دوريّة مشتركة جديدة على «M4»
للمرّة الـ 11 على التوالي، سيّرت القوات الروسية والتركية دورية مشتركة جديدة على طريق حلب ــــ اللاذقية الدولي «M4» بين مدينتَي سراقب في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، وأريحا في ريف إدلب الجنوبي. وكما في كل مرّة، تعرّضت الدورية المشتركة للرشق بالحجارة والبيض، وتحطّمت نافذة إحدى المصفّحات الروسية. وتثير قضية عبور الآليات الروسية المشاركة في الدوريات على الطريق الدولي، الذي تسيطر على غالبيته الفصائل المسلحة، خلافات واسعة داخل بعض الفصائل، وبين بعضها البعض. فمثلاً، استغلت «هيئة تحرير الشام» هذه القضية، لإجبار الأتراك على القبول بفتح معبر تجاري للهيئة، مع مناطق سيطرة الجيش السوري في ريف حلب الجنوبي الغربي. كما ترفض فصائل، مثل «حرّاس الدين» و«الحزب الإسلامي التركستاني»، عبور الدوريات كلياً، حيث من المفترض أن تعبر الآليات من مناطق تخضع لسيطرة هذين الفصيلين بشكل أساسي.
وتتلقّى «هيئة تحرير الشام» القسم الأكبر من الاتهامات بالتعاون مع أنقرة على «فتح المناطق المحرّرة أمام الروس»، و«التطبيع مع النظام»، عبر المعابر التجارية. وفي هذا السياق، قالت تنسيقيات المسلّحين إن المسؤول السابق في «هيئة تحرير الشام»، أبو العبد أشدّاء (وهو قيادي قديم ومعروف)، هاجم تركيا واتهمها بإدخال «العدو الروسي» إلى مناطق سيطرة الفصائل المسلّحة في الشمال السوري، رافضاً تسيير الدوريات المشتركة على طريق «M4»، كما رفض إقدام «الهيئة» على فتح المعابر التجارية مع مناطق سيطرة الجيش السوري. وقال أشدّاء: «توجد أهداف وطموحات للدولة التركية، مختلفة عن طموحات الثورة والشعب السوري، وهم يريدون مصلحتهم»، واضعاً الدوريات في هذا اﻹطار. وأضاف إن «النظام التركي يساعد الروس اليوم لإدخالهم إلى المناطق، ويقف مع أعداء الثورة السورية، وهذا ليس من مصلحتنا، بعكس ما يقول الأتراك». وحول خطوة المعابر مع مناطق سيطرة الجيش السوري، قال: «لست مع فتح المعبر، ولن أتكلّم من ناحية الفائدة، والتي تحتاج إلى خبرات وجلسات والأمر يطول، لكن يكفي أن الشعب مجروحٌ بشكل كبير من النظام»، واصفاً خطوة فتح المعابر بـ«التطبيع مع النظام».
في غضون ذلك، تستمرّ القوات التركية في إدخال المزيد من التعزيزات إلى أرياف إدلب التي تشهد وقفاً مفترضاً لإطلاق النار. إذ رُصد دخول رتل عسكري تركي، يضم 23 آلية وشاحنة محمّلة بالمعدات اللوجستية والعسكرية، من معبر كفرلوسين الحدودي في ريف إدلب الشمالي باتجاه النقاط التركية في ريف إدلب. وفي السياق ذاته، تحدّثت تنسيقيات المسلّحين عن إصابة مسلّحَين اثنين من الفصائل، إثر استهداف طائرة مسيَّرة تابعة للجيش السوري سيارة كانت تقلّهما على طريق سرمين ــــ سراقب في ريف إدلب الجنوبي الشرقي.
واشنطن وتل أبيب ترفعان حدّة التهديدات
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في حديث إلى قناة «كان» الإسرائيلية، أثناء زيارته تل أبيب أول من أمس، إن الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل «أوضحتا للنظام الإيراني أن عليه مغادرة سوريا، وأوضحنا هذا الأمر لنظام الأسد أيضاً». ولم يوضح بومبيو كيف تم نقل هذه الرسائل، إلا أنه اعتبر أن «عمل أميركا، والعمل الذي قمنا به، وسياستنا في ممارسة أقصى ضغط، نعتقد أنها كانت فعّالة، وساعدت في منع النظام الإيراني من امتلاك الموارد للسيطرة على الإرهاب في جميع أنحاء العالم. ونأمل أن يتّخذ النظام الإيراني القرار الصواب ويسحب قواته من سوريا». بالموازاة، لاقى السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون، مواقف بومبيو، إذ أكّد في مقابلة مع موقع «i24news» الإسرائيلي أن «إسرائيل لن تسمح لإيران بالتموضع في هضبة الجولان بالقرب من الحدود الإسرائيلية، وبناء قواعد عسكرية». وقال: «رأينا ما يحدث في لبنان، ولا نريد أن نكرّر نفس الأخطاء التي قمنا بها في لبنان في سوريا»، مضيفاً: «هناك 7 في المئة فقط من مرتفعات الجولان موجودة في إسرائيل، لذا فإن الخطر الاستراتيجي المتمثل في وجود قوى معادية للغاية في منطقة حساسة جغرافياً يجب أن يكون واضحاً». وهدّد دانون بأن «إسرائيل ستوجّه ضرباتها بعد تلقّيها أي معلومات استخباراتية عن شحنات أسلحة إيرانية في سوريا».
الأخبار
إضافة تعليق جديد