحيفة حرييت فإن كلينتون علقت على الموضوع بالقول: نحن نتابع الوضع بشكل مستمر, ونخطو بعض الخطوات. أنا واثقة بأننا سوف نقدم أكثر من ذلك في الأسابيع المقبلة. ولكن إلى يومنا هذا لم نتخذ أي قرار ونحن مستمرون بمراقبة وتحليل الوضع بشكل يومي ومنتظم. وبخصوص تسليح المعارضة أعربت كلينتون أنهم سيتناولون الموضوع خلال مؤتمر"أصدقاء سوريا" الذي سيتم في المغرب في 12 الشهر الجاري.
اذا تمعنا في تصريحات السفير الأميركي في سوريا روبرت فورد نستطيع أن نفهم سبب عدم اعتراف بلاده بهذا المجلس, حيث يقول فورد: "الائتلاف السوري هو الممثل الشرعي لتطلعات الشعب السوري, سوف نعمل معهم, فلديهم تصور بخصوص سوريا المستقبلية, إنهم يحققون التقدم, ومع تطورهم فأنا أتوقع أن تتطور مكانتنا نحن أيضاً" كما أن تصريحات فورد بخصوص تسليح المعارضة أيضاً بذات الأهمية: "الكثيرون يعتقدون أن الفعالية على الأرض ترتبط بموضوع التسليح, يجب أن أنوه على عدم صواب هذه النقطة. الأسلحة ليست استراتيجية, الأسلحة عبارة عن تكتيك. سأقولها بشكل واضح وصريح؛ برأيي الحل العسكري في سوريا ليس بالحل الصحيح"
من خلال تصريحات كلينتون وفورد نستطيع أن نستنتج حقيقتين وهما:
1- اقتنعت الولايات المتحدة بعدم جدوى الصراع المسلح في سوريا لتحقيق النجاح.
2- أميركا ستقف وراء المعارضة السورية كلما زادت نجاحاتها.
ولكن السؤال: هل المعارضة السورية تتقدم إلى الأمام بما يخدم أميركا حتى تتخذ موقفاً واضحاً من الملف السوري؟ الجواب "لا". بالاضافة إلى أن المعارضة السورية تواجه مشاكل أكبر, ومنها:
- لم تتوحد المعارضة السورية كافةً تحت سقفٍ واحد. وعلى سبيل المثال, كثفت هيئة التنسيق الوطنية لقاءاتها مع موسكو وأعربت عن استعدادها للتفاوض مع النظام
- لم يتم التصالح في المؤتمر الأخير لـ"الائتلاف السوري" في القاهرة، واستمرت الخلافات ما بين الجهات المؤسسة لهذا التحالف. كذلك أخذ الموقف الكردي حيزاً أكبر في الخلاف, حيث زاد القلق لدى المعارضين العرب بعد مصالحة الأكراد البرزانيين والأكراد الأوجلانيين. ومن الملفت للنظر قول كلينتون بأن "تسليح أتباع حزب العمال الكردستاني في سوريا يزيد القلق بشكل كبير".
- الاتفاق السري الذي وقع في الدوحة,تحت إشراف إسرائيل, بين كل من "الائتلاف السوري" وأميركا وتركيا وقطر أدى إلى تشققات بين صفوف المعارضة السورية.
(محمد علي كولير–صحيفة: أيدينليك)
الخيار العسكري ضد سوريا,والصواريخ الكيميائية, وأسباب نشر الباتريوت
أجرى موقع YDH التركي المختص بشؤون الشرق الأوسط دراسة لأبرز المستجدات الأخيرة التي شهدناها خلال الأسبوع الماضي وتوصل إلى النتيجة التالية:
منذ فترة وجيزة تقدمت تركيا إلى الناتو بطلب نشر أنظمة صواريخ الباتريوت الدفاعية بحجة استمرار الحرب الداخلية في سوريا، واحتمال إنتقالها إلى تركيا من خلال قصف النظام السوري الأراضي التركية بالصواريخ البالستية ذات الرؤوس الكيميائية. وبالرغم من أن رئيس الجمهورية التركي عبد الله كول قال: «سوريا لن تتجرأ على ضرب تركيا, لكن طلبنا للباتريوت جاء كخطوة احترازية ضد أي حماقة محتملة قد يرتكبها النظام في سوريا» على حد تعبيره.
وتتلخص المزاعم التركية حول أسباب وجود احتمال شن هجوم كيميائي سوري ضد تركيا كالتالي:
- بسبب دعم حكومة أردوغان للمعارضة السورية المسلحة وإيوائها بأراضيها,حيث تستخدمها كمنطلق لهجماتها ضد الجيش السوري.
