حماة: استشهاد 5 عناصر في إطلاق نار على مراكز حفظ النظام والمجموعات المسلحة تصعد في حمص
على وقع دوي القنابل الصوتية والعبوات الناسفة، وأزيز رشقات العيارات النارية، استفاق الحمويون أمس على إضراب عام شل حركة المدينة، التي أغلقت أسواقها التجارية، وخلت شوارعها وساحاتها وطرقاتها وأحياؤها من الناس ووسائط النقل العامة والخاصة، ومدارسها من التلاميذ والطلاب، ودوائرها الرسمية من الموظفين إلا فيما ندر، وكأنَّ حظراً للتجول قد فُرض عليها!!.
فقد قضى الحمويون ليلة حامية، عمدت المجموعات المسلحة فيها، إلى توتير الأوضاع الأمنية، لترويع أهل المدينة ومنعهم من المشاركة في انتخابات مجلس الشعب، أو من الخروج من منازلهم إلى أعمالهم وشؤونهم، والموظفين منهم إلى دوائرهم ومؤسساتهم، والطلاب والتلاميذ إلى مدارسهم، ومعاهدهم وكلياتهم الجامعية، وهذا ما كان.
وشهدت المدينة ليلة عنيفة استمرت فيها المجموعات المسلحة بإطلاق العيارات النارية، منذ الثانية عشرة من ليل الأحد، على جميع حواجز ونقاط حفظ النظام في المدينة «دوارات الأسطة- السباهي- المزارب- الأعلاف- عين اللوزة- الأربع نواعير حي السمك» حتى ساعات الصباح الأولى من يوم أمس، حيث أعادت قوى حفظ النظام انتشارها وكثَّفت وجودها في العديد من الأحياء الساخنة، وبخاصة قرب المراكز الانتخابية في الجهة الجنوبية من المدينة التي شهدت إقبالاً جيداً من الناخبين بخلاف الجهة الشمالية منها التي قوطعت فيها الانتخابات. وأشعلت مجموعة إرهابية مسلحة الإطارات في حي الجلاء ونزلة الجزدان بالقرب من حي باب قبلي، وعند النصب التذكاري في حي الأربعين، وأطلقت النار بشكل عشوائي، على مراكز حفظ النظام المتمركزة هناك، وعلى شرفات منازل الأهالي لترويعهم ومنعهم من مغادرتها.
وكذلك فجرت مجموعة إرهابية أخرى عبوات ناسفة وقنابل صوتية في حي المناخ بمنطقة الحاضر، وفي سوق «السجرة» نهاية شارع 8 آذار التجاري، لترويع المواطنين ومنعهم من الخروج من منازلهم لمزاولة أعمالهم.
كما أطلقت مجموعة أخرى النار على دوار البحرة في طريق حلب، بينما فككت وحدات الجيش الهندسية عبوتين ناسفتين بتفجيرهما، وذلك قرب جامع عمر بن الخطاب في منطقة الحاضر أيضاً.
وقد بترت عبوة ناسفة يدي الطفل علي محمد جرجنازي، بعدما رمى كيس قمامة، في حاوية بالقرب من جامع زيد بن ثابت على طريق حلب القديم، كانت المجموعات الإرهابية قد زرعتها كما يبدو في تلك الحاوية.
كما أصيب المواطن أحمد عبد الكريم أبو العيون، بطلق ناري طائش برأسه، فأسعف إلى مشفى البدر لتلقي العلاج اللازم.
وأقدمت مجموعة إرهابية مسلحة على اعتراض طريق مكروباص عائد للمؤسسة العامة للخيوط القطنية بحماة، وأنزلت منه سائقه، وسلبت المكروباص، وذلك قبل زور رعبون بواحد كيلو متر.
كما استشهد الملازم أول بسام علي حمود والرقيب أول ميسم عبد اللـه والمجندون عدنان منكاش وأحمد عز الدين فتاح وعلي السلمان باستهداف سيارتهم الكيا سيراتو، برصاص مجموعة إرهابية مسلحة تستخدم سيارتي بيك آب ودبل كبين في تنقلاتها، وذلك على مفرق قرية المويلح بناحية الحمراء.
أما المراقبون الدوليون، فقد زار أربعة منهم حيي السبيل والأربعين بمنطقة الحاضر، والتقوا الأهالي فيهما لمدة ساعتين، كما تفقدوا العمليات الانتخابية في عدة مراكز.
إلى ذلك واصل المراقبون الدوليون أمس جولاتهم في حمص وقد انقسم أعضاء الوفد الأممي في المحافظة إلى قسمين الأول زار كعادته الأحياء القديمة فيها وأحياء «شارع البرازيل– الإنشاءات– بابا عمرو– جورة العرايس– الوعر– الدبلان- الغوطة- القرابيص» في حين جال القسم الآخر في أحياء «وادي الذهب– عكرمة الجديدة– شارع الحضارة» والتقى بعض المواطنين بالقرب من دوار النزهة الذين التفوا حوله وشرحوا لهم الممارسات الإرهابية للمجموعات المسلحة في حمص وخرقهم اليومي لاتفاق وقف إطلاق النار وما عانوه من تلك المجموعات المسلحة على مدى أكثر من عام، هاتفين أمام الوفد للجيش العربي السوري حامي الحمى وللرئيس الأسد ومسيرة الإصلاح.
من جهة أخرى صعدت المجموعات الإرهابية المسلحة هجماتها منذ مساء الأحد وحتى صباح الإثنين على حواجز حفظ النظام في أحياء «الخالدية– القرابيص– القصور– البياضة– محيط القلعة– باب تدمر– كرم الشامي– باب السباع– الحميدية» في محاولة من تلك المجموعات لإفشال العملية الانتخابية.
وقالت مصادر مطلعة في حمص: إن الهجمات المسلحة للمجموعات الإرهابية في عدد من أحياء ومناطق المحافظة أسفرت عن استشهاد عنصر من قوات حفظ النظام وإصابة لا يقل عن 15 عنصراً آخر.
واستخدم المسلحون في هجماتهم على حواجز حفظ النظام الأسلحة الرشاشة والقناصة وقذائف «آربي جي» والهاون مع التزام كامل لعناصر تلك الحواجز بعدم الرد.
في الوقت ذاته أصيب ثلاثة مواطنين بجروح في حيي الزهراء والسبيل إثر طلقات قناصة من قبل مسلحين من أحياء متاخمة لأحيائهم وأحد المصابين من هو بحالة حرجة وغير مستقرة.
من جهتها قالت وكالة «سانا»: إن 240 مواطناً ممن غرر بهم وتورطوا في الأحداث الأخيرة ولم تتلطخ أيديهم بالدماء سلموا أنفسهم إلى الجهات المختصة في عدد من المحافظات.
ففي محافظتي حلب وريف دمشق سلم 124 شخصاً أنفسهم في حين سلم 116 شخصاً أنفسهم من محافظة إدلب.
وقامت الجهات المختصة بتسوية أوضاع المواطنين بعد تعهدهم بعدم العودة إلى حمل السلاح أو التخريب.
وأبدى المواطنون الذين سلموا أنفسهم ندمهم وتعهدوا بعدم القيام بما يمس أمن سورية مستقبلاً بعد أن تأكد لكل منهم حجم المؤامرة التي تستهدف سورية.
حمص- نبال إبراهيم، حماة- محمد أحمد خبازي
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد