داريا تُفشل هدنة الغوطة الشرقية

20-11-2015

داريا تُفشل هدنة الغوطة الشرقية

خطت الغوطة الشرقية معقل «جيش الإسلام» الأبرز، خطوتها الأولى على طريق التهدئة بعد ما يقارب ثلاث سنوات من المعارك والاشتباكات.
وبغض النظر عن صغر حجم الخطوة، وعن إمكانية تتابع الخطوات اللاحقة وصولاً إلى تحقيق التهدئة بالفعل، فإن مجرد طرح مشروع الهدنة على طاولة التفاوض، وموافقة «جيش الإسلام» على دراسته، يعتبر بحد ذاته اختراقاً نوعياً للمسار الدموي الذي كان يحكم المنطقة طوال السنوات الماضية.
وما يضفي مزيداً من الأهمية على هذه الخطوة أنها يمكن أن تشكل مؤشراً مهماً على طبيعة التوجهات الإقليمية بعد اجتماع فيينا الأخير، خصوصاً أن التسريبات حولها جاءت بعد أيام قليلة على انفضاضه، ذلك أن «جيش الإسلام»، المحسوب على السعودية، لا يمكن له الانخراط في المسار التفاوضي، ولو نسبياً بخصوص هدنة مؤقتة، ما لم يحصل على ضوء أخضر سعودي يجيز له ذلك.
وفي دلالة جديدة، على مدى تغير المزاج الشعبي داخل الغوطة الشرقية التي تقع تحت سيطرة الفصائل المسلحة منذ عدة سنوات، كان لافتاً أن من تولّى استلام مشروع الهدنة لعرضه على الفصائل المسلحة هو الشيخ سعيد درويش الرئيس السابق لـ «الهيئة الشرعية» في الغوطة، إذ كان يعرف عن هذا الشيخ تشدده تجاه أي تسوية أو مصالحة مع النظام السوري ويدعو إلى استئصال أي محاولة بهذا الخصوص.
وكان عدد من الناشطين الإعلاميين في الغوطة الشرقية قد سرّبوا مساء أمس الأول، خبراً مفاجئاً مفاده أن هدنة قد وقّعت بين «الجيش السوري» و «جيش الإسلام». وذكروا أن الاتفاق يتضمن إيقاف العمليات العسكرية بالكامل لمدة 15 يوماً تزامنًا مع فتح المعابر المغلقة بين الغوطة الشرقية ومدينة دمشق، برعاية روسية. وأشارت التسريبات إلى أن الاتفاق سيدخل حيز التنفيذ صباح أمس الخميس، وهو ما نفاه وزير المصالحة السورية علي حيدر واصفاً هذه التسريبات بأنها مجرد شائعة حتى اللحظة. وجاء تبادل القصف بين الطرفين صبيحة أمس ليؤكد أن الهدنة لم تكتمل بعد، وأنه لا اتفاق نهائيا حولها.
وقال مصدر مقرب من «جيش الإسلام»  إن «المفاوضات حول الهدنة جدية، وهناك مشروع استلمه الشيخ سعيد درويش من وسيط دولي، وقام الأخير بعرضه على الفصائل المسلحة بما فيها جيش الإسلام وأجناد الشام وجبهة النصرة وأحرار الشام»، مشيراً إلى أن «جيش الإسلام» قام بدراسة المشروع وقدم بعض الاقتراحات لتعديله. وحول سبب فشل الهدنة، قال المصدر إن «جيش الإسلام اقترح في أحد مطالبه أن يتم توسيع الهدنة بحيث تشمل مدينة داريا، لكن الطرف الآخر رفض ذلك».
ويتقاطع كلام المصدر مع تصريحات للمتحدث الرسمي باسم «جيش الإسلام» النقيب إسلام علوش قال فيها «في الحقيقة لقد عرضت مبادرة وقف إطلاق النار من قبل أحد الوسطاء الدوليين على الرئيس السابق للهيئة الشرعية لدمشق وريفها الشيخ سعيد درويش، والأخير بدوره وضع الموضوع بين يدي الفصائل العسكرية والفعاليات المدنية، ونحن في جيش الإسلام ندرس الموضوع في مجلس القيادة».
ونفى قياديون في «احرار الشام» على رأسهم أبو موسى الكناكري، معرفتهم بوجود مفاوضات وأبدوا رفضهم للهدنة، مؤكدين أنهم سيستمرون في القتال. وكذلك رفضت أوساط «جبهة النصرة» الحديث عن هدنة في الغوطة الشرقية.

عبد الله سليمان علي

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...