زهران علوش يتماهى مع شخصية الخليفة البغدادي و"جيش الإسلام" هو الوجه الآخر لداعش
منذ أن لمع نجم تنظيم "داعش" كقوة عظمى بين الفصائل "الجهادية" في سوريا، وانصب اهتمام العالم على محاربة هذا التنظيم ، أو التسويق لهذه الحرب، استغلت فصائل عديدة أخرى هذه الحالة لتلمع صورتها لدى في محاولة منها للظهور بثوب "المعتدل" الساعي لبناء "الديموقراطية على الطريقة السعودية".
زهران علوش قائد ميليشا" جيش الإسلام"، شديد الارتباط بالسعودية، المملكة السلفية التي تعتبر المنبع الأول للفكر "الجهادي" ومصدر التشريع والتمويل الأول لـ "الجهاديين"، أعلن قبل يومين عن تشكيل فصيل أطلق عليه اسم "الامام علي" لما قال انه يأتي في سياق مواجهة "داعش" الفصيل التكفيري.
التركيز الإعلامي على "داعش"، الفصيل المجرم، وغض الطرف عن بقية الفصائل كـ "جيش الإسلام" و "أحرار الشام" و "جبهة النصرة" وغيرها، أعطى هامشاً كبيرا لهذه الفصائل للبحث عن "التمدد" وتلميع صورتها على حساب تؤأمها "داعش".
مصدر ميداني يستغرب إضافة صفة "معتدل" على أي من هذه الفصائل، مؤكداً أن هذه الفصائل تمارس في مناطق سيطرتها ذات الأحكام التي يفرضها تنظيم "داعش"، من جلد للمتأخرين عن أداء الصلاة، وصولاً إلى الرجم، وقطع الرؤوس بالسيف.
ويتزامن حديث المصدر مع إعلان "جيش الإسلام" عن إعدامه ستة مواطنين سوريين (بينهم امرأة)، وجندي فار من الجيش السوري، "ضبط متلبسا خلال محاولته العودة إلى جيش النظام"، وفق القرار الذي أصدرته ميليشا "علوش"، إضافة إلى جريمة قطع رأس مواطن سوري اتهم بممارسة السحر.
الغريب في الموضوع أنه وعلى الرغم من محاولة هذه الفصائل تسويق نفسها كـ "معتدلة" إلا أنها وفي الوقت نفسه تعمل على نحو مواز على تأكيد ميولها "السلفية الجهادية" عن طريق أحكامها وطرق إدارتها للمناطق التي تسيطر عليها، إلا أن وسائل الإعلام تغفل الجزئية الثانية وتركز على تلميع صورتها.
"علوش" الذي قام بقصف دمشق بمئات الصواريخ والقذائف، تسببت باستشهاد وجرح عشرات المواطنين السوريين، مقابل دعم مادي وصفه مصدر معارض بأنه "غير محدود" من المملكة السعودية المحكومة بشرائع "وهابية"، قام بالتوقيع على ما أسماه "أحكام الإعدام"، ولكن بعد إضافة لقب له ليغدو "القائد العام للغوطة".
ويبدو أن حالة غرور كبيرة اصابت "علوش" بعد تمكن فصيله المسلح من القضاء على فصيل "جيش الأمة"، إضافة إلى معاركه الجديد مع تنظيم "داعش"، ضمن حرب "النفوذ" التي تخوضها الفصائل المسلحة فيما بينها في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة منذ أربعة أعوام، الأمر الذي أودى بحياة مئات السوريين العالقين في مناطق الصراع.
وكالات
إضافة تعليق جديد