سوريا: الهدنة تستكمل نهايتها اليوم و المسلحون الأكراد يخرجون من حالة الحياد
يزور المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي موسكو اليوم قبل أن ينتقل إلى بكين لبلورة «أفكار جديدة» لتقديمها إلى مجلس الأمن الدولي قريباً، فيما توعد الجيش السوري، قبل ساعات من انتهاء «هدنة» عيد الأضحى اليوم، «بالضرب بيد من حديد لاجتثاث المجموعات الإرهابية المسلحة والتخلص من شرورها».
وكانت هدنة عيد الأضحى راحت تتداعى بعد ساعات على انطلاقها الجمعة الماضي، بانفجارات وهجمات في غالبية المناطق، والتي تبادلت السلطات السورية والمعارضة الاتهام بالمسؤولية عن إفشالها، فيما تمثل التطور الميداني الأبرز اندلاع مواجهات مسلحة بين الأكراد ومسلحي المعارضة الذين اقتحموا حياً في حلب، حيث سقط عشرات القتلى وجرى خطف 200 شخص من الطرفين.
وعشية انتهاء الهدنة، ذكرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية، في بيان، إن «المجموعات الإرهابية المسلحة واصلت لليوم الثالث على التوالي انتهاكاتها لإعلان وقف العمليات العسكرية الذي تضمنه بيان القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة الصادر بتاريخ 25 الشهر الحالي».
وبعد أن أشار الجيش السوري إلى قيام «المجموعات الإرهابية» بمهاجمة حواجز حفظ النظام في ريف دمشق وحمص وحماه وحلب وادلب، بالإضافة إلى تفجير خط لنقل النفط في منطقة البوكمال، أكد أن «تمادي المجموعات الإرهابية المسلحة في انتهاكاتها الصارخة لإعلان وقف العمليات القتالية ما هو إلا دليل قاطع على ارتهانها للمشروع الرامي إلى تفتيت سوريا وتدميرها، الأمر الذي يحتم استمرار التصدي لتلك المجموعات الإرهابية وملاحقة فلولها، والضرب بيد من حديد لاجتثاثها وتخليص الوطن من شرورها».
وغادر الإبراهيمي القاهرة إلى باريس، على أن يتوجه إلى موسكو اليوم لإجراء مشاورات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حول سبل حل الأزمة السورية. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش قال إن «الوضع في سوريا يبقى معقداً وصعباً، والقوات الحكومية تواجه فصائل مسلحة من المعارضة التي تتلقى مساعدات شتى من الخارج بصفة مستمرة».
وقال ديبلوماسيون في نيويورك لوكالة «فرانس برس» إن الإبراهيمي سيتوجه إلى موسكو وبكين لبحث التطورات في سوريا، على أن يعود في تشرين الثاني المقبل إلى مجلس الأمن بمقترحات جديدة لحمل السلطات السورية والمعارضة للجلوس حول طاولة المفاوضات.
وقال ديبلوماسي رفيع المستوى إن الإبراهيمي «سيعود حاملاً بعض الأفكار للتحرك إلى مجلس الأمن مطلع الشهر المقبل»، فيما أعلن آخر أن «العملية السياسية لن تبدأ قبل أن يكون الرئيس بشار الأسد والمعارضة قد تقاتلا إلى حد يقتنعان معه بأنه لم يعد هناك من خيار آخر. لكنهما لم يصلا بعد إلى (هذه النقطة)، إلا أن الإبراهيمي لديه بعض الأفكار».
ولم تتسرّب سوى معلومات قليلة حول الطريقة التي يزمع الإبراهيمي استخدامها لحل النزاع في سوريا، لكن في الكواليس تعدّ الأمم المتحدة خططاً لإرسال قوة سلام أو مراقبة في حال تنفيذ الهدنة.
وأوضح ديبلوماسي رفيع المستوى أن مهمة الإبراهيمي شائكة «فعليه أن يقنع الدول الأساسية في الشرق الأوسط بعدم تزويد المتمردين بالسلاح». وأضاف «لكن إن كان يتوجب القيام بتحرك في مجلس الأمن فلا بد من أن يكــون بموافـــقة روسيا والصين، وان عارضتا تحركاً ما عندئذ ستعــزز تركــيا والسعودية والدول الغربية بالتأكيد مساعدتها للمعارضة».
وكانت واشنطن اعتبرت الجمعة الماضي أن الطرفين في سوريا خرقا هدنة العيد. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إن الطرفين يتحمّلان مسؤولية خرق الهدنة، لكنها حملت السلطات السورية مسؤولية أكبر، مشيرة إلى «تقارير عن هجمات بالطوافات والدبابات. من الواضح أن المعارضة لا تمتلك هذه الأسلحة».
وردّ المتحدث باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسي امس الاول باتهام واشنطن بالانحياز الى طرف واحد، مؤكداً أن السلطات السورية مستمرة في الالتزام بالهدنة. وأعلن أن مجموعات مسلحة رفضت الهدنة تقف خلف غالبية الخروق التي تتم لوقف إطلاق النار، مشيراً الى ان دمشق بعثت برسائل الى مجلس الامن الدولي حيال هذه الخروق.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف اتهم أمس الأول المعارضة السورية بإحباط هدنة عيد الأضحى. وأشار إلى أن الدول الغربية «عطّلت في مجلس الأمن الدولي إدانة العملية الإرهابية التي حصلت في دمشق (الجمعة الماضي)، حيث أسفر تفجير سيارة عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 32».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد