زلازل «غير مسجلة» في التاريخ الحديث

13-12-2013

زلازل «غير مسجلة» في التاريخ الحديث

يعتقد العلماء أن الأرض ربما تعرضت لزلازل شديدة في تاريخها الحديث أكثر مما كنا نظن في السابق، فقد أظهرت دراسة أن نصف الزلازل التي فاقت شدتها 8,5 درجات ووقعت في القرن التاسع عشر لم يتم تسجيلها.
وفي هذه الدراسة، فحص العلماء وثائق تاريخية بحثاً عن هذه الاهتزازات الأرضية المفقودة. وجرى عرض النتائج في اجتماع «الاتحاد الأميركي للجيوفيزياء»، الذي عقد في مدينة سان فرانسيسكو الأميركية.
وتجدر الإشارة إلى أن الزلازل التي تفوق شدتها 8,5 درجات تتسبب في دمار هائل. ومن بين الأمثلة الحديثة عليها زلزال العام 2004 في المحيط الهندي، الذي نجم عنه موجات المد البحري العاتية (تسونامي)، وكذلك الزلزال المدمر في تشيلي في العام 2010، وزلزال اليابان في العام 2011.
ولكن الغريب أن السجلات قبل القرن العشرين تخلو من أي معلومات عن وقوع كوارث طبيعية بهذا الحجم.
وقالت الدكتورة سوزان هوغ من «معهد المسح الجيولوجي الأميركي» إنه «إذا حاولنا عمل دراسة إحصائية، فسنجد أن القرن التاسع عشر قد شهد عدداً قليلا جداً من الزلازل». وأوضحت أنه «جرى اختراع مقياس الزلازل تقريباً في العام 1900، وبمجرد استخدامنا لهذا الجهاز، بدت لنا الزلازل أشد قوة».
واستخدم الباحثون الوثائق التاريخية لتتبع أنشطة القشرة الأرضية التي حدثت قبل هذا الوقت وقياس شدتها.
وبحسب اعتقاد هوغ، فإن الكثير من الزلازل الشديدة التي وقعت في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر لم يتم تسجيلها. وربما يعود ذلك إلى وجود فرضية عامة بأن الزلازل التي تبلغ شدتها أو تفوق 8,5 درجات تتسبب في حدوث موجات مد عاتية. ومن بين الأمثلة القديمة، الزلزال الذي ضرب شبه جزيرة كامشاتكا في شرق روسيا في العام 1841، ويعتقد أن شدته بلغت 8,3 درجات. لكن هوغ تعتقد أنه ينبغي تقديره بشدة 9,2 درجات.
ويضاف إلى ذلك الهزة الأرضية التي ضربت جزر الأنتيل الصغرى في العام 1843، ووفقاً لهوغ فإنها «صنفت من بين الزلازل التي بلغت قوتها ثماني درجات، وتبين في ما بعد أن ما يقرب من ربع الأرض قد شعر بتلك الهزة».
ويرى الباحثون أن العثور على مثل هذه الزلازل غير المسجلة أمر مهم سيساعدهم على التنبؤ لاحقاً بمكان ووقت وقوع هذه الزلازل المدمرة مرة أخرى.
وفي ورقة بحثية أخرى جرى استعراضها في اجتماع «الاتحاد الأميركي للجيوفيزياء»، قال علماء إنهم تمكنوا من وضع قاعدة بيانات بالزلازل التي وقعت بين العامين 1000 و1900. وفحص فريق البحث العديد من الوثائق التاريخية لإعداد قائمة بهذه الزلازل.
وقال الدكتور روجر موسون، من «هيئة المساحة الجيولوجية البريطانية»، إن قاعدة البيانات هذه بمثابة «تحذير من التاريخ». وأضاف أنه «مع كارثة فوكوشيما مثلاً، فوجئ الناس بأن موجة مد بحري بهذه الشدة وقعت، بالرغم من أن زلزالا مشابهاً وقع في القرن التاسع».

(عن «بي بي سي»)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...