رحلة في السيارة «المستقلة»
تتوقف السيارة عند إشارة التوقف، تنحدر عند المنعطفات، ولا تتمايل أو تهتز.. إنها سيارة «غوغل» التي تسير من دون سائق، والتي تمت تجربتها في شوارع ماونتن فيو الهادئة في وادي السليكون في ولاية كاليفورنيا الأميركية، حيث مقر شركة الإنترنت العملاقة.
ولم يكن المهندسون الذين أجروا التجربة على السيارة الذاتية القيادة من خبراء السيارات، وإنما مهندسون بارعون في علوم الكمبيوتر والتكنولوجيا. أما السيارة فلم تكن تسير بسرعة جنونية، أو حتى زائدة، رغم أن مهندسي «غوغل» قالوا إنه في بعض الأوقات يكون السير بسرعة، «أكثر أماناً من الالتزام بالحد المسموح به».
وقال مهندس البرمجيات في مشروع سيارة «غوغل» دميتري دولغوف إن «آلاف الأشخاص يقتلون في حوادث السير كل عام، أما هذه السيارة فقد تغير كل ذلك».
ويستخدم دولغوف، الروسي المولد، الاسم الفني «المستقلة» لوصف السيارات القادرة على قيادة نفسها، والتي كانت الشركة الأميركية العملاقة أطلقت برنامجها في العام 2010، بالرغم من أنه لم يبدأ فعلياً سوى في العام الماضي.
وكان دولغوف قد قام برحلة طويلة نسبياً مؤخراً في واحدة من سيارات «غوغل» المستقلة، وسار بها مسافة 725 كيلومتراً من وادي السليكون حتى منطقة تاهو، ثم عاد ثانية.
وخلال جولة التجربة التي استغرقت 25 دقيقة، كان بريان تروسيليني، وهو «السائق الاختباري الرئيسي» للسيارة، يجلس على مقعد السائق تحسباً لحدوث طارئ ما، إذ يصبح عليه آنذاك أن يتحول إلى القيادة العادية للسيارة، بينما جلس الخبير الروسي - الأميركي في مقعد السيارة الخلفي، وأدخل الوجهة المطلوب في جهاز كمبيوتر محمول جرى توصيله بالسيارة، ثم حدد برنامج سير السيارة على الخريطة. هكذا، انطلقت السيارة على مسارها المطلوب، من دون أن تسجل أي عطل أو شذوذ عن برنامجها وعملها.
وكانت الواقعة المثيرة الوحيدة خلال الرحلة التجريبية عندما انحرفت سيارة قادمة يساراً، لتجد نفسها في الطريق أمام سيارة دولغوف التي استخدمت المكابح وتوقفت، ثم صحح سائق السيارة الأخرى مساره سريعاً.
وأكد دولغوف أن السيارة مبرمجة لتسير بالحد المسموح به للسرعة، غير أن الأبحاث توضح أن الالتزام بهذا الأمر في الوقت الذي تسير فيه سيارات أخرى بشكل أسرع «قد يكون خطيراً»، ومن ثم يمكن للسيارة «المستقلة» أن تتجاوز حد السرعة بما يصل إلى 16 كيلومترا في الساعة عندما تسمح الأوضاع المرورية بذلك.
(رويترز)
إضافة تعليق جديد