سوريات يرفضن المهور

17-03-2008

سوريات يرفضن المهور

في وقت كان يراه الكثيرون هدية يقدمها الرجل للمرأة تعبيراً عن تقديره وتكريمه لها وضماناً لحقوقها، بات ينظر إلى المهر حالياً على أنه نقمة تجب المطالبة بإلغائه كونه لم يعد يؤدي وظيفته في تكريم المرأة وتقديرها «بل أضحى وسيلة للتفاخر» على حد تعبير سها عمار (23 سنة) الطالبة في قسم التاريخ.

وعلى وقع كلمات « دق المزاهر يا الله يا هل البيت تعالوا...»

زفت سهام الراعي (28 سنة) منذ أقل من شهر تقريباً وسط حفلة صغيرة أقامتها في البيت في حضور الأهل وبعض المقربين. ومنذ ذلك التاريخ حتى اليوم تسمع سهام التهليل والكلام الطيب لعدم إغراق حبيبها بمصاريف لا يستطيع «لا الغني والفقير» تحملها في ظل هذه الظروف الصعبة على حد قولها. وتضيف: «لم أطلب مقدماً ولا مؤخراً ولا مقبوضاً أو غير مقبوض ولا حتى ذهباً بل ما طلبته وما أزال أطلبه هو علاقة مستديمة لا تقوم على المال والثروة». ووصل الأمر بأهلها إلى الانزعاج حتى إن بعض أخوتها وصفها «بالرخيصة والمجنونة» لإلغائها المهر وتكاليف العرس والزفاف. مشاعر الاحتقان والغضب من أهلها لم تترك أي أثر يجبرها على ترك حبيبها بل على العكس زادتها إصراراً وقوة واضطر أهلها إلى قبول زواجها بعد تهديدها إياهم بالزواج منه من دون موافقتهم.

وإذا كان سبب إصرار سهام على إلغاء المهر هو الاكتفاء بعلاقة مستديمة قوامها الحب والاحترام المتبادل، يختلف الأمر عند سامية علي ( 36 سنة) الموظفة في إحدى الدوائر الرسمية. فهي ترى لوجوب إلغاء المهر «أسباباً أخرى كارتفاع نسبة العنوسة»، وإنه يجب إلغاء المهر وتوابعه من تكاليف باهظة خوفاً من العنوسة التي ترتفع بين أوساط الصبايا: «المهم عندي تأسيس عائلة والاستقرار وأن أرزق بأولاد يعتنون بي عند بلوغي سن الكبر». وتضيف إنه «عندما تصبح الفتاة في عمر معيّن يجب أن تتخذ مواقف حاسمة بخصوص الزواج وأهمها إلغاء المهر فهو يشكل نقطة إيجابية لها في نظر النصف الآخر وبهذه الحال لن يفوتها قطار الزواج».

أما نهى عمران (29 سنة) فتعتبر المهر أمراً مهيناً ومذلاً للفتاة بسبب التقاضي عليه بين أهل العروسين. وتقول: «كنت على وشك الخطبة لكن شجاراً وقع مع أهل الشاب حول «سعري». فتارة يطالبه والدي «ببحبحة المصاري» وتارة يقول له والد الشاب «هذا كثير وزيادة». واضطرها الأمر إلى تأجيل موعد الخطبة ريثما تتمكن من إقناع أهلها بأنها ليست سلعة للبيع والشراء وإنها ترفض رفضاً قاطعاً تبذير المصاريف على أشياء سخيفه بينما بيت عريسها ينقصه الكثير ليصبح قابلاً للسكن. وإذا كانت فكرة إلغاء المهور مطروحة بقوة بين شريحة معينة من الفتيات، إلا إن بعضهن يطالبن بتعديل المهر على إن يشمل نصف التكاليف. أما الحجة وراء ذلك فهي اكتشاف كرم العريس: «يجب الإبقاء على طلبات الزواج شريطة إن تكون مناسبة للظروف»، تقول سهيله شقيره (24 سنة) الموظفه في محل للخياطة وتضيف: «عندما تتنازل الفتاة عن طلباتها سيطمع بها العريس وربما يحرمها من الكثير بحجة عدم امتلاكه مالاً». وتلفت والدة سهيله الى انه: «يجب أن تطلب الفتاة مبلغاً معقولاً من المال لشراء بعض الحاجات كي تتأكد من كرم الشاب وقدرته لاحقاً على تلبية مصروف الاسرة».

وبما إن الآراء كثيرة في هذا الموضوع و كل يراه بمنظوره الخاص والمناسب لظروفه، فقد صار واضحاً بين عدد غير قليل من الشباب السوريين أن المهر لم يعد يؤدي وظيفته التي كان متعارفاً عليه من «تكريم المرأة وتقديرها»، وحان الوقت لتتخلص «مجتمعاتنا من كثير من الممارسات الخاطئة التي تقلل من شأن المرأة وتسيء الى مكانتها باعتبارها سلعة استهلاكية» على حد تعبير نغم عثمان (30 سنة).

عفراء محمد

المصدر: الحياة

التعليقات

اذا نظرنا الى المهر على انه سعر للبنت فهو امر مهين ومعيب بحقها وبحق المجتمع بأكمله وانا شخصيا احترم كل بنت ترفض المهر وتخرج عن اطار التقاليد التي ترهق كاهلنا و "عالفاضي". لكن اذا اردت ان اكون واقعية فأنا اعرف الكثير من الرجال غير المسئولين وهم ببساطة بحاجة الى "رباط" يربطهم باسرهم وزوجاتهم باعتبار ان الرباط العائلي لديهم هش وينقطع عند اول غمزة من صبية أخرى تهوى اللعب والتسلية بالرجال وما اكثرهم وانتم خير العارفين. فبوجود المهر قد يكون من الصعب على الرجل غير المسؤؤل ان يتخذ قرارا من نوع ترك اسرته ببساطه فقد صار لديه الان التزامات... طبعا ان يفهم كلامي على انه هو اسلوب للضغط على الرجل فهذا غير صحيح اطلاقا ولا بأية مقياس ولكن طريقة لتعطي الرجل غير المسؤول ثانية فرصة للتفكير بأسرته وزوجته. في حالتي انا كان اهلي معارضين جدا لزواجي بالشخص الذي احبه واحترمه واريده زوجا لي ودخلنا بنزاع مدة عامين تقريبا ولكن عندما استجابوا اخيرا لرغبتي لم يكن الغاء المهر من ضمن الخيارات بيني وبين زوجي لأنه سيصعد الوضع سوءا... بالنهاية انا احبه وهو يحبني وكلانا يعرف حق المعرفة انه لا مهر ولا غيره من الماديات سيكون عائقا او مشجعا لاستمرار او انقطاع علاقتنا...

الابقار يحق لها رفض الطعام او العلف ولكن لا يحق لها ان ترفض اعطاء الحليب والمثل السوري يقول العنزة مزقت ك....ها فما اضرت الا نفسها السؤال الاهم هو هل تستطيع السوريات رفض كل مالا يرغبونه او يطيقونه؟؟؟؟؟ ومتى سيرفضن حقهن في الميراث ؟؟؟؟؟!!!!ومتى سيرفضن حقهن في الحمل والانجاب ؟؟؟!!! انا اظن انهن رفضن ذلك -المهر-لانهن لايستطعن رفض الاسباب التي اوصلتهن الى ذلك القرار الانتحاري فهو رد فعل على واقع اليم في غابة عميقة اظلمت من كل جوانبها فاخذت النسوة يفضلن الانتحار على العيش فيها لانه لو كانت احوال الذكور في الغابة على مايرام لما تهورت حالة الاناث؟؟؟!! علما انه في امكن اخرى من العالم تركت النساء فيها مهورهن وثيابهن واخلاقهن ودفعوا اموالهن للذكور فما زاد الذكور الا نفورا

المشكلة ليست في المهور خاصة أن معضمها غير مقبوض ولذلك فهي لا تؤثر في اتمام الزواج من هذه الناحية. المشكلة الحقيقية في الغلاء الفاحش والفاحش للعقارات بسبب مضاربات التجار والتلاعب بقوانين الجمعيات والاسكان بشكل عام

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...