سوء تفاهم سوري- فرنسي حول لبنان والمعلم يشرح وجهة نظره
أكد وليد المعلم وزير الخارجية ان الاطار الذي جرى الاتفاق عليه مع المبعوث الفرنسي كلود غيان في اول لقاء له مع الرئيس بشار الأسد ان يكون الحل في لبنان حلا توافقيا يشمل انتخاب رئيس توافقي وتشكيل حكومة وحدة وطنية ووضع قانون جديد للانتخابات وتحييد الدور الأميركي المعطل للوفاق الوطني في لبنان.
واضاف المعلم في مؤتمر صحفي عقده أمس انه تم الاتفاق ايضا على الوقوف على مسافة واحدة من جميع الاطراف اللبنانية وليس ممارسة الضغط على طرف بحيث يصبح الحل قائما على اساس الغالب والمغلوب.
واكد المعلم ان الصيغة اللبنانية الضامنة للاستقرار في لبنان تقوم على العيش المشترك والشراكة بين جميع مكونات الشعب اللبناني وتقوم على التوافق ونفي حالة الغالب والمغلوب وهو ما سعت سورية اليه بالتعاون مع فرنسا.
وقال: ان دور سورية كان المساعد والمسهل للتوصل الى حل يقوم على التوافق على اساس الشراكة والعيش المشترك وفق الصيغة اللبنانية بما يضمن استقرار لبنان وأمنه.
واضاف الوزير المعلم: دعونا نر ما آلت اليه الأمور في هذا المجال حيث تعثرت الجهود فيما يتعلق بحكومة الوحدة الوطنية نظرا لاصرار الاكثرية على ألا تكون نسبة تمثيل المعارضة في الحكومة معادلة لنسبة كتلتها في مجلس النواب، والاكثرية هي الجهة التي يتعين على فرنسا بموجب اتفاقنا التفاهم معها، ولم يتم تحييد الدور الاميركي بل عادت الولايات المتحدة الى ممارسة الدور المعطل ولا حاجة هنا للتطرق الى زيارتي ديفيد وولش الى لبنان في اسبوع وما صدر من مواقف وتصريحات اميركية مناقضة للاسس التي قامت عليها الجهود السورية ـ الفرنسية.
وقال الوزير المعلم: رغم هذه الصعوبات تم الاتفاق بيننا وبين فرنسا بتاريخ 28/ 12/ 2007 واشدد هنا على التاريخ على مشروع الحل الشامل للازمة في لبنان على ان يكون هو الاساس، مشروع تقدمت به فرنسا ودعمته سورية وسعت للحصول على موافقة المعارضة عليه وبتاريخ 30 /12/ 2007 استمعنا باستغراب الى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في مؤتمر صحفي في القاهرة يحمّل سورية والمعارضة اللبنانية المسؤولية عن الفشل رغم ما بذلته سورية طوال الاسابيع الماضية من جهود تعرفها فرنسا قبل غيرها ورغم ما ابدته المعارضة من مرونة لتسهيل التوصل الى حل توافقي.
وتابع المعلم: واضح مما قاله الرئيس ساركوزي في القاهرة ان الجهود الفرنسية مع سعد الحريري وغيره للقبول بما جاء في المشروع الذي تم اتفاقنا عليه مع الفرنسيين قد باء بالفشل حيث تلقيت بتاريخ 31/ 12/ 2007 اي بعد ثلاثة أيام من الجانب الفرنسي رسالة خطية تؤكد عدم قدرتهم على تسويق ما اتفقنا عليه لدى الجانب الآخر ويبدو ان الفرنسيين ارادوا تحميلنا مسؤولية فشلهم في اقناع الاكثرية بقبول المشروع الفرنسي.
واكد الوزير المعلم انه في ضوء ذلك قررت سورية وقف التعاون السوري ـ الفرنسي بصدد حل الازمة اللبنانية. وقال: ان الفرنسيين ليسوا وحدهم من يريد تحميلنا مسؤولية عدم التوصل الى حل في لبنان فالولايات المتحدة وآخرون يقولون ان على سورية بما تملك من صداقات وتأثير في لبنان ان تمارس دور الضاغط على اصدقائها ليقبلوا ما تريده الاكثرية ومن وراءها فيما يتعلق بحكومة الوحدة الوطنية اي احتكار القرار في بلد يقوم قراره واستقراره على التوافق لافتا الى انه اذا كانت المسألة مجرد ما تملكه دولة ما من نفوذ وتأثير فان غيرنا من الاشقاء العرب يملك تأثيرا على بعض قوى واسعة من جماعة 14 شباط اكبر مما تملك سورية على اصدقائها في المعارضة.
وتساءل المعلم: لماذا لا يستخدمون هذا النفوذ والتأثير للدفع باتجاه قبول ما يتفق مع الصيغة اللبنانية في الشراكة والعيش المشترك في صيغة لا غالب ولا مغلوب وهم العارفون جيدا بكل ما تعنيه هذه الصيغة وبكل مستلزماتها؟ مؤكدا ان سورية ستبقى جاهزة للتعاون مع الاصدقاء والاشقاء الراغبين في المساهمة وتسهيل ايجاد حل توافقي للازمة في لبنان يقوم على الشراكة والعيش المشترك بين اللبنانيين.
وذكر الوزير المعلم ان التعاون السوري ـ الفرنسي لحل الازمة اللبنانية قام على اساس انتخاب رئيس توافقي وتشكيل حكومة وحدة وطنية تعكس تمثيلا يعادل حجم الكتل البرلمانية في المجلس النيابي الحالي.
وردا على سؤال حول الدور الاميركي المعطل للجهود الرامية الى التوصل لحل في لبنان قال الوزير المعلم: ان الرئيس الأميركي جورج بوش اعلن انه سيدعم انتخاب رئيس بالنصف زائد واحد وكان ديفيد وولش قد قال قبله في بيروت: ان بلده يؤيد اي قرار تتخذه الاغلبية مضيفا: انهم يعرفون ان مثل هذا التوجه لا يعني توجها باتجاه امن واستقرار لبنان لأن امن واستقرار لبنان يصان بالتوافق والشراكة والعيش المشترك وهذا ما أكدته قبل ذلك في لقائي مع رايس وما هو واقع في لبنان ولذلك فان الدور الاميركي واضح في تعطيله للجهود الفرنسية والمبادرة الفرنسية قبل كل شيء.
وردا على سؤال: ما الاساس القانوني او الدبلوماسي وفق القانون الدولي الذي تعاطت فيه فرنسا مع سورية لطلب التدخل في لبنان وهل فرنسا عندما طلبت مساعدة سورية اعتبرت ان سورية يمكن ان تلزم المعارضة او سمعت منكم كلاما من هذا النوع؟ قال الوزير المعلم: ان قرار الرئيس الأسد بالأساس كان ان الحل في لبنان يجب ان يكون لبنانيا وان يتم من خلال الحوار بين اللبنانيين وان سورية ستبارك اي اتفاق يتم التوصل اليه حتى جاء المبعوث الفرنسي وطلب التعاون السوري ـ الفرنسي لتسهيل هذا الحوار وهذا الحل بين الاطراف اللبنانية وليس للتدخل في الشؤون اللبنانية وخصوصا ان سورية لديها اتصالات مع المعارضة في حين ان فرنسا تستطيع ان تتصل بالطرفين وكان الرئيس الأسد قد وضع اطارا لهذا التعاون ذكرته في مقدمة مؤتمري الصحفي ولم يكن في لحظة من اللحظات مفهوما لدى الفرنسيين ان سورية ستمارس ضغطا على المعارضة من اجل تمرير ما يريده الطرف الآخر.
بالعكس كنا نحاول ان نكون على قدم المساواة مع الطرفين لمصلحة لبنان.
واضاف المعلم: فيما يتعلق بالدستور اللبناني كان واضحا لنا وللفرنسيين وبتوجيه من الرئيس الأسد ان سورية لا تتدخل بالامر الدستوري اطلاقا.
هذا شأن لبناني. ونحن كنا نتابع المداولات بين النواب والقانونيين في لبنان. أخيرا استقر الرأي على اقتراح قانوني دستوري قدمه النائب بهيج طبارة وهو من تيار المستقبل يتحدث عن عدم الحاجة لتعديل الدستور وانما بموجب المادة /74/ من الدستور يمكن التوجه الى انتخاب الرئيس التوافقي. هنا تم الاتفاق مع كلود غيان على ان هذه المسألة شأن لبناني مادام اتفق عليها بين السيد نبيه بري رئيس مجلس النواب وسعد الحريري وابلغ الجانب الفرنسي بهذا الاتفاق، إذاً هذا لم يعد شأن سورية ولا فرنسا.
وقال الوزير المعلم: عندما أتحدث فلدي مجموعة كبيرة من الوثائق والمراسلات بيني وبين الفرنسيين التي تؤكد صحة ما أقوله وفي هذه المرحلة الافضل ان تبقى كذلك.
وردا على سؤال عما جاء في تصريحات الرئيس الفرنسي الاخيرة قال المعلم: لقد قضينا ساعات طويلة عبر الهاتف وفي اللقاءات الثنائية من اجل التوصل الى سلة شاملة للحل التوافقي مع الفرنسيين وهم يعرفون ذلك.
هو يريد أقوالاً، يعني يريد ان تقوم سورية بالضغط على المعارضة. متسائلا: ماذا عن الاطراف الاخرى التي لديها صلات وثيقة ونفوذ واسع في لبنان ومعروف للجميع ولماذا لا تقوم بدورها؟.
وردا على سؤال حول اعلام الفرنسيين لكم انهم فشلوا في تمرير الاتفاق السوري ـ الفرنسي حول صيغة حل؟ قال الوزير المعلم: اذكر ان المؤتمر الصحفي للرئيس ساركوزي في القاهرة كان يوم 29/ 12/ 2007 ويوم /30/ منه تلقيت رسالة فرنسية تقول: تمت متابعة سير المفاوضات ويمكنني القول: انني لم أتمكن من الحصول على موافقة تتصل بمشروع البيان الذي تداولنا الرأي فيه في 28 كانون الاول. اذاً واضح من هذه الرسالة التي جاءت في اليوم الثاني انه لم يتمكن من تسويق هذا المشروع مع سعد الحريري وغيره ممن تتصل فرنسا بهم.
وناشد الوزير المعلم اللبنانيين ان يعودوا الى الحوار فيما بينهم للتوصل الى حل توافقي بمعزل عن اي تدخل خارجي.
وردا على سؤال حول التفسير السوري لتصريحات الرئيس مبارك في المؤتمر الصحفي مع ساركوزي واتصالات كلود غيان قال الوزير المعلم: ان هذه المعادلة تدعو الى الحيرة. من جهة يطالبون بعدم التدخل الخارجي بالشأن اللبناني ومن جهة اخرى يطالبون بأن تستخدم سورية صداقتها في لبنان وهم يتفرجون. هذا شيء محير. قرارنا ألا نتدخل في الشأن اللبناني.
وأضاف الوزير المعلم: اذا جاء من الاصدقاء والاشقاء من ينوي وفق قاعدة التوافق على تسهيل الحل فنحن جاهزون للتعاون وليس التدخل في الحل ونحن مع من يؤمن بصيغة العيش المشترك. أما ان تقوم سورية بالضغط على المعارضة من اجل ان تفرض الاكثرية ارادتها في لبنان واحتكار السلطة فهذا وهم، سورية لن تقوم بذلك.
وحول العلاقات السورية ـ الفرنسية بشكل خاص والاوروبية بشكل عام، قال وزير الخارجية. في الواقع، في الاتصالين الهاتفيين اللذين جريا بيني وبين غيان صباح يوم 31 كانون الاول كنا لا نزال نتداول في مواصلة الجهد السوري ـ الفرنسي غير ان ما ادلى به الرئيس ساركوزي في القاهرة اضطرنا للاعلان عن هذين الاتصالين وجرى اتصال ثالث من قبلي في المساء بكلود غيان فأبدى انزعاجه لأن سورية أعلنت عن هذين الاتصالين فكان جوابي له: سورية لا تخجل ولا تخاف أحدا في اتصالاتها مع فرنسا. سورية تريد ان يكون كل شيء واضحا ومن يدق باب سورية فعليه ان ينتظر الجواب.
وردا على سؤال حول اجتماع وزراء الخارجية العرب المقبل وخلفياته؟ قال المعلم: أفضل وأتمنى ان يكون الهدف من هذا الاجتماع هو مساهمة جامعة الدول العربية، واقول مساهمة وليس تدخلا في تسهيل الحل بين اللبنانيين. من وراء هذه الدعوة؟ لا أريد ان أخوض بذلك لانني شعرت ان فرنسا فوجئت بهذه الدعوة أيضا. أما بخصوص هذا الاجتماع فإن سورية ستكون الى جانب كل من يرى ان الحل في لبنان توافقي وحسب مبدأ الشراكة في السلطة والعيش المشترك.
وحول التأثير الأميركي على الموقف الفرنسي قال المعلم: بالتأكيد كلنا نستمع الى اقوال الجميع لكن في النهاية واضح من الورقة التي قدمها الجانب الفرنسي لنا وحظيت بدعمنا يوم 28 كانون الاول ان فرنسا فهمت ان الحل في لبنان يجب ان يكون عبر سلة كاملة تتضمن انتخابات رئيس توافقي وتشكيل حكومة وحدة وطنية حسب حجم الكتل البرلمانية وقانون انتخاب جديد وكان الاتفاق ان تقوم فرنسا بعرضها على سعد الحريري وعلى السعوديين وان تقوم سورية بعرضها على المعارضة فقمنا بعرضها على المعارضة وبدأت المعارضة تبدي استجابة واضحة لها غير اننا فوجئنا بالمؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس ساركوزي.
وردا على سؤال عما اذا كانت سورية ستحضر اجتماع وزراء الخارجية العرب المخصص للبنان؟ اوضح المعلم ان سورية ستحضر الاجتماع وستسعى للتضامن العربي.
وعما اذا كان تعليق التعاون السوري مع فرنسا سيؤثر على العلاقات مع فرنسا وعلى الانفتاح الاوروبي تجاه سورية؟ قال المعلم: ان الرئيس الأسد اكد منذ البداية للمبعوث الفرنسي رفض سورية ربط علاقاتها الثنائية بطرف ثالث. وهناك فارق ان تكون هذه العلاقات مشروطة بأشياء تجري في دول شقيقة وصديقة وبين ان يكون لها قيمتها الذاتية، اما ان تؤثر أو لا تؤثر على علاقتنا مع بقية الدول الاوروبية فأعتقد ان سورية برهنت بصمود شعبها انها قادرة على افشال سياسات الآخرين الذين يحاولون عزلها.
وحول الوضع في لبنان والوضع الاقليمي كله والعلاقة مع ايران قال المعلم: ان علاقتنا مع ايران تقوم على خدمة المصالح المشتركة للشعبين وعلى الرؤية المشتركة لكيفية تحقيق امن واستقرار المنطقة وهي غير مرتبطة اطلاقا بقبول او عدم قبول شروط الآخرين. الجميع يعلم ان هذه العلاقة السورية ـ الايرانية هي علاقة مميزة قامت منذ انطلاقة الثورة الاسلامية في ايران وبرهنت على صدقيتها مواقف جمهورية ايران الاسلامية من قضية فلسطين التي تعتبر قضية العرب الاولى ومن هنا اقول: ان كل المغريات التي تقدم بذريعة الفصل بين سورية وايران هي وهم وسراب ولا ننظر إليها.