- استخدامها ضد المسلحين في حال عدم القدرة على مواجهتهم واحساس السلطة السورية بفقدان السيطرة ومواجهة الإنهيار أمام هجماتهم المركزة عليها.
إدراك الناتو:
بالرغم من التبريرات التي ساقتها الحكومة التركية بشأن طلب الباتريوت, فإن روسيا وإيران لم تقتنعا بفكرة طلب نشر الباتريوت على الحدود التركية المحاذية لسوريا. وقال ألكسندر كروشكو ممثل روسيا في حلف الناتو: نشر الباتريوت على الحدود السورية ليس إلا دليل على تورط الناتو في التدخل في الأزمة السورية. كما قال حسين نقاوي حسين المتحدث بإسم السياسة الخارجية في مجلس الشعب الإيراني: نشر الباتريوت من المحتمل أن يؤدي إلى حرب شاملة في المنطقة.
ونشر موقع ديبكا المقرب من الموساد تحت عنوان: "بدأ تدخل الناتو في سوريا". حيث يربط نشر الباتريوت في تركيا مع احتمال نشوب حرب سورية–إسرائيلية. ويمضي الموقع في مزاعمه بالحديث عن قيام المسلحين بضرب الرادار M1 في سوريا لشل حركة الرصد السوري لكل من تركيا وإسرائيل, ولكن لإستكمال الخطة يتوجب تدمير الرادار M2 المتواجد في جنوب حمص, والرادار M3 المتواجد في اللاذقية والذي يرصد كامل منطقة شمال البحر المتوسط والجنوب التركي. وبذلك تكون سوريا قد فقدت إمكانية رصد التحركات الإسرائيلية والتركية, كذلك لا يمكنها أن تراقب الأجواء الأردنية أو أي اختراق جوي سيتم من قبل أراضيها, وبذلك سيصعب على سوريا الرد على أي عدوان إسرائيلي على أراضيها.
الأهداف المحتملة للباتريوت:
1- جاء طلب الباتريوت لزج أميركا بشكل فعلي في الحرب الدائرة بالوكالة في سوريا،والتي تشنها كل من تركيا وحلفاءها العرب مثل السعودية وقطر, حيث كانت أميركا تلعب دور المنسق لهذه الحرب ولم تنخرط بشكل مباشر فيها.
2- تأمين الدعم الفعلي لمجلس التحالف الوطني وإعطائه شرعية قيادة العناصر المقاتلة في الميدان ليكون الآمر الناهي لهذه العناصر والممثل الشرعي لهم.
3- ردع روسيا وإيران عند احتمال نشوب حرب شاملة إذا سقط النظام السوري.
4- تأمين منطقة منزوعة السلاح وجعلها "بنغازي ثانية" كمقر لحكومة مؤقتة سيعلن عنها مجلس التحالف الوطني. كخطوة أولية لإعتراف العالم بهذه الحكومة.
بالرغم من طلب تركيا نشر أنظمة الباتريوت, إلا أن قيادتها لن تكون بأيدي الأتراك بل تم تعيين هيئة من قبل الناتو للتحكم به.
في الأسبوع الماضي قام الناتو بفتح قاعدة جديدة له في تركيا في محافظة إزمير, ويبرز أهمية هذه القاعدة من خلال إعتبارها بين القواعد الستة الأساسية الأولى للناتو, حيث أخفض الناتو قواعده القيادية من 11 قاعدة إلى 6 قواعد ضمن خطة إعادة هيكلة الناتو.
تركيا الجبهة الأمامية في الحرب مع سوريا:
أكد أردوغان أن الحرب بالوكالة في سوريا يمكن أن تمتد لسنين طويلة, ولذلك رأى أنه من الأسلم قبول الخيار السياسي في هذه الأزمة, فاتجه إلى روسيا وإيران وجلس معهم للتحاور حول هذا الخصوص. ولكن في 31 تشرين الثاني قامت كلينتون بتبني مجلس المعارضة الجديدة التي تشكلت في الدوحة, حيث تم تجريد تركيا من احتضان هذا المجلس وبذلك لم يبق أمام تركيا إلا العودة إلى الخيار العسكري.
بعد نزوح عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين إلى تركيا, وبعد منع التجارة بين البلدين, تدهور الإقتصاد التركي وتلقى صفعة قوية من حيث ناحية شحن البضائع والتصدير إلى الشرق الأوسط. لذلك قام أردوغان بتعزيز علاقات بلده التجارية مع إسرائيل. كما يرى مراقبون في خطوة أردوغان هذه مخاطرة كبيرة من قبله, بعدما راهن على سقوط النظام السوري.
