جيش أميركا عاجز عن خوض حرب جديدة!
أكّد خبراء عسكريّون أميركيّون من ذوي الرتب القياديّة، من بينهم جنرالات متقاعدون، أنّ الحرب التي تشنّها بلادهم على العراق منذ خمس سنوات، أرهقت جيشهم «إلى درجة أنه لم يعد قادراً على خوض حرب واسعة أخرى في الوقت الراهن».
وقال الجنرال المتقاعد روبرت سكيل، في مؤتمر صحافي نظّمه «مركز الأمن الأميركي الجديد» أوّل من أمس، بمناسبة إصدار دراسة جديدة عن وضعيّة الجيش الأميركي ومستقبله، إنّ 90 في المئة من الضبّاط الأميركيّين الذين شملهم الاستطلاع «اعترفوا بأنّ الحرب على العراق قد أرهقت القوّات المسلّحة على نحو خطير». غير أن 56 في المئة اعترضوا على ذلك، فيما أشار 64 في المئة من العسكريّين إلى أنّ معنويات الجنود «لا تزال مرتفعة».
وشارك في الاستطلاع، الذي أجراه المركز بالتعاون مع مجلّة «فورين بوليسي» التي تصدر عن مؤسّسة «كارنيغي للسلام»، 3400 ضابط أميركي ممّن لا يزالون في الخدمة أو تقاعدوا، ومن بين هؤلاء 200 جنرال وأدميرال. وخلصت الدراسة إلى اعتبار أنّ 60 في المئة من الضبّاط، باتوا اليوم «أضعف ممّا كانوا عليه قبل خمس سنوات».
ورأى الجنرال المتقاعد في سلاح مشاة البحرية (المارينز)، غريغ نيوبولد، الذي سبق أن طالب باستقالة وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد، أنّ الدراسة المسحيّة تُظهر أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، «لا يمكن أن تكون راضية عن نفسها» بعد الخلاصات المذكورة.
وتساءل غريغ، في المؤتمر الصحافي نفسه، عمّا إذا كانت الولايات المتحدة في خطر نتيجة إرهاق جيشها، الأمر الذي قد يتطلّب «جيلاً متعافياً» من العسكر.
كما لفتت الدراسة إلى أنّ 80 في المئة من المشاركين رأوا أنّ تكليف الجيش خوض حرب أخرى ضخمة حاليّاً، أمراً «غير عقلانيّ»، فيما رأى 37 في المئة منهم أنّ إيران حقّقت المكاسب الاستراتيجية الأكبر من الحرب على العراق، مقارنة مع 19 في المئة لاحظوا أن بلادهم هي التي حقّقت المكاسب الأهم.
وتزامن صدور خلاصة الاستطلاع مع المناقشات التي تجريها وزارة الدفاع الأميركية، في شأن ما إذا كانت ستجمّد عملية خفض قوّاتها في العراق بحدود شهر تموز المقبل، أو تعمد إلى سحب وحدات منها لتخفيف الضغط عن الجيش. وكان من المقرّر، بحسب توصيات تقرير «كروكر ــــ بيترايوس» أن يجري خفض عدد قوات الاحتلال في العراق مع نهاية الشهر المذكور إلى نحو 140 ألف جندي، بعد إعادة القوّات الإضافيّة التي أُرسلت في شباط من العام الماضي، من ضمن خطّة «إغراق بغداد»، والبالغ عددها نحو 30 ألف جندي.
ويعتزم قائد قوات الاحتلال في العراق، الجنرال دايفيد بيترايوس، الذي يُفترَض أن يقدّم تقريره الجديد إلى الكونغرس بشأن تقويم خطّته الأمنية في بلاد الرافدين في آذار المقبل، تعليق الخفض إلى حين تقدير التأثير الذي قد يخلّفه خفض القوات، في الوقت الذي يدافع فيه سلفه، رئيس أركان الجيش الأميركي الجنرال جورج كايسي، عن ضرورة الاستمرار في خفض العدد.
محمد سعيد
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد