دمشق عاصمة العروبة وفيروز ستغني لنا
ملأت شوارع دمشق، طيلة الأيام الماضية، لافتات تعرض أشعاراً لنزار قباني وسعيد عقل واحمد شوقي وآخرين، تتغنى بدمشق كتعبير عن مكانتها في الثقافة العربية.
وقد بدأت مساء السبت 19 يناير/ كانو ن الثاني، الانطلاقة الرسمية لاحتفالية "دمشق عاصمة للثقافة العربية 2008"، بحضور الرئيس بشار الأسد وعقيلته، وعدد من زعماء المنطقة، على رأسهم الرئيس التركي عبدالله غول، وأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وأمين عام الجامعة العربية عمرو موسى.
وكان الاحتفال الشعبي قد انطلق من ساحة الأمويين، أشهر ساحات العاصمة السورية، قبل أيام، ورافقته حينها الاستعراضات البهلوانية، والألعاب النارية، التي أطلقت من جبل قاسيون، المطل على دمشق.
وطغى الطابع الجاد على الحفل الرسمي، بدءاً من اقتصار المدعوين على القليل من الإعلاميين، وعلى عدد محدود ومنتقى من الضيوف والدبلوماسيين، مروراً بالتلميحات السياسية، وانتهاءً بالإشارات المتعلقة بالاستعداد لعقد القمة العربية في دمشق خلال شهر مارس/ آذار المقبل.
وقد حاول منظمو الحفل جعله أكثر إثارة وغرابة بتجسيدهم لعرض ثلاثي الأبعاد على مسرح دارالأوبرا، هو الأول من نوعه في سوريا، شارك فيه عدد من أبرز نجوم الدراما السورية، مثل أمل عرفة وجمال سليمان وعباس النوري، وقامت بإخراجه الفنانة نائلة الاطرش، التي رفضت تولي مهمة مخرج الحفل دون أن يكلفها الرئيس الأسد شخصياً بذلك، حسبما ذكرت بعض المصادر المقربة من المخرجة السورية.
اللافت، كان تواجد الرئيس اللبناني السابق إميل لحود بين الحضور، وفي الصف الأول إلى جوار الرئيس غول وأمير دولة قطر وعقيلته..
وفي كلمته بمناسبة الافتتاح، ناشد الرئيس الأسد زوار دمشق أن يخففوا وطأ أقدامهم، لأن تراب دمشق، هو من أجساد علماء ومفكرين وفنانين كبار مروا على تاريخ المدينة.
من جهته، قال امين عام الجامعة العربية، عمرو موسى إن دور دمشق معروف في التاريخ الحضاري، ورنين اسمها له الأثر الكبير في نفوس العرب.
أما أمين عام الاحتفالية، حنان قصاب حسن، فقد حاولت أن يبدو شكل الكلمات التي تلقى في الاحتفال مختلفاً عن الطريقة التي اعتادها السوريون، دون مخاطبات رسمية، وقالت: "يحار الإنسان إن كانت دمشق عاصمة للثقافة العربية فقط أم عاصمة عربية لكل ثقافات العالم."
وأكدت قصاب حسن بأن "سورية ستقدم للعالم صورة مشرقة للثقافة بأبعادها الأصيلة والتقليدية، وبانفتاحها على المعاصرة بتقديم أفضل العروض العالمية."
وخلال الحفل، قدمت الفرقة السيمفونية السورية معزوفات للموسيقار الراحل صلحي الوادي، ومقطوعة وليام تل لروسيني، والشتاء لفيفالدي.
ولكن لا يعتبر السوريون أن الاحتفالية قد بدأت بالفعل، لأنهم ينتظرون أن يتم أخيراً، طرح بطاقات الحفلات الست للمطربة اللبنانية فيروز، التي تأتي إلى دمشق لتقديم مسرحية "صح النوم"، وسط معارضة شديدة لزيارتها من قبل سياسيين لبنانيين كبار، بينهم رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط.
في حين أكد مقربون من فيروز أنها آتية إلى دمشق، بعد أكثر من ربع قرن من الغياب، رغم كل ما يقال.
وقد أوضحت حنان قصاب حسن للصحفيين أن البطاقات ستطرح في الأسواق 23 يناير/ كانون الثاني، أي قبل خمسة ايام فقط من حفل فيروز.
ويذكر أن أسعار البطاقات لا تزال تشكّل لغزاً بحيث يتردد، حسب الشائعات المتضاربة، أنها قد تتراوح ما بين ستين إلى مئتي دولار أميركي للشخص الواحد، بينما يحلم الذين احتفلوا شعبياً في ساحة الأمويين، وقارب عددهم المليون، أن يكون حضور حفلات فيروز في متناول جيوبهم.. وأن تتناسب ظروفهم المعيشية في مدينتهم دمشق مع أهمية الاحتفالية.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد