جيمس إلروي: أريد أن أعذب قرائي وأجد حرية أكبر مع الماضي

27-01-2010

جيمس إلروي: أريد أن أعذب قرائي وأجد حرية أكبر مع الماضي

ولد الكاتب الأميركي جيمس إلروي العام 1948 في لوس أنجلس، يقول عن نفسه إنه «محافظ» و«رجعي»، ومع ذلك وجدت رواياته حضورا كبيرا في بلاد العم سام، إذ يعتبر واحدا من أهم كتاب جيله. تعالج رواياته، التي تقترب من الأجواء البوليسية، أميركا «المجرمة»، وبقصد بذلك أنها تقدم صورة سوداء عما يجري هناك من فساد ورشى وقتل وما إلى هناك من أمور تختلف كل الاختلاف عن «هذه الصورة الهوليدية»، على الرغم من أن العديد من رواياته اقتبست إلى السينما.
من أشهر أعماله رباعيته عن مدينة لوس أنجلس، كما ثلاثيته عن «أميركا الجحيم»، وبدون شك، سيرته الذاتية «حصتي من الظلام» التي يتحدث فيها عن مقتل أمه في جريمة مروعة هزت الولايات المتحدة.
بمناسبة صدور الجزء الأخير من ثلاثيته عن أميركا (في ترجمة فرنسية) وهي ثلاثية تعالج الفترة الواقعة ما بين 1958 و1973، أجرت مجلة «لوبوان» الفرنسية حوارا مع الكاتب، هنا ترجمة لها:
هل تكتب من أجل أن تتحرر من الصدمات عبر نوع من تطهير النفس أم من أجل أن تعاقب القراء كي تنتقم من السوء الذي أصابك؟
^ كي أحاصر قرائي وأعذبهم، كما كي أخفف من هوسي. أكتب كي أقطر صدماتي في قلب قرائي ولأجعلهم يقرأون كتبي كما لو أنها أشباح تؤرقهم ولا يمكنهم أن يهربوا منها. كي أجعلهم يقتربون من الحالة التي كنت عليها حين كتبتها (هذه الكتب). أكتب أيضا من أجل المال، من أجل الشهرة. أنا شخص استعرائي.
جميع رواياتك تدور في الستينيات (من القرن الماضي). لماذا لا تقترب من مؤمرات وفضائح الولايات المتحدة الراهنة؟ مثل هاليبورتون، أو غوانتانامو أو 11 أيلول؟
^ أرغب في الهرب من هذا العالم لأبدع عالمي الخاص، أريد العودة إلى الوراء، لأغلق على نفسي داخل هذه السنوات. لدي حرية أكبر مع الماضي، أستطيع أن أعيد كتابته. إنه أمر طوعي، أعزل نفسي عن الراهن، إذ ليس لدي أي اهتمام بثقافة هذا الزمن.
الكوابيس
ما هو «جحيم الولايات المتحدة»؟
^ رائعتي الأخيرة. سأنهي في العام القادم وأنشر تكملة لسيرتي الذاتية «حصتي من الظلال» (1996). إنها عني وعن النساء. ثمة رابط ما بين الكوابيس الخاصة وما بين الحلم العام الكبير الذي كانت تصنعه الولايات المتحدة في الستينيات.
كيف تكتب؟
^ في البداية أكتب مخططا على قدر كبير من التفصيل. أطلب من بعض الباحثين أن يجمعوا لي الوقائع والتواريخ كي أتجنب الوقوع في الأخطاء. من ثم، أستكمل ذلك عبر التخيل (الرواية). أنا غير مؤهل لأن أقول متى ينتهي التاريخي وأين يبدأ التخييل.
لِمَ تدور أحداث رواياتك كلها في لوس أنجلس، «هذا اللامكان الكبير»؟ (كما تسميه).
^ ليس صحيحا، فأحداث كتابي هذا تدور أيضا في جمهورية الدومينيكان، في ميامي، شيكاغو.. بيد أن لوس أنجلس، التي غادرتها لمدة 25 سنة، تبقى المدينة حيث كل شيء ممكن فيها، وبخاصة أسوأ الأمور. في هذه المدينة تم اغتيال بوبي كينيدي. هنا، في هذا اللامكان الكبير، أنا لست شيئا.
ما أكثر ما تكرهه؟
^ ثمة أشياء كثيرة، السود والبيض والمخنثون. لا أكره الشرطة كثيرا ولا النساء، على الرغم من خياناتهم المستمرة. أكره نفسي أيضا.
وماذا تحب؟
^ أحب أميركا التي ستبقى أكبر قوة في العالم، رونالد ريغان، الزواج ما بين هوليوود وواشنطن. دون كراتشفيلد، شخصية رواياتي، الذي يهرب من النساء والجنس، هناك أيضا امرأة من اليسار المتطرف أسميها جوان في الكتاب، وأيضا هناك امرأة أخرى تدعى كارين، لكن اسمها الحقيقي هو كاتي.
ضحايا
والنساء؟
^ إنها الأكبر، إنها الهوس الوحيد في حياتي. قصتي مع والدتي كانت أيضا قصة حب. أعتقد فعلا بأن النساء هن آخر الكائنات البشرية. البعض منهن بالطبع. إنهن ضحايا العنف الذي سيبقى من سمات الرجال.
هل إنهن ضحايا دائما؟
^ أجل، حتى المجرمات بينهن. أحيانا يعيد الضحايا إنتاج ما تعرضت له.
والآباء؟ هل هم منحرفون، خونة، مجرمون أم غائبون؟ ووالدك؟
^ كان أبي شخصا مسكينا، كائنا دائم الهرب. لم يكن شخصا قذرا. أما الآخرون؟ نعم، ثمة مشكلة في الآباء، في أميركا.
وكينيدي؟ والسياسيون الآخرون؟
^ ثمة أمر مشترك بينهم جميعا، إنهم لا يحبون النساء، حتى وإن كانوا مثل جون كينيدي الذي كان يضاجع ثلاث نساء في اليوم. إنهم لا يحبون سوى السلطة. لقد وضعوا السلطة مكان الجنس.
هل تعتقد أن هناك ديموقراطية أكثر في أميركا منذ وصول أوباما إلى السلطة؟
^ أكتب عن أميركا المجرمة: الجنود المأجورين، رجال المافيا، رجال الشرطة الفاسدين، الساسة البلا أفق، رجال الأعمال العديمي الإحساس. ومع ذلك، كانت أميركا دائما بلدا ديموقراطيا، حتى في عهد نيكسون الفاسد أو في زمن التواطؤ الإجرامي كما في عهد جونسون.
هل أنت شخص عنصري؟
^ أقل من أولئك الذين باسم السياسة الصائبة يمنعون المزاح والسباب العنيف بين الكائنات المنتمية إلى مختلف الأعراق.
ما هو موقفك من «الإعدام»؟
^ معه، إلى أقصى درجة. على من يرتكب أعمالا مشينة، قذرة، لا أن يعاقب فقط بل أن يدمر. إن غالبية هؤلاء لا يملكون قلبا إنسانيا يمكن له أن يفتح أمامهم باب التوبة والندم.
كيف تفهم الشر؟
^ الجريمة النفسية – الجنسية، الإيذاء من أجل إيجاد متعة في ذلك، ضرب الضعفاء وتعذيبهم. ليس القتل بحد ذاته، بل إيجاد هذه الحاجة للقيام بذلك من أجل الإحساس بوجودنا ولكي نشعر أننا نحيا.
والخير؟
^ كما أقول في كتابي، الحب. إنه الحب الذي ينتصر في النهاية. إنه الضوء، لا نخرج من العتمة إلى عبر الحب.

اسكندر حبش

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...