وردا على سؤال عن الهدف من وراء الاصرار الاميركي على عدم التوصل الى حل توافقي في لبنان. قال وزير الخارجية: يمكن سؤال اميركا ما جوابها مشيرا الى الفارق في الرأي بين الادارة واعضاء الكونغرس الذين أبدوا تأييدهم ودعمهم للجهود السورية ـ الفرنسية لتسهيل ايجاد حل توافقي في لبنان يقوم على صيغة العيش المشترك. أما موقف الادارة حتى الآن فمختلف.
وردا على سؤال عما اذا كان اللبنانيون في ظل التطورات الدراماتيكية هذه قادرين على حل مشكلتهم بأنفسهم وما مصلحة الاطراف التي لا تتساعد مع سورية في ايجاد الحل؟ قال الوزير المعلم: انا اقول: تفاءلوا بالخير تجدوه. ونحن نتحدث عن قادة في لبنان ممثلين في مجلس النواب يمثلون الشعب اللبناني الشقيق ولدينا الثقة بأن بإمكانهم اذا أحسنوا النوايا وأخلصوا لوطنهم ان يتوصلوا الى اتفاق بمعزل عن رهاناتهم الخارجية وحساباتهم الاخرى.
وردا على سؤال حول استعداد سورية للتعاون مع اي طرف فرنسي او غير فرنسي عربي او اجنبي في حال وجدتم ان هناك ظروفا ايجابية تشجع على الوصول الى الحل التوافقي والعادل على صيغة لا غالب ولا مغلوب؟ جدد وزير الخارجية التأكيد اننا سنبقى جاهزين للتعاون مع الاصدقاء والاشقاء الراغبين في تسهيل الحل في لبنان وفق اسس الحل التوافقي وصيغة العيش المشترك والشراكة.
وأشار المعلم الى ان مغريات كثيرة عرضت على سورية مثل ان يأتي الرئيس ساركوزي الى دمشق. وان تفتح علاقاتنا مع اوروبا. وان ندخل في اتفاق الشراكة . الى آخره من المغريات، وقال في هذا السياق: مع ذلك ارجو ان يكون واضحا ان سورية رفضت القيام بدور الضاغط على المعارضة وبالأساس المعارضة لن تقبل ضغطا من أحد. الموضوع في لبنان واضح. من يريد استقرار لبنان يؤمن بالصيغة اللبنانية ـ العيش المشترك، متسائلاً: ما فائدة ان تحصل سورية على كل هذه المكاسب اذا حصل اضطراب وفوضى في لبنان. نحن حريصون على أمن واستقرار لبنان وعلى صيغة التعايش والتوافق بين اللبنانيين حرصنا على مصالح سورية.
وعما يمكن ان تصل اليه الاوضاع في لبنان مع استمرار الضغوط والتدخل الاميركي قال الوزير المعلم: كل ما نريده ان نحث القيادات اللبنانية على اعادة الحوار فيما بينهم وان يجتمعوا ونأمل ان يصلوا الى صيغة تستجيب لمصالح الشعب اللبناني ولا اريد ان أتنبأ بشيء آخر.
وعن الدور الاوروبي في الحل قال: الاوروبيون جربوا. كان هناك ترويكا اوروبية. وزراء خارجية فرنسا وايطاليا واسبانيا ذهبوا الى لبنان مرتين. على ما أعتقد خرجوا دون حل ولم يصدر بيان سوري يقول: ان هذه الترويكا الاوروبية تتحمل فشل الحل في لبنان.
وحول ما اذا كانت زيارة الوزير المعلم الى المانيا لا تزال قائمة اجاب الوزير المعلم: اعتقد ذلك.
وردا على سؤال عما اذا كان وقف التعاون مع فرنسا سيفسح المجال للتدخل الاميركي بالشأن اللبناني؟ قال وزير الخارجية: التدخل الاميركي قائم في لبنان ورهان البعض في لبنان على الدور الاميركي وتغيير البعض لمواقفهم بين ليلة وضحاها كله مؤشر على ان التدخل الاميركي في لبنان واضح المعالم عميق الاثر .