ومن بين القضايا التي لم تكن بالحسبان لدى أردوغان, رأينا كيف أفشل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني المعارض PYD مخططاته على الحدود السورية وخصوصاً في منطقة رأس العين، حيث:
- لم يستطع المسلحون المدعومون من قبل تركيا القضاء على تواجد الـPYD في تلك المنطقة, بل تكبدوا خسائر كبيرة على أيديهم.
- قرر البرزاني تشكيل جيش كردي في إقليم كردستان العراق.
- أعلن الـPYDانضمامه إلى هذا الجيش.
ونرى فيما سبق أسباباًكافيةً حتى يفضل أردوغان خيار الحرب على سوريا بدلاً من الخيار السياسي والحواري, حيث أن فعالية حزب الاتحاد الديمقراطي على الحدود السورية التركية, وتبني أميركا لمعارضة مجلس الدوحة من أبرز الأسباب التي دفعت أردوغان إلى التصعيد الحربي والحشد العسكري على الحدود, كما قام حلفاؤه في لبنان بتزويد المعارضة بالأسلحة عن طريق تركيا. وفي نهاية الأمر حصل المتوقع وقام أردوغان بطلب نشر أنظمة الصواريخ الدفاعية الباتريوت على الحدود مع سوريا.
أدلى السفير الأميركي السابق في سوريا روبرت فورد بتصريحات حول مجلس التحالف الوطني وقال: الائتلاف السوري هو الممثل الشرعي لتطلعات الشعب السوري, سوف نعمل معهم, فلديهم تصور بخصوص سوريا المستقبلية, إنهم يحققون التقدم, ومع تطورهم فأنا أتوقع أن تتطور مكانتنا نحن أيضاً. بالنظر إلى تصريحات فورد, نستطيع أن نستنتج مايلي:
1- طالما سيبقى الإسلاميون الراديكاليون ضمن صفوف مجلس التحالف الوطني, ولم تقم زعامة المجلس بتصفيتهم من هذا المجلس, لن تقدم أميركا على دعم عسكري مباشر لهم.
2- الدعم الأميركي لهذا الائتلاف سيتغير بناءً على سياسته وما سيقدم من نجاحات منتظرة.
3- من الممكن أن تعطي أميركا فرصة وحيدة لخيار الحرب, ولكن مع عدم سقوط النظام ستتخلى أميركا نهائياً عن هذا الخيار, وستعاود عملها بالحل السياسي.
(موقع: YDH)
وفي سياق متصل نقلت صحيفة صول التركية عن صحيفة نيويورك تايمز الأميركية قولها أنه تم رصد تحركات سورية عند مستودعات الأسلحة الكيماوية, وهذه التحركات ليست بصدد نقلها من مكان إلى مكان آخر آمن, بل هذه التحركات تهدف لإستخدام هذه الأسلحة وذلك حسب إدعاءات الصحيفة.
كما تناولت صول مقتطفات من مقال للكاتب Jeffrey Goblberg من مجلة أتلانتيك الأميركية ويقول الكاتب أن إسرائيل طلبت من الأردن مرتين السماح باستخدام أجوائها لضرب مستودعات الأسلحة الكيميائية السورية. وتأتي هذه المزاعم في إطار البحث عن ذرائع إسرائيلية لضرب سوريا, حيث رفضت الأردن هذا الطلب.
ويكمل الكاتب قوله، الذي أسنده إلى ما سماه "مصادر استخباراتية"،أن اسرائيل ليست بحاجةلإذن من الأردن لاستخدام مجاله الجوي، ولكن اسرائيل ابتغت عدم إثارة النظام السوري ضد نظام الملك عبد الله. إذ أن الأجواء الأردنية استخدمت سابقاً في إرسال طائرات تجسس إسرائيلية وأميركية من دون طيار إلى سوريا عبر الحدود الأردنية السورية.
كما شبه الكاتب هذه العملية بعملية الـBOSTA في 6 أيلول من عام 2007 عندما استخدمت إسرائيل الأجواء التركية لضرب دير الزور, حيث قامت بإختراق الأجواء التركية في محافظتي غازي عنتاب وهاتاي واستكملت التزود بالوقود ضمن هذه الأجواء.
(صحيفة: صول)
أجواء زيارة بوتين إلى تركيا
خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تركيا إلتقى مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في قصر رئاسة الوزراء"دولما باهتشي", وتم التوقيع على 11 اتفاقية أغلبها تجاري. وفي المؤتمر الصحفي الذي جمع الزعيمين تم التنويه إلى أن حجم التبادلات التجارية زادت سبعة أضعاف لتصبح بحجم 24.5 مليار دولار, بعد أن كان هذا الرقم في عام 2011 عند حدود 3.7 مليار دولار. وينتظر أن يصل الؤقم إلى 35 مليار دولار مع نهاية العام الحالي.
كما اتفق الطرفان على قيام شركة ROSATOM الروسية بإنشاء محطات للطاقة النووية في تركيا بميزانية أولية 700 مليون دولار, و800 مليون دولار تدفع لاحقاً, ليصل المبلغ فيما بعد إلى 2.4 مليار دولار, والقيمة الاجماليةللمشروع حوالي 20 مليار دولار.
ومن ضمن هذه الاتفاقيات تم الاتفاق على شراء أسهم بنك Deniz Bank التركي من قبل بنك Sber الروسي.
وأعرب الطرفان عن هدفهما لايصال العلاقات التجارية بينهما إلى حاجز الـ100 مليار دولار. وطغى على اللقاء التبادلات التجارية والاتفاقيات والاستثمارات في المجالات الزراعية والصناعية والإنشائية والسياحية. كما وجد الطرفان المجال للحديث عن ملف عضوية فلسطين كبلد مراقب في الأمم المتحدة والقضية السورية.
(وكالة أنباء: DHA)
وسلطت صحيفة جمهورييت الضوء على زيارة بوتين من ناحية عدم لقائه مع الرئيس التركي عبد الله كول, رغم قيام الأخير بزيارته في قمة موسكو عام 2009, كما زار ميدفيديف كلاً من كول وأردوغان في زيارته لتركيا عام 2010, كذلك كان أردوغان قد التقى كلاً من بوتين وميدفيديف في زيارته لموسكو في 2011.
وخلال اللقاء وبحسب الصحيفة فقد حاول أردوغان إقناع بوتين بالتخلي عن دعم سوريا, وهذا ما رفضه بوتين رفضاً قاطعاً, كما انه أعرب عن إنزعاج بلده بسبب طلب تركيا نشر أنظمة الباتريوت في أراضيها.
(صحيفة: جمهورييت)
وتناول الكاتب محمد بوري من قناة أولوصال الموضوع من وجهة نظر أخرى عن السبب الرئيسي لزيارة بوتين. ويقول الكاتب:
عبر التاريخ كانت روسيا أكثر بلد اصطدم معه الأتراك. وفي كل مرة يظن الأتراك أنهم يستندون في معركتهم ضد روسيا على إنكلترا وفرنسا, ولكن لا يعلمون أن الأخيرين كانوا يستخدمون العثمانيين كأداة في حربهم ضدها. وحصل نفس الخطأ مع نهايات الحرب العالمية الثانية, حيث تم الاتفاق في أحد المؤتمرات على إعادة تشكيل العالم من جديد, وطلب الزعيم الروسي ستالين في 10 شباط 1945 إعادة النظر بإتفاقية Montreux, كما تم فسخ العلاقات الثنائية بين الأتراك والسوفييت. كما أرسل الاتحاد السوفيتي تحذيراً لتركيا في 08 آب 1946 حتى تصبح الرقابة على الخلجان والمضائق البحرية المشتركة بين البلدين ثنائية من قبل الطرفين. وشكل هذا الطلب ضغوطات على تركيا حديثة التأسيس. وبعدما تمكن الجيش الأحمر من صنع أول قنبلة نووية, وبعد تأسيس حلف الناتو لمواجهة الهيمنة الروسية, وجدت تركيا نفسها خارج اللعبة, واضطرب القادة الأتراك واضطرت تركيا للوقوف موقف المتسول على أبواب الناتو. وتركت أميركا تركيا معرضة للتهديد الروسي لمدة خمسة أعوام قبل قبولها ضمن الحلف, ليجعلوا منها "أميركا صغرى" في مواجهتها مع روسيا.
وبعد توقف الحرب الباردة تنفست تركيا الصعداء وفتحت الحدود التجارية مع جيرانها وعززت تبادلاتها مع دول الجوار, وزادت الليرة التركية قوةً, وازدهر الاقتصاد, حيث كان من الصعب الوقوف أمام قوتها الاقتصادية والسياسية الآخذة بالصعود. ومن ثم تم اختراع ما يسمى بمشروع "الشرق الأوسط الجديد", لنعود ونصبح مهزلة أمام العالم كله. وفي هذه المرحلة خسرنا إستثماراتنا السياسية في ليبيا, وفقدنا تزعمنا للعالم العربي لصالح مصر, وأغلقنا أبوابنا على الشرق الأوسط عندما أردنا إسقاط النظام في سوريا, كما فقدنا علاقتنا مع العراق مع دعمنا لحكومة البرزاني في إقليم كردستان العراق, كذلك توترت علاقتنا مع اليونان ومع قبرص. وبذلك نكون قد أغلقنا كافة أبوابنا على العالم بوجهنا, ولم يبقى لدينا سوى البابين الروسي والإيراني, وهم أيضاً على وشك الإغلاق إذا سقط النظام في سوريا.
وكان يهدف الغرب إلى زيادة حدة الصراع ما بين روسيا وإيران من جهة وبين تركيا من جهة أخرى, حيث أرادوا إغلاق صنابير أنابيب النفط والغاز الطبيعي التي تزود تركيا,وذلك بسبب التهديد التركي لروسيا وإيران بعد نشر الباتريوت في أراضيها. وبذلك يكون الغرب قد زج بتركيا كطعم في حربه السياسية ضد روسيا وخرج من الأزمة مثلما تخرج الشعرة من العجين. وهذا ما أدركه بوتين واستطاع أن يرى الفخ الذي يحضره الغرب لتركيا, لذلك زارها عاملاً على إعادتها إلى طريق الصواب لتحسين العلاقات الثنائية بين البلدين. أما إيران فرغم معرفتها بأن قواعد الناتو في تركيا تشكل تهديداً لها, فإنها لم تدلي بأي تصريح رسمي عن انزعاجها من الباتريوت, حيث أفادت مصادر رسمية إيرانية أن كل ما قيل عن الموضوع يمثل وجهات نظر شخصية.
ولكن ماذا عن حكومتنا؟ إن حكومة أردوغان لم تر هذا الفخ وهي منخرطة في إعادة عهد العثمانية الجديدة, كما انها منشغلة بتسيير أعمال مشروع شرق أوسط جديد. كذلك لم يلحظ العسكر هذا الفخ بعدما قام أردوغان بتصفية حوالي 500 ضابط وعسكري ما بين إعتقال وإغتيال. إن أردوغان يجهل أو يتجاهل أنه إذا سقط النظام في سوريا, الذي يراهن على سقوطه, سيغلق بابينا المتبقيين مع روسيا وإيران. إن ما يفعله أردوغان يشبه "المقامرة بنقود مدينة".
(محمد بوري – قناة: أولوصال)
استهداف الأكراد مجدداً برفع الحصانة عن نوابهم
أثار حزب العدالة والتنمية موضوع رفع الحصانة عن نواب حزب السلام والديمقراطية الكردي المعارض بتهمةاحتضانهم عناصر مقاتلة من حزب العمال الكردستاني. وأدى ذلك إلى تشكيل خلافات جدية ضمن صفوف حزب العدالة والتنمية. وأعرب بعض من النواب الأكراد من حزب العدالة والتنمية, والبالغ عددهم 70 نائباً, عن عدم رضاهم لقرار الحكومة هذا. وأعرب قسم منهم عن مقاطعتهم للتصويت الذي سيجري بهذا الصدد, وقال قسم آخر أنهم سيشاركون بالتصويت وسيصوتون ضد القرار. وبناءً على هذه الخلافات في صفوف حزبه سيقوم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بجس نبض نوابه قبل الإقدام على اي قرار أو تصويت.
وبدرت أول معارضة ضمن حزب العدالة والتنمية من قبل النائب عن محافظة ديار بكر غالب أنصاري أوغلو, حيث قال: من غير المقبول احتضان الإرهابيين, ولكن من غير المقبول أيضاً رفع الحصانة عن نواب حزب السلام والديمقراطية.
ويذكر أن القراربحاجة لأن يصل عدد المصوتين 276 مصوتاً, وبذلك يعاني أردوغان من صعوبة بلوغ هذا الرقم إذا قاطع 50 نائباً من نوابه الأكراد السبعين هذا التصويت. ولكنه بالمقابل استطاع أن يكسب تأييد نواب حزب الحراك القومي المعارض والبالغ عددهم 50 نائباً. ويعرف أن نواب حزب الشعب الجمهوري سيعارضون هذا القرار.
(موقع: كازيتي بورت)
الجمل- قسم الترجمة
إضافة تعليق جديد