ديك تشيني على طريق هرمجدون

23-03-2008

ديك تشيني على طريق هرمجدون

الجمل: ما تزال جولة نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني مستمرة في المنطقة، وبالأمس، وصل ديك تشيني برفقة زوجته لايني، وابنته ليز، والوفد المرافق إلى إسرائيل، وتقول المعلومات بأن المحطة القادمة لزيارة تشيني هي العاصمة التركية أنقرة حيث مسك الختام في ملف الزيارة.
* ديك تشيني والتعامل مع ثنائية أورشليم – رام الله:
الدلالات السرية في علم الكتابة السرية التلمودية اليهودية ما تزال تدغدغ أحلام ومشاعر جماعة المحافظين الجدد، التي تضم جنباً إلى جنب تحالف اليهود الأمريكيين وأتباع المسيحية الصهيونية، وقد أعاد إنتاج هذه الثنائية في صيغتها المعاصرة الفيلسوف السياسي اليهودي ليو شتراوس الذي تحدث عن ثنائية أورشليم – أثينا، لجهة أن أورشليم هي رمز الوحي اليهودي وأثينا هي رمز الحكمة الغربية، وبتحالف الوحي والحكمة تتحالف قوى الخير من أجل محاربة قوى الشر.
زيارة أورشليم لها وقع كبير في نفس ديك تشيني زعيم المحافظين الجدد الذي يشارك مع جون بولتون في الانتماء المتشدد للمسيحية الصهيونية الأمريكية.
تقول المعلومات بأن جدول أعمال زيارة تشيني سيتضمن زيارة إلى رام الله عاصمة السلطة الفلسطينية، حيث استعد الثنائي محمود عباس – سلام فياض للقائه، فهل يفهم الثنائي عباس – فياض بأن تشيني ينظر لنفسه وقد أتى وتغمره السعادة الإلهية (بالمعنى المسيحي الصهيوني) لأنه جاء برفقة زوجته وابنته ووطأت قدماه الأرض التي سيعود إليها اليهود ويقيم الرب يهوه مملكة هرمجدون التي سيعيش في نعيمها اليهود وأتباع المسيحية الصهيونية من أمثال تشيني وبولتون الحياة الأبدية، أما بقية الشعوب أو "الغويم" من العرب والمسلمين والهندوس والبوذيين والمسيحيين بما فيهم الموارنة فسيهلكهم الرب اليهودي ليقيم على أشلاء عظامهم وجماجمهم مملكة هرمجدون، فهل يدرك ثنائي رام الله ذلك؟ أم أنهم يظنون أن تشيني سيقف إلى جانبهم من أجل استرداد الحقوق الفلسطينية المسلوبة؟ وكيف ستكون دلالة رام الله في ذهن تشيني الذي لا يفهم سوى معايرة العواصم على أساس ثنائية الخير والشر التلمودية، الذي تمثل أورشليم في ذهنه الخير أما رام الله فلن تمثل شيئاً أقل من الشر. فهل ستنقلب معادلة المسيحية الصهيونية في ذهن تشيني بسبب الكرامة والشهامة والحفاوة التي استقبله بها العرب بحيث تصبح رام الله تمثل الخير أيضاً بجانب شقيقتها المفترضة في ذهن تشيني أورشليم عاصمة الخير الهرمجدوني الأبدي لشعب الله المختار؟
* البشارة الأولى في أورشليم:
تناقلت الصحف الإسرائيلية أخبار وصول تشيني وزوجته لايني وابنته ليز إلى أورشليم، وأشارت الصحف الإسرائيلية الكبرى إلى تصريحاته التي حملت البشارة للإسرائيليين:
• صحيفة هاآرتس: "إن التزام أمريكا تجاه أمن إسرائيل هو ثابت ولا يهتز، إضافة إلى حق إسرائيل في حماية نفسها دائماً ضد الإرهاب، والهجمات الصاروخية والاعتداءات الأخرى من جانب القوى التي تكرس نفسها لتدمير إسرائيل".
• صحيفة يديعوت أحرونوت: "إن الولايات المتحدة لن تضغط على إسرائيل مطلقاً من أجل اتخاذ الخطوات التي تهدد أمنها".
• صحيفة أورشليم بوست: ديك تشيني يقول بأن الولايات المتحدة ستفعل كل ما في وسعها للتعامل مع الخطر النووي الإيراني.
تحدث تشيني في المؤتمر الصحفي عن إسرائيل وأمن إسرائيل كما لم يتحدث مسؤول أمريكي من قبل، وأكد في حديثه الصحفي على النقاط الآتي:
• إن التزام أمريكا بأمن إسرائيل دائم وثابت.
• إن أمريكا لن تضغط على إسرائيل لجهة إرغامها على القيام بما يهدد أمنها.
• إن الولايات المتحدة ترغب في بداية جديدة للشعب الفلسطيني وهي ملتزمة بالسير من أجل صفقة سلام الشرق الأوسط.
• تريد أمريكا حل الصراع وإنهاء الإرهاب الذي أصر كثيراً الإسرائيليين.
• إن أمريكا لن تتجاهل الظلال القاتمة المظلمة للموقف في غزة ولبنان وسوريا وإيران، والتهديد الذي تفرضه هذه المناطق ضد إسرائيل.
* نطاق زيارة ديك تشيني في إسرائيل:
تقول التسريبات الواردة من تل أبيب بأن تشيني قد التقى بالمسؤولين الإسرائيليين الآتية أسماؤهم:
• شيمون بيريز: الرئيس الإسرائيلي.
• إيهود أولمرت: رئيس الوزراء الإسرائيلي.
• تسيبي ليفني: وزيرة الخارجية الإسرائيلية.
• إيهود باراك: وزير الدفاع الإسرائيلي.
• بنيامين نتنياهو: زعيم حزب الليكود الإسرائيلي المعارض.
وتقول المعلومات بأن الرئيس الإسرائيلي قد تحدث إلى تشيني مشيراً إلى النقاط الآتية:
• إسرائيل لن توافق على عقد صفقة مع سوريا تتضمن إعادة مرتفعات الجولان.
• إذا تمت إعادة الجولان فإنها ستعزز نفوذ إيران وستصبح المنطقة بالكامل تحت السيطرة الإيرانية – السورية.
• إن الولايات المتحدة وأوروبا تتجاهلان التطور الصاروخي البالستي الإيراني.
• إن نوايا ومقاصد إيران من تطوير الصواريخ البالستية وتزويدها بالرؤوس النووية هو تدمير إسرائيل وتهديد سائر أنحاء العالم.
• إلى حين نهاية ولاية الإدارة الأمريكية الحالية من الممكن تحقيق العديد من الأهداف والغايات.
• المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين يجب أن تركز على التنمية الاقتصادية.
• يجب إيلاء الانتباه والاهتمام الخاص للتهديد من جانب إيران وحزب الله وحركة حماس,
وتقول المعلومات أيضاً بأن بنيامين نتينياهو نائب زعيم الليكود الإسرائيلي المعارض تحدث مع تشيني حول:
• خطر التهديد الإيراني والخيارات التي يتوجب إدراجها على الطاولة.
• انسحاب إسرائيل من أي جزء من القدس معناه أن حزب الله وحركة حماس سيسيطران على ذلك الجزء ويقيمان قاعدة إيرانية أخرى بجانب إسرائيل مماثلة للقاعدة التي يسيطر عليها ويحكمها حزب الله في الجوار الشمالي لإسرائيل والقاعدة التي تسيطر عليها وتحكمها حركة حماس في جنوب إسرائيل.
وبعد اللقاء بتشيني تحدث نتنياهو إلى الصحفيين قائلاً بأن وزيرة الخارجية ليفني اعترفت بأن المفاوضات حول العاصمة (القدس) قد بدأت، وأضاف قائلاً بأن هذه المفاوضات يجب عدم السماح لها بالاستمرار كما طالب نتينياهو حزب شاس اليهودي المتشدد بالانسحاب من التحالف الحكومي بحيث لا يسمح باستمرار المفاوضات حول تقسيم العاصمة ولمنع العلم الفلسطيني من أن يرفرف في جبل الهيكل.
* ديك تشيني وملف سوريا:
أشارت صحيفة أورشليم بوست إلى أن تشيني قد تحدث قائلاً بأنه مهتم بمتابعة التطورات الجارية في سوريا وبالذات قيام دمشق بتزويد حزب الله بالأسلحة، كما أضاف بأنه لم يتملكه أي انطباع بأن سوريا مهتمة بالحوار مع إسرائيل.
* زيارة ديك تشيني إلى رام الله:
سيقوم تشيني بزيارة رام الله حيث يلتقي بالرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزراءه سلام فياض، وتقول ليا آني ماكبرايد المتحدثة الرسمية باسم تشيني بأن الهدف من زيارته لرام الله هو التأكيد للزعماء الفلسطينيين بأن:
• الرئيس الأمريكي ما زال ملتزماً بالجهود الحالية الهادفة لإقامة الدولتين.
• الرئيس الأمريكي ما زال ملتزماً بجهود تقوية المؤسسات الفلسطينية.
حتى الآن لم تظهر أي تسريبات تشير إلى أن تشيني قد عقد جلسة محادثات سرية مع الزعماء الفلسطينيين، وبرغم أن تعليقات بعض قراء الصحافة الإسرائيلية قد تهكمت من زيارة تشيني ووصفت الزيارة بأنها محاولة أخيرة من ديك تشيني –الذي اقتربت لحظة تقاعده- للاطمئنان على مصالحه النفطية التي تتم عبر شركة هالبيرتون التابعة له، والتي سبق وأن قام تشيني بتحويل مقرها الرئيسي ليكون في الخليج بدلاً عن الولايات المتحدة، إلا أن كل التحليلات الواردة في الإعلام الغربي ما زالت تحذر من الأبعاد غير المعلنة لزيارة تشيني وذلك لجهة أنها تمثل عملية وضع اللمسات الأخيرة على سيناريو ضرب إيران.

 

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...