دول المحور في مواجهة القطب الواحد

الجمل: في 9 حزيران 2005 أطلق جيفرايم غوندزيك تسمية (المحور الآخر) على إيران وروسيا والصين، ويركز هذا المحور على أساس اعتبارات الروابط الوثيقة التي برزت حالياً بين مثلث بكين، موسكو، طهران، على النحو الذي أصبح يشكل حاجزاً قوياً يمنع عملية توسيع نطاق الهيمنة الأمريكية بما يتجاوز حدود منطقة شرق الخط الذي يبدأ من الخليج العربي جنوباً، ويمتد شمالاً حتى منطقة بحر قزوين.
وقد قطعت هذه الدول الثلاث شوطاً كبيراً في إرساء دعائم الاستقرار الاقتصادي الدولي على النحو الذي أصبح يمنع أي مواجهات عسكرية داخل نطاق إقليمها.
من البداية دعمت موسكو حرب أمريكا ضد الإرهاب، ولكن لاحقاً عادت مرة أخرى بسبب تداعيات غزو أمريكا واحتلالها للعراق إلى رفض ومقاومة حرب أمريكا ضد الإرهاب، والآن أصبحت موسكو تعمل من أجل القيام بدور القوة الدولية التي تعادل وتوازن أمريكا على الميزان الدولي.
خلال العامين الماضيين كانت موسكو وواشنطن تتنافسان على مناطق النفوذ في آسيا الوسطى والقوقاز، وفي الوقت نفسه كانت روسيا إضافة إلى منافسة أمريكا، تعمل أيضاً باتجاه تدعي روابطها مع القوى الإقليمية الأخرى ذات الوزن والتأثير، واستطاعت أن تتقدم في علاقاتها وروابطها مع الصين، وايضاً مع إيران وسوريا.
كذلك عملت الصين منذ لحظة الغزو الأمريكي ضد العراق باتجاه تدعيم الروابط مع كوريا الشمالية وإيران، وذلك على النحو الذي يمنع قيام أمريكا بالعمل ضدهما.
أما بالنسبة لطهران، فقد استطاعت الاستفادة من الفترة التي انشغلت فيها أمريكا بغزو واحتلال العراق، وبرغم أنها تعاملت من ناحية مع الغزو الأمريكي للعراق على أساس اعتبارات الأمر الواقع إلا أنها من الناحية الأخرى قامت بتحقيق الاستفادة القصوى عن طريق تعزيز ترسانتها العسكرية بالعدد الهائل من الصواريخ الصينية والروسية.
على الأرض ميدانياً يمكن القول: إن شبكة المصالح الاقتصادية الاستراتيجية بين مثلث: روسيا، الصين، إيران قد أصبحت أكثر ترابطاً، ولكن على صعيد التوازنات السياسية في المسرح الدولي، فإن الأمر لم يحسم بشكل رئيسي، وفي حالة ظهور تكتل استراتيجي، يتصدى ويواجه النفوذ السياسي الامريكي في مجلس الأمن الدولي، فإن النظام الدولي سوف يكون قد تقدّم خطوة، بعيداً عن خطر القطبية الواحدة

  الجمل: قسم الترجمة
المصدر: صورص ووتش