29-11-2017
دي ميستورا تائه.. وموسكو «قلقة» من صيغة الجولة.. وترجيحات بعقد «أستانا 8»
في الثلث الأخير من الشهر المقبل … وفد سورية يصل اليوم إلى العاصمة السويسرية لإحياء «جنيف 8»
دي ميستورا تائه.. وموسكو «قلقة» من صيغة الجولة.. وترجيحات بعقد «أستانا 8» في الثلث الأخير من الشهر المقبل … وفد سورية يصل اليوم إلى العاصمة السويسرية لإحياء «جنيف 8»
تنطلق اليوم بشكل فعلي الجولة الثامنة من الحوار السوري السوري في جنيف بوصول وفد الجمهورية العربية السورية، بعد تنسيق مع روسيا التي أبدت «قلقها» حول صيغة الجولة الحالية وطبيعة المشاركين، في وقت بدا فيه المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا تائهاً.
وكان المبعوث الأممي أعلن، في وقت سابق، بدء الجولة الثامنة للمحادثات رغم عدم وصول وفد دمشق، مشيراً إلى عزمه إجراء هذه الجولة من المحادثات السورية – السورية على مرحلتين تكون الثانية في كانون الأول القادم، في إشارة واضحة إلى أنه لا يتوقع اختراقه حقيقة أو نجاح في المرحلة الأولى من الجولة الأول، وذلك بعد اجتماع «الرياض 2» الذي شاركت فيه منصات المعارضات الخارجية وتوافقت خلاله على تشكيل وفد مفاوض واحد من 36 شخصية، يترأسه نصر الحريري، للمشاركة في محادثات جنيف.
وبعدما خربط إعلان دمشق الاثنين تأخير وصول وفدها إلى جنيف حسابات دي ميستورا وممولي معارضة الخارج، نقلت وكالة «سانا» أمس عن مصدر في وزارة الخارجية والمغتربين أن وفد الجمهورية العربية السورية «يصل إلى جنيف غداً (اليوم) للمشاركة في الجولة الثامنة من الحوار السوري السوري»، موضحاً أن قرار المشاركة في هذه الجولة جاء «بعد الاتصالات المكثفة التي جرت خلال اليومين الماضيين بين الجانبين السوري والروسي» وأن مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري سيرأس الوفد.
وفي محاولة للإيحاء بانطلاق الجولة أمس، عقد المبعوث الأممي اجتماعاً مع مندوبي الدول الأعضاء الدائمة في مجلس الأمن، وفق وكالة «سبوتنيك» الروسية التي أكدت أنه «يتطلع لأن تبدأ الأطراف العمل على قضية وضع دستور والتحضير للانتخابات».
الموقف الروسي بدا حذراً جداً حيث أعلن مندوب روسيا الدائم لدى هيئات الأمم المتحدة في جنيف، أليكسي بورودافكين، أن مطلب المعارضة السورية برحيل الرئيس بشار الأسد يعرقل أي حوار بناء في جنيف.
وأبدى بورودافكين وفق «سبوتنيك» قلقه إزاء صيغة الجولة الثامنة للمحادثات والمشاركين فيها، وقال: «تبقى لدينا حول ذلك بعض الشكوك، وبصدد أنه ليس من الواضح ما هي القيمة المضافة من هذه الاجتماعات، وبصدد الصيغة المختارة والمشاركين فيها»، معرباً عن اعتقاده «أن هناك صيغاً أثبتت نفسها بشكل جيد والتي تعمل بالفعل، منها مجموعة الدعم الدولية لسورية، ومجموعة العمل للشؤون الإنسانية وقضايا وقف النزاع».
وأضاف: «يمكنني أيضاً أن أذكر صيغة لوزان، التي أيضاً اجتمعت على مستوى وزراء الخارجية التي ساهمت بشكل إيجابي في مناقشة آفاق التسوية السورية»، في إشارة تمهيدية إلى النجاحات التي حققها مسار أستانا الذي جاء بعد كل هذه الخطوات التي تحدث عنها بورودافكين، في حين قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين في موسكو في تعليقه على «جنيف 8»: «نعتقد أن عملية جنيف هي أساسية للتسوية السياسية، ويجب أن تكون شاملة بأقصى قدر ممكن، إن الشمولية عامل أساسي لحيوية تلك الاتفاقات التي سيتم التوصل إليها».
من جهته، رأى المبعوث الأممي أن «هناك فرصة أمام وفدي الحكومة والمعارضة السوريين، لإجراء مفاوضات مباشرة في جنيف لأول مرة».
وقال دي ميستورا للصحفيين وفق موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني بعد اجتماعه مع وفد المعارضة: «سنقدمه (مقترح المفاوضات المباشرة)، وسنرى ما إذا كان هذا سيحدث»، معتبرا أنه لا يمكن التنبؤ بعد برد فعل الجانبين على المقترح.
من جانبه، قال المتحدث باسم وفد المعارضة يحيى العريضي، في تصريح صحفي: «لدينا وفد معارضة واحد ومستعدون لإجراء مفاوضات مباشرة» مع وفد الحكومة السورية.
وكشف المبعوث الأممي أن الجانب الروسي في جنيف أبلغه بموافقة الحكومة السورية على وقف لإطلاق النار لمدة يومين في الغوطة الشرقية خلال اجتماعه المغلق مع ممثلي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، لافتاً إلى أنه ليس من قبيل المصادفة أن يقدم هذا الاقتراح في بداية هذه الجولة».
في الأثناء تواصلت الضغوط الدولية الداعمة للمعارضة من أجل تلميع صورة الأخيرة حيث أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون اتفقا هاتفياً على أهمية المحادثات السورية السورية في جنيف برعاية الأمم المتحدة كطريق وحيد لحل سلمي للأزمة في سورية، وفق «سانا».
بدوره أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أن عمليتي المفاوضات السورية في أستانا وجنيف متكاملتان وليستا متعارضتين.
وقال يلدريم في كلمة ألقاها في معهد لندن للبحوث الإستراتيجية الدولية، «هذه العملية (في أستانا) ليست منافسة لعملية جنيف»، مشيراً إلى أن «المفاوضات في أستانا والاجتماعات الثلاثية (تركيا وروسيا وإيران) لا تشكل بديلاً عن جنيف، وما نسعى إليه هو وضع أساس للقرارات في جنيف».
وتوازى الحديث التركي مع توقعات بانعقاد الجولة الثامنة من محادثات أستانا يومي 21 و22 كانون الأول المقبل، حيث نقلت وكالة «سبوتنيك» عن مصدر وصفته بالـ«مقرب من المحادثات السورية» أمس قوله: «بشكل تقريبي يتم التوافق على يومي 21 و22».
وكان نائب وزير الخارجية الكازخستاني عقلبيك كمال الدينوف، أكد في 25 الشهر الجاري أن الجولة الثامنة من المحادثات الدولية حول سورية، قد تعقد بعد 20 كانون الأول المقبل.
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد