زوجة الأب مثل الحكومة غير محبوبة حتى ولو كانت صالحة
زوجة الأب.هل هي قنبلة موقوتة في مضمونها يقدمها الأب لأبنائه كهدية بمظهر خارجي أنيق أم العكس تماما وهل هي عبء على الأسرة, كيف يمكن أن نخلق توازنا في العلاقة بينهما دخلنا دهاليز من يعتصرهم هذا المد والجزر للقبول والرفض فاستطلعنا الاراء لنسأل أصحاب الشأن ممن يعانون التجربة.
السيدة(مها,س)تبدأ معاناتي من خلال توهم الأطفال أن زوجة أبيهم جاءت لتفسد حياة الأسرة,بل أرى في ذلك النقيض فيمكن أن تبدل صورة القصص المسموعة عنها إلى صورة راقية وجميلة وخاصة عندما تتصرف كأخت كبرى,أو كأم ثانية لا تقل حنانا عن الأم الأولى.
أما السيدة (نورا,ر) قالت عندما تبدأ الزوجة الثانية خطوتها الأنثوية داخل الأسرة لابد أن تعيد إليها النظام الذي ظل مفقودا لفترة بعدغياب المرأة الأولى وبذلك يشعر الرجال ان الأسرة عادت لها الحيوية لتجتمع حول المائدة من جديد,وأنه بات هناك من يتابع واجبات الأولاد ويحل مشاكلهم ويحرص على مصلحتهم.
أما الشاب(وسيم نصري) فقال أحلم بأن أرى والدي مستقرا بعد فشله في زواجه الأول ويحاول أن يختار امرأة ثانية تسعده ويبقى قلقا في الاختيار حتى يتفادى معها أخطاءه السابقة إلا أنني لا أرغب بوجود زوجة لأبي لذلك نحاول منذ اللقاء الأول ان نخضعها لامتحان قبول لا رحمة فيه ولاشفقة,وأردف أخوه مضر إن لم تكن زوجة الأب شجاعة بما فيه الكفاية فستفشل في الامتحان وتخرج مهزومة في انتظار امتحان آخر أو يحكم عليها بالإقصاء إلى الأبد.
ولكي نعيد للأسرة الظل المفقود ولكي ندخل الاستقرار والبهجة إلى النفوس بين الأولاد وزوجة الأب تقول المرشدة النفسية رفاه الدروبي لا بد من ان تكون زوجة الأب شجاعة وواعية تحاول أن تنكر ذاتها وتضحي بكل وقتها لكي تعيد التوازن إلى تلك العلاقة السلبية بينها وبين الأطفال ,ولكي لا تشعر الزوجة الثانية بضياع جهودها لا بد أن تعطي للأولاد مزيدا من العاطفة لكن من الصعب على تلك المرأة أن تشعرهم بالحب الذي تعطيهم إياه أم عاشت معهم طفولتهم الأولى لأجل ذلك تبقى في نظرهم أما بديلة أو أما ثانية وقد يظل الوضع بين مد وجزر إلى أن تكسب زوجة الأب ثقة أبناء زوجها وتتقرب منهم وتدخل الى عالمهم وقد تنجح محاولاتها مع الزمن وخاصة إذا عرفت ان مرحلة المراهقة مرحلة تحتاج الكثير من الصبر والتفاهم وهي مرحلة قد تعجز الأم الحقيقية عن حل مشاكلها أحيانا.
> هل يخطئ الرجل عندما يقرر ألا ينجب أطفالا من زوجته الثانية اعتقادا منه أن الأطفال سيكونون مشكلة تزداد سوءا?
>> هذا اعتقاد خاطئ فقد أثبتت التجارب ان الطفل الذي تنجبه الزوجة الثانية يمكن ان يكون وسيلة لتقوية الروابط بينها وبين أولاد زوجها فولادة الطفل في العائلة تدخل البهجة إلى القلوب وتشعرهم بأن حياتهم قد تغيرت.
التوازن مطلوب
> كيف للأم البديلة ان توفق في رعاية مولودها الجديد وبين أولاد زوجها?
>> لابد من ان تصادفها أعباء جديدة تمارس مع ما تحمله مع طفلها الجديد لهذا لابد من ان تحيط المولود بعاطفة وحنان صادقين هذا من ناحية ومن ناحية أخرى تخاف ان تثير بتصرفاتها غيرة أبناء زوجها وهنا لابد أن تسأل نفسها دائما ان كانت على المستوى المطلوب وان كانت ترى أطفال زوجها كما يجب,وإن كانت تعطيهم الحب الذي تعطيه لطفلها بهذا تكون قد حققت التوازن المطلوب لمستقبل العلاقات بين أولادها وأولاد الزوج.
> ما النصائح التي تقدم لزوجة الأب لتعيش سعادة وسط أفراد عائلتها?
>> لابد من مبدأ من يعانق من يحبه كثيرا قد لا يعرف كيف يكسب حبه والنصيحة الأولى بأن لا تكون محبوبة بأي ثمن, فعليها ألا تلعب دور الأم الثانية وأن لا تتأمل بأن يفضلها الأولاد على أمهم الأساسية, فالأم كائن مقدس لا يمكن ان يحل مكانه أي كائن آخر.
عدم تلوين أولاد زوجها بالألوان التي تفضلها كما يحلو للأم ان تفعل مع أبنائها الحقيقيين وبالمقابل عليها أن تعرف متى تقول(لا)كما عليها ان تفوض زوجها بإعطاء الأوامر الأساسية أو أن يجعل الأولاد مستعدين للانصياع لأوامرها وعلى الأب الوقوف إلى جانبها بأسلوب لائق دون أن يشعر الأولاد بأنه يفضلها عليهم وقد تشعر بالغضب منهم عندما يخرجون على قواعدها التربوية لذلك لابد من ان تكون اسفنجة قادرة على امتصاص كل الأخطاء.
> وكيف يكتب النجاح لزوجة الأب للقيام بمهمة التوازن للسير بالطريق الصحيح?
>> عليها أن تسأل السؤال التالي لو كان الأمر يتعلق بطفلي هل سأتصرف على هذا النحو الذي أسلكه مع أبناء زوجي أم لا,ما يمكن قوله من الصعب جدا أن تحب زوجة الأب أبناءه على أبنائها وخاصة إذا لم تعرفهم في طفولتهم الأولى لكن بإمكانها أن تحل مشاكلهم بالمنطق والحوار واستيعابهم.
وأخيرا لابد لزوجة الأب ان تعرف إنها كمن يمشي على البيض إذ يجب أن تراعي أطفال زوجها وتحنو عليهم دون أن تكسرهم والارتباط برجل لديه أبناء من زوجة أولى ليس بالأمر السهل ولابالهدية التي تحلم بها كل امرأة ولا نجاح العلاقة التي هي بمثابة ميزان ضغط يحدد وضع العائلة ككل ومن هذا المنطلق نجد الكثيرات منهن سعيدات في حياتهن استطعن ان يسعدن أبناء أزواجهن لأنهن أصبحن بيت أسرارهم فلا بد أن تكون العلاقة بين زوجة الأب وأبناء الزوج على إنها علاقة مجانية وليس فيها قوانين ولاقضاء.
ومن هنا يمكن ان تكون زوجة الأب صديقة,قاسية عند اللزوم,وحنونة أحيانا كي يتقبلها أولاد الزوج فيضفي على العائلة الاستقرار ويعم على الكل.
محمد عكروش
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد