زراعة الفاكهة الاستوائية تنتشر تدريجياً في طرطوس.. جدوى اقتصادية وفرص للاستثمار
استبدل فؤاد أنطون من مزارعي ضهر صفرا زراعته في مجال البيوت المحمية بزراعة أنواع من الفاكهة الاستوائية التي يرى فيها مجالاً واسعاً للعمل الزراعي بعيداً عن الخسائر التي مني بها سابقاً في زراعة البندورة المحمية.
ويوضح المزارع فؤاد أنه منذ ثماني سنوات قرر أن يزرع كامل بيوته البلاستيكية البالغ عددها 24 بيتاً في منطقة الخراب بصنف المنغا وهو نوع من الفاكهة الاستوائية التي تشهد نجاحا كبيراً وجدوى اقتصادية مقارنة بزراعة البندورة إضافة لكونها تؤمن فرص عمل لعدد من الشباب في المنطقة.
إنتاج المشروع الفردي الذي ينفذه فؤاد يلاقي رواجاً في المحافظات لكنه لا يخلو من بعض المعاناة التي تتمثل في “صعوبة تأمين الشتول من بلد المنشأ إضافة لإجراءات إدخالها إلى سورية” بحسب المزارع الذي دعا إلى أن تساهم الدولة في تأمين الشتول وتخفيف العبء عن المزارعين ونشر هذه الأنواع من الزراعات.
ويضيف فؤاد: “على الرغم من انتشار زراعة الفواكه الاستوائية في المنطقة الساحلية إلا أن منتجاتنا تكون دائماً معرضة للمصادرة من قبل الجمارك التي تعتبرها بضائع مهربة مع أننا نعاني من وجود فواكه استوائية مهربة من لبنان والتي تؤثر علينا من ناحية السعر وتصريف المنتجات”.
مبادرة فردية أخرى انطلق بها المزارع إبراهيم خضر من دوير الشيخ سعد قبل عشر سنوات عبر زراعة أنواع من الفاكهة الاستوائية “العنب الصيني والمنجو والقشطة والأفوكادو والشيكو والسابوتا البيضا والسوداء”.
تجربة هذا النوع من الزراعة ليست مكلفة بالنسبة للمزارع إبراهيم ويمكن أن تعوض تكلفتها خلال عام مؤكدا أنها أكثر أهمية وذات مردود مادي مرتفع يعادل عشرة أضعاف مردود زراعة الحمضيات ومشيرا إلى أنه لم يستخدم حتى اليوم سوى السماد العضوي لهذه الزراعة أي أنها زراعة نظيفة.
إنتاج كبير في أنواع محددة من أصناف هذه الفاكهة وصل إلى 232 طنا من المنجو حسب حديث الياس داوود الذي يعمل تاجرا في مجال تسويق وتصدير الفاكهة الاستوائية في سوق هال طرطوس مؤكدا أنه في العام القادم سيكون هناك إنتاج مضاعف فأغلب الناس بدأ بزراعة الفواكه الاستوائية مشيرا إلى أن سعر الكيلو من المنغا يتراوح بين 800 و 1300 ليرة سورية والتسويق يتم داخل المحافظات وأهم مراكز التسويق في دمشق وحلب واللاذقية وحمص.
داوود أشار إلى وجود أنواع مختلفة من الفاكهة منها المنجو بأنواعه الثلاثة “كيت وكينت والأفوكادو” إضافة للمنغا التي يتراوح سعرها بين 1200 و1500 ليرة سورية لافتا إلى أن السوق التصديرية كانت ضعيفة خلال العام الحالي ومع ذلك تم إرسال بعض الكميات إلى الأردن.
داوود قدم عرضا لأنواع الأصناف الموجودة واسعارها وهي الدراغون بين 1500 و2000 ليرة والببايا بين 300 و700 والكيوي البلدية بين 700 و1000 ليرة والقشطة بين 1800 و2300 ليرة والسابوتا بين 2500 و3000 ليرة في حين يبلغ سعر كيلو الجوافة بين 350 و 400 ليرة مشيرا إلى أن زراعة نوع الدراغون بالمحافظة تمثل ثورة زراعية من ناحية السعر فالحبة الواحدة ثمنها 2000 ليرة سورية وخلال العام الحالي كان لدى المزارعين 3200 حبة وفي العام القادم من المتوقع إنتاج 18 ألف حبة وفي حال تم تصديرها للخارج يمكن بيعها بسعر أفضل يحقق مردودا اقتصاديا كبيرا للمزارع.
وأشار داوود إلى الإقبال الذي شهده جناح الفواكه الاستوائية في معرض دمشق الدولي والذي ساهم في التعريف بشكل كبير بها إضافة لتوقيع عقود تصدير لصنف الكيت إلى الكويت العام القادم كما حصل المزارعون على وعود من الجهات المعنية بفتح خطوط تصدير للعراق.
وبين داوود أن أبرز الصعوبات تتمثل بالتسويق وملاحقة الجمارك لهذه المنتجات لأنه ليس لديها دليل تصنيف على الرغم من أن المزارعين يحصلون من الوحدات الإرشادية على ورقة تبين اسم المزارع والمنطقة التي يزرع فيها والكميات والأنواع المزروعة والتي يتم إبرازها خلال التنقل بين المحافظات.
المصدر : سانا
إضافة تعليق جديد