وردا على سؤال آخر قال الوزير المعلم: ان سورية تعمل من اجل التضامن العربي والعمل المشترك ومازالت تسعى لتعزيز التضامن العربي لكن هذا المسعى يحتاج الى استجابة الآخرين.. ان سورية وحدها لا تستطيع ان تقيم تضامنا عربيا مؤكدا ان سورية استطاعت في الاوقات الصعبة التي مرت فيها بفضل صبر شعبها ان تتجاوز هذه الصعوبات. ومن يرد مد يده الى سورية فسيجد يد سورية ممدودة إليه.
وأعرب الوزير المعلم عن تمنياته في ان يكون لدى السعودية ومصر مبادرة بشأن الوضع في لبنان وان ينجحا فيها وقال: سأصفق لهما.
وردا على سؤال عما اذا كانت الازمة في لبنان ستؤثر على العلاقات العربية ـ العربية وعلى انعقاد القمة المقررة في دمشق؟ قال المعلم: اذا كان هناك من يخطط لعرقلة الحل في لبنان من اجل عرقلة القمة العربية العشرين في دمشق فأعتقد انه مخطئ وينسف العمل العربي المشترك والقمة ستعقد في موعدها وفي دمشق بغض النظر عن التطورات الراهنة في لبنان التي نأمل ان يتمكن اشقاؤنا فيه من تجاوزها.
وحول الدور التركي بشأن الازمة اللبنانية اكد الوزير المعلم ان سورية ترحب بكل دور يسهل الحوار بين اللبنانيين وبكل دور يؤمن بصيغة التوافق والعيش المشترك والشراكة بين اللبنانيين.
وردا على سؤال عما اذا كان يمكن الفهم بأن سعد الحريري رفض اعطاء حقيبة تتضمن الثلث الضامن وبالتالي هي أفشلت المشروع الفرنسي؟ أجاب الوزير المعلم: يمكن اعتبار ذلك.
وحول ما اذا كانت الاشكالية هي بمقعد واحد فقط رفض الحريري اعطاءه للمعارضة؟ اجاب الوزير المعلم: اعتقد ذلك.
واكد الوزير المعلم ان سورية لا تعقد صفقات على حساب المعارضة اللبنانية او على حساب اي احد آخر مشيرا الى أن موضوع المحكمة الدولية هو ما اعلنته سورية مرات عديدة من ان هذا الموضوع لا يتعلق بسورية ولا يعنيها.
وردا على سؤال قال الوزير المعلم: ان العلاقات السورية ـ الفرنسية لمن يحلل ويدرس بوضوح تملك مقومات عديدة. لا سورية تستطيع الاستغناء عن دور فرنسا في اوروبا ولا فرنسا تستطيع الاستغناء عن سورية في مسائل المنطقة. احدى هذه المسائل هي الانتخابات في لبنان، لكن هناك مسائل عديدة أخرى تتعلق بالمنطقة يمكن انفراج العلاقات من خلالها ايضا وخاصة ان الفرنسيين اذا أبدوا الموضوعية اللازمة فسيعترفون بأن سورية بذلت كل جهد ممكن لتسهيل الحل في لبنان. هذا يعتمد على حسن النوايا.
وحول موضوع السلام في المنطقة أكد الوزير المعلم ان سورية مع كل جهد حقيقي يهدف الى اقامة سلام حقيقي عادل وشامل. لكن للسلام متطلبات احدها ان تبدي اسرائيل التزامها الواضح بمتطلبات السلام وفي مقدمتها الانسحاب من الاراضي العربية المحتلة عام 1967 وقال: اذا توافرت الارادة السياسية والنية الصادقة وأبدت اسرائيل التزامها بمتطلبات السلام فإن سورية جاهزة للتحرك باتجاه السلام سواء في عهد ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش او في عهد الادارة التي تليه وفي اي وقت تكون هناك فرصة حقيقية للسلام.
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد