ساركوزي يرى سورية بنظارات العم بوش
ربط الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بين انفتاحه على سوريا ومساهمتها في تحقيق الاستقرار في لبنان، مشيراً إلى أنّ خطر نشوب حرب ضد إيران لا يزال قائما، معرباً في الوقت ذاته عن استعداده لزيارة طهران لمناقشة أي تعاون نووي مدني.
وفي مقابلة مع صحيفة «لونوفل اوبزرفاتور» الفرنسية الأسبوعية، أشار ساركوزي الى ان الحرب ضد إيران قد تكون مرتبطة بأمن إسرائيل، واعتبر أن انفتاحه على دمشق مرتبط بالملف اللبناني، حيث أكد «استعداده لزيارة سوريا»، وهي «بالتأكيد ليست نظاماً ديموقراطياً»، شرط أن «تجري انتخابات توافقية في لبنان وإذا توقفت الاغتيالات وإذا لم تعرقل دمشق عمل المحكمة الدولية (في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري)».
وقال ساركوزي «لقد لاموني لأني اتصلت بـ الرئيس بشار الأسد.. وبالفعل ترددت كثيراً قبل اتخاذ هذه الخطوة.. ولكن ذلك كان ضرورياً»، فكيف «كان بالإمكان إنقاذ أمل الحصول على رئيس توافقي في بيروت وإقناع السوريين بترك لبنان بأمان إذا لم نتحدث إليهم؟»، مشيراً إلى أنه في النهاية «اتصل به مرتين وأرسل إلى دمشق اثنين من كبار مساعديه: كلود غيان وجان ديفيد لافيت».
وحول ايران، قال الرئيس الفرنسي «لم أكن يوما مع الحرب. والمشكلة بالنسبة لنا ليست في احتمال أن يقوم الأميركيون بتدخل عسكري بقدر ما أن يعتبر الإسرائيليون أن أمنهم مهدد بالفعل. وخطر الحرب لا يزال قائماً»، بسبب البرنامج النووي الإيراني، الذي «اتفق العالم كله على أنه لا تفسير مدنيا لما يفعله الإيرانيون»، ولكن السؤال هو «هل سيتوصلون إلى امتلاك قدرات (نووية) عسكرية خلال عام أو خمسة أعوام؟».
وأبدى ساركوزي «استعداده لزيارة طهران ومناقشة أي تعاون نووي مدني» شرط أن توافق إيران «على قيام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعمليات تفتيش» على منشآتها النووية، مؤكداً أنه «يحظى بثقة الإسرائيليين والأميركيين في هذه المسألة».
ولم يحدد ساركوزي نوع التعاون النووي الذي قال انه مستعد لدراسته مع ايران، لكنه عبر مرارا عن اعتقاده أنه ينبغي لفرنسا أن تستخدم خبرتها في الطاقة النووية للمساعدة في تنمية الدول الفقيرة. وقال «يجب ألا نرفض الطاقة النووية المدنية لدول تحترم القواعد»، مضيفا أنه يؤمن «بالحزم والحوار» مع طهران.
ودافع ساركوزي عن «استراتيجيته» التي «تستند إلى مبدأ الذهاب نحو الآخر وإجباره على المناقشة»، مؤكداً أنه «يتحدث إلى محاوريه بكل صراحة. فأنا رجل نتائج»، مجدداً تأكيده أن «فرنسا مفيدة أكثر عندما تتحدث مع الجميع».
وفي هذا السياق، أشار إلى أنه تطرق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قبل شهر في موسكو، إلى «مسألة الشيشان واغتيال الصحافيين»، مستغـــرباً أن «يُنتـقد لأنه هنأه بفوز حزبه في الانتخابات» مضيفاً «لقد لقّبوني بأني كـــلب (الرئيس الأميركي جورج) بوش. فهــل أنا الآن صديق (بوتين) العزيز؟».
وأكد ساركوزي أنه «أراد مصالحة فرنسا مع الولايات المتحدة، لا مع إدارة بوش. وبتحقيق المصالحة حصلت على أمرين: رفع معارضة واشنطن للسياسات الـــدفاعية الأوروبية، وتعزيز موقع فرنسا في أوروبا».
وعن علاقاته الشخصية مع وسائل الإعلام الفرنسية، أجاب ساركوزي أن «هذه المسألة تمثل ذروة الخبث الفرنسي»، وأن يقال ان الصحافة «ساعدتني، مرشحاً، فهو أمر يثـير الضحك».
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد