طبيب سوري يخترع جهازاً ثلاثي الأبعاد لمعالجة تشوهات الفك العلوي
بعد ثلاث سنوات من التجارب والعمل الشاق أنجز الطالب المعيد في كلية طب الأسنان والمخترع محمد وسيم اللحام اختراعه الذي سيقدم الكثير للمرضى ممن يعانون من ضمور الفك العلوي بمستوياته الثلاثة أمامي خلفي، وعمودي، ومعترض.
يقول المخترع اللحام: كان لأسرتي الفضل الأكبر في إنجاز ابتكاري الذي شرعت بالعمل عليه منذ ثلاث سنوات، مشيراً إلى أن والده الدكتور المهندس فواز الذي توفي منذ أربعة أشهر كان يحفزه دائماً على خدمة وطنه وتقديم كل ما يملك للأرض التي ينتمي إليها، وأمه مؤنسة الأمين التي زرعت في نفسه الأمل في لحظات أصبح اليأس صديقاً له في بعض المراحل، إلا أن تشجيعها كان الأمل الدائم بإنجاح فكرة اختراعه وتطبيقه على أرض الواقع بعدما كان مجرد فكرة تسرح في ذهنه، إضافة إلى زوجته وأختيه مايا وليلاس اللتين لم يوفروا جهداً في تحفيزