سباق التسلح الصيني وتوتر العلاقات بين واشنطن وبكين
الجمل: تناقلت أجهزة الإعلام الأمريكية والعالمية حالة الغضب والرفض الأمريكي الشديد لقيام الصين بتطوير قدراتها العسكرية.
• بداية المشكلة:
بدأت الحملة الأمريكية الإعلامية ضد الصين، بعد صدور تقرير البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية) الذي يقدم دورياً للكونغرس الأمريكي حول القدرات العسكرية الصينية:
وقد تناول موضوع التقرير مسحاً شاملاً للقدرات العسكرية الصينية، وعمليات التحديث والتطوير التي يقوم بها حالياً العسكريون الصينيون، وكانت أبرز معالم القدرات العسكرية الصينية المتطورة تتمثل في الآتي:
- بناء أنظمة الإنذار الجوي المبكر.
- بناء أنظمة إعادة التزويد بالوقود.
- بناء أربعة موديلات مختلفة من الغواصات.
- بناء حاملات الطائرات.
- تطوير أنظمة القيادة، والسيطرة، والقدرات الاستطلاعية.
- بناء المجسات الفضائية.
- بناء الصواريخ البالستية العابرة للقارات.
- بناء أنظمة الدفاع الصاروخي.
- إخفاء ثلاثة أضعاف ميزانية الإنفاق العسكري المعلنة.
- بناء الصواريخ والرادارات البحرية المتطورة.
- بناء الصواريخ الفضائية المضادة للأقمار الصناعية.
• الإدراك الأمريكي:
يقول الخبراء العسكريون الأمريكيون، بأن بناء مثل هذه القدرات، يشير بوضوح إلى وجود نوايا صينية واضحة تهدف إلى الانتقال بالقدرات الدفاعية الصينية من مجرد قدرات تهدف حصراً إلى الدفاع عن نطاق حدود الوطن الصيني إلى قدرات تهدف إلى تغطية المسرح العالمي الواسع.
أثار تقرير البنتاغون الجديد حول القدرات العسكرية الصينية العديد من الأسئلة، أبرزها: ان الصواريخ الصينية تغطي دائرة أهدافها مجالاً كبيراً يتخطى نطاق المجال الإقليمي الآسيوي، وهذا معناه أن الصين تخطط لإصابة أهداف تقع خارج هذا المجال.
كذلك فإن أنظمة الإنذار المبكر المحمولة جواً، وأنظمة التزويد جواً بوقود الطائرات، تشير إلى أن الصين تنوي استخدام قدراتها العسكرية الجوية ضمن دائرة واسعة النطاق، تمتد لآلاف الكيلومترات.
إن قيام الصين بالشروع في بناء حاملات الطائرات العملاقة معناه أن الصين تنوي إقامة الأساطيل البحرية التي تحقق لها قدرة نشر القواعد العسكرية البحرية في أعالي البحار والمحيطات العالمية.
إن قيام الصين ببناء شبكة دفاع صاروخي تهدف لاعتراض الصواريخ البالستية العابرة للقارات على بعد آلاف الأميال، معناه أن الصين تنوي اعتراض الصواريخ العابرة للقارات، وهو أمر يعكس نوايا صينية للجاهزية القصوى من أجل المواجهات الصاروخية المحتملة.
إن بناء القدرات الاستطلاعية المتحركة جواً وبحراً وفي الفضاء، يشير إلى نوايا الصين الهادفة إلى تحديد الأهداف، والتعرف عليها، وتتبعها، وربما استهدافها عسكرياً.
إن إخفاء الأرقام الحقيقية لميزانية الدفاع الصينية، معناه أن الصين تخوض في هذا الوقت سباق تسلح بحيث تقوم بالإنفاق سراً على تطوير قدراتها العسكرية، وعندما تحقق التفوق الكمي والنوعي المطلوب تقوم بتحقيق المفاجأة.
إن الحسابات العسكرية الاستراتيجية الكلية، التكتيكية والتعبوية تشير وتؤكد بوضوح أن هذه القدرات، وطريقة نشر شبكات الصواريخ البالستية الصينية، وشبكات الدفاع الصاروخي تشير جميعها إلى أن الصين تستعد تحسباً لعدو محتمل واحد من العالم، هو: الولايات المتحدة الأمريكية.
ومن الطرف الآخر، جاء الرد على الحملة الإعلامية الأمريكية من بكين، فقد صرح المسؤولون الصينيون قائلين بأن تصريحات وزارة الخارجية الأمريكية سوف تضر كثيراً بالمحاولات الهادفة لتحسين وتطوير الروابط والعلاقات العسكرية والتجارية بين الصين الولايات المتحدة.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد