خبراء ونقاد يحذرون من انهيار مسرح الدولة في مصر
شهدت ندوة في نقابة الصحفيين المصرية جدلا ساخنا بين خبراء ومسؤولين ونقاد حول الظروف التي يمر بها مسرح الدولة, واتفقت الغالبية على أنه يعاني من التراجع والانهيار.
في الندوة التي عقدت مساء الأربعاء بعنوان "مسرح الدولة بين الانهيار والنهوض" عن أزمة ثلاثية الأبعاد، أزمة الإبداع كما وكيفا، وأزمة الحركة النقدية, حيث معظم النقاد هواة، واضمحلال الجمهور الذي يحتاج إلى مسرح جاد يربيه على رؤية أمهات الأعمال.
أما رئيس البيت الفني للمسرح أشرف زكي فأكد أن الجمهور هو الفيصل الذي أثار عزوفه علامات استفهام، وإن رأى أن مسرح الدولة "تصالح مع الجمهور".
وتساءل الناقد المسرحي محمد الروبي "كيف يتقدم المسرح في ظل ترد عام ينخر كل قطاعات الدولة" أرجعه إلى غياب الغاية والمشروع الجامع, واستشهد بإيران حيث "الرقابة أشد لكن المسرح هناك يحصد الجوائز, وتوجد سينما جيدة ومسرح جيد وجيش قوي وسلاح نووي لأنها تملك مشروعا وطنيا".
أما الناقد عاطف النمر فيرى أن الأزمة في العقل، ورفض الحديث عن مسرح دولة ومسرح خاص، ودعا الدولة لدعم هذا المسرح الخاص المنهار بسبب ارتفاع أجر الفنان والدعاية, ونبه إلى أن مسرح محمد صبحي وجلال الشرقاوي لم يكن سيئا, ولكنه ظل يخسر حتى خرب.
واستغرب الكاتب المسرحي خميس عز العرب غياب مسؤولين دعوا إلى الندوة, وأرجع الأزمة إلى غياب دور المكاتب الفنية ولجان القراءة, فكانت النصوص ضعيفة وغير مطابقة للمعايير وتعتمد الأهواء الشخصية.
وقالت الروائية هالة فهمي إن المبدعين محرومون من عرض أعمالهم بسبب الواسطة و"الشللية" فلم يعد المسؤول يغربل الأعمال والنتيجة مسرحيات ركيكة جدا.
وأوصى خميس عز العرب باللجوء إلى القضاء في حال خرق وزارة الثقافة للقوانين، وإن لم يفلح ذلك "سنضطر لتنظيم المسيرات والمظاهرات".
وقال للجزيرة نت "إننا نمر الآن بحالة انهيار شديد للمسرح, وللأسف بعض الفنانين خربوا المسرح الخاص, ثم اتجهوا لمسرح الدولة لتحقيق مصالح شخصية" واعتبر أن الحركة المسرحية في مصر, في أسوأ حالاتها وهيئة المسرح طبقا للدستور واجبها تثقيف الجمهور وليس التربح على حساب القيم.
ويرى الكاتب والناقد المسرحي خالد سليمان أن "الأزمة في استبدال مشروع الأمة بمشروع التخريب والنهب المنظم, وهدم عقل وضمير الأمة وتدمير بنيتها".
ووضع علامات استفهام حول كيانات في مجال المسرح تمولها بالملايين جهات أجنبية منها مؤسسة فورد وفولبريت الأميركية.
وشكك سليمان في نوايا جهات أجنبية تتبنى ما سماه كيانات موازية "تمنح لها الملايين وتقدم عروضها في أماكن عامة، وتطرح نفسها بديلا للدولة".
وقال إنه لا أحد يسائل هذه الجهات عن سبب تمويلها أفرادا بعينهم بسبب حالة الفوضى, في وقت تكافح فيه الفرق المسرحية الحقيقية ولا تجد داعما, وقد بات هو يخشى "في دولة معروضة كلها للمزاد" أن "يبيع المسرح مَنْ باع تراث السينما".
وقال الصحفي حزين عمر إن اللقاء حلقة في سلسلة هدفها إعادة تقويم واقع مصر الثقافي, وشدد على أن الثقافة الثروة الباقية لمصر.
وتحدث عن أزمة إدارة, وسوء تنسيق بين كيانات مشتتة, وتساءل "هل نحن بحاجة لهيئة عامة للمسرح تخطط له وتحمل فلسفة خاصة به كمسرح للدولة؟
بدر محمد بدر
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد