دراسة: مارس أكثر الشهور هدوءا للقوات الأميركية في العراق منذ عامين
كان شهر مارس (آذار) الماضي اقل شهر وقع فيه ضحايا من اكثر من عامين، بالنسبة للقوات الاميركية في العراق، الا ان الزيادة الكبيرة في اعداد القتلى بين القوات العراقية والمدنيين تشير الى ان معدلات القتل في النزاع متزايدة، طبقا للمعلومات العسكرية.
وقد تعرضت القوات الاميركية لثلاثين حادثة قتل في الشهر الماضي، بمعدل واحدة يوميا تقريبا، طبقا للمعلومات التي جمعها معهد بروكينغز. وهو اقل عدد لقتلى القوات الاميركية منذ شهر فبراير (شباط) 2004، عندما قتل 21 جنديا اميركيا فقط. وقد بلغ عدد القتلى من جراء العمليات العسكرية 25 شخصا، وهو ما يعتبر خامس انخفاض على التوالي. الا ان رقم ضحايا هذا الشهر يمكن ان يرتفع لان القوات المسلحة الاميركية لا تسجل عدد القتلى الا بعد عدة ايام من وقوع الحادث.
غير ان الاسابيع الاخيرة شهدت اكثر وقائع القتل بالنسبة للمدنيين العراقيين ورجال الشرطة والعسكريين، الذي بلغ معدل القتل والاصابات 75 يوميا، وهو ما يزيد ثلاث مرات عن معدلات القتل والضحايا في عام 2004. ومن المحتمل ان التقديرات الاميركية لعدد القتلى العراقيين اقل من الواقع، لان الكثير من الحوادث لا تسجل.
وتعكس الارقام اتجاهين تزايدا في الشهور الاخيرة، وهو طبقا لما ذكره المعلقون العسكريون والمحللون: ان التمرد والميليشيات الطائفية تركز هجماتهما على الاهداف العراقية «السهلة»، والاتجاه الاخر هو تحرك القوات الاميركية للتنازل عن مزيد من الارض والمبادرة الى نظرائهم العراقيين.
وقال الجنرال ريك لينش، كبير المتحدثين العسكريين الاميركيين، ان المتمردين «يستهدفون الان اعضاء قوات الامن العراقية والمدنيين العراقيين. ونحارب عدوا جبانا. ركز اهتمامه في الشهور الثلاثة الماضية على اسهل الاهداف التي يمكنه العثور عليها». وفي رده على سؤال حول انخفاض الضحايا الاميركيين اشار الجنرال جا دي ثورمان قائد الفرقة الرابعة مشاة، التي تعمل في المنطقة الوسطى التي تشمل العاصمة بغداد، الى زيادة قدرات ومسؤوليات الجيش العراقي. وكانت القوات المسلحة الاميركية قد ذكرت في شهر فبراير الماضي، ان القوات العراقية مسؤولة عن تأمين 60 في المائة فقط من منطقة بغداد. واوضح ثورمان «ان قوات الامن العراقية متقدمة. لقد اثبت الجيش العراقي انه مدرب وقادر على حماية الشعب العراقي».
وتجدر الاشارة الى ان تسليم المناطق الي الجيش العراقي هو جزء اساسي من الخطط الرامية الى تخفيض حجم القوات الاميركية في العراق في العام القادم، وقد اختبرت الفترة التي اعقبت تفجير المرقد الشيعي في سامراء تأكيدات ثورمان. ففي اعقاب الهجوم، اثبتت الشرطة والجيش العراقي عدم قدرته او عدم رغبته في منع تحركات الجماعات المسلحة في بغداد، بعضها يعمل في وبين قوات الامن العراقية، لقتل مئات من الاشخاص.
وذكر القادة العسكريون الاميركيون الميدانيون، الذين توجه العديد منهم على عجل الى بغداد من مناطق خارج المدينة، انهم كانوا مترددين، انذاك، في التدخل، لعدم رغبتهم في اضعاف التصور بأن العراقيين اهلا للمهمة.
الى ذلك عبر مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى، امس، عن الأسف لغياب سياسة واضحة من جانب الحكومة العراقية حول الميليشيات، مؤكدا ان مهمة الاميركيين في ارساء الاستقرار تتطلب توضيحات في هذه المسألة.
ونسبت وكالة الصحافة الفرنسية إلى المسؤول قوله لصحافيين من دون استخدام تعبير ميليشيا «عندما تكون بصدد تشكيل حكومة، فأنت لم تعد بحاجة الى مجموعات شبه عسكرية». وأضاف رافضا ذكر اسمه «يجب ان تكون لدى الحكومة سياسة واضحة حيال هذه المسألة (...)، من الضروري ان يبلغنا العراقيون كيف سيتعاملون مع هذه المجموعات شبه العسكرية».
عن الشرق الأوسط
إضافة تعليق جديد