صفقة تبادل الأسرى دخلت مرحلة التنفيذ ... والتبادل خلال أيام
عرضت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، مشاهد لجرافة بدأت العمل أمس في »مقبرة الأرقام« تمهيدا لعملية التبادل مع »حزب الله«، مشيرة الى ان ضابطا كان يحمل قائمة، أشرف على بدء الأعمال. ويبدو أن هذه الخطوة تأتي لتحديد القبور التي سيتم استخراج الجثامين منها، حيث أن اتفاق التبادل يتحدث عن تسليم »حزب الله« جثامين مئة وتسعة وتسعين شهيدا، إضافة إلى جثتين لغريقين لبنانيين سحبتهما الأمواج إلى الساحل الإسرائيلي.
وفي الوقت ذاته، طلبت النيابة العامة في شمال إسرائيل من المحكمة المركزية في الناصرة تأجيل تقديم طعون قانونية في محاكمة ثلاثة مقاتلين من »حزب الله« بسبب صفقة تبادل الأسرى التي يتوقع تنفيذها قريبا. وهؤلاء الثلاثة هم: ماهر كوراني ومحمد سرور وحسين سليمان، وقد تم أسرهم خلال حرب تموز ٢٠٠٦ ووجهت إليهم تهمة »مقاتلين غير قانونيين« و»محاولة القتل ومحاولة الخطف والتآمر على تنفيذ جريمة لمحاولتهم تنفيذ عملية لأسر جنود إسرائيليين«.
وتوجه النيابة العامة الإسرائيلية لسليمان تهمتي القتل والخطف بسبب مشاركته في عملية ١٢ تموز ٢٠٠٦ حيث أسر مقاتلو الحزب الجنديين الإسرائيليين إلداد ريغف وايهود غولدفاسير وقتلوا ثمانية آخرين عند الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
وذكر موقع »هآرتس« الالكتروني ان مديرة الدائرة الجنائية في النيابة الإسرائيلية المحامية ميريت شطيرن توجهت امس الى المحكمة المركزية في الناصرة حيث تجري محاكمة مقاتلي »حزب الله« الثلاثة وطلبت تأجيل موعد تقديم الطعون القانونية ضدهم. وكتبت شطيرن في مذكرة للمحكمة أنه »بطبيعة الحال فإنه في حال تم تنفيذ الصفقة فإنه من الجائز أن يعود المتهمون إلى لبنان ولن تكون هناك حاجة لتقديم هذه الطعون القانونية«.
من جهتها، أكدت المحامية سمدار بن نتان التي تدافع عن المقاتلين الثلاثة، أنه كان واضحا منذ البداية أن موكليها هم أسرى حرب وأن مصيرهم سيحسم من خلال صفقة تبادل أسرى وليس من جانب المحكمة. وأضافت بن نتان أن »محاكمتهم كانت سياسية لأغراض دعائية ونحن سعداء لأن موكلينا على وشك العودة إلى بلادهم في مقابل إعادة الأسيرين الإسرائيليين«.
من جهة أخرى، ورغم أن زوجة الإسرائيلي هاران الذي قتل وطفلته في نهاريا أثناء العملية التي قادها سمير القنطار، أعلنت أنها لا ترى في القنطار أسيرا شخصيا، إلا أن والدة الزوج اعترضت على الصفقة. ووجهت والدة هاران يوم أمس نداء للرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز من أجل عدم منح العفو للقنطار لأن ذلك يعني قتلها.
الى ذلك، رأت صحيفة »يديعوت احرونوت« أن التقرير الذي كتبه »حزب الله« عن مصير الطيار المفقود يقدم الاجابة التي لم يرد أحد سماعها، وهي أن رون اراد لم يعد بين الاحياء. وأشارت إلى أنه كان من المقرر أن يتسلم مسؤول ملف الأسرى في الجانب الإسرائيلي عوفر ديكل التقرير يوم أمس من الوسيط الألماني غيرهارد كونراد.
وأوضحت الصحيفة ان التقرير هو ما استخلصه »حزب الله« طوال شهور من شهادات مفصلة من سكان المنطقة التي اختفى فيها رون والمنطقة التي احتجز فيها، حيث جمع العشرات من الرسوم والخرائط والصور. وكل ذلك بغرض تقديم اجابة نهائية للغز أراد.
اضافت الصحيفة »لكن أمل الاخبار المشجعة قد ينتهي الى خيبة أمل مرة. الاستنتاج القاطع لحزب الله هو أن رون ليس حيا. واسوأ من ذلك بحسب قول حزب الله كما يبدو أننا لم نعلم ابدا مكان دفن الطيار هذا الاسبوع. يناقض التقرير ايضا أحد التقديرات في اسرائيل والذي يقول ان رون اراد نقل الى ايران. في ضوء المعلومة الصعبة سيطلب كما يبدو الى الحاخام الرئيس في الجيش الاسرائيلي ان يقرر ان رون اراد ضحية لا يعلم مكان دفنه«.
وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أنه كان من المقرر أن يلتقي عوفر ديكل يوم أمس مع الوسيط الألماني بقصد التوقيع نهائيا على الصفقة. وقالت أن الرجلين سيتفقان، طبعا بعد التشاور مع »حزب الله«، على جدول زمني دقيق لاتمام الصفقة، حيث سيعفو الرئيس بيريز عن سمير قنطار واربعة من رجال »حزب الله«. وبعد اعطاء العفو، سيعطى طالبو إلغائه ٤٨ ساعة للاستئناف امام محكمة العدل العليا.
ونقلت »هآرتس« عن مصدر أمني قوله أن صفقة التبادل ستنفذ خلال سبعة إلى عشرة أيام وأن تواجد عوفر ديكل حاليا في أوروبا مع الوسيط الألماني يعني أن الصفقة دخلت مرحلة التنفيذ. وأشارت الصحيفة إلى أن عوفر ديكل لن يتسلم التقرير الذي أعده »حزب الله« عن رون أراد وإنما سيسمع عن محتوياته لأن كونراد نفسه لم يطلع بعد على تفاصيل التقرير. وسيحاول ديكل التأكد من كونراد إذا ما كان »حزب الله« قد التزم في تقرير أراد بالتفاهمات التي تمت سابقا حول النقاط التي تحتاج الى توضيح.
وشددت »هآرتس« خلافا لوسائل الإعلام الأخرى، على أن التوقيع على الصفقة رسميا لن يتم إلا في الأسبوع المقبل وحينها يتم تبادل التقارير حول أراد والدبلوماسيين الإيرانيين.
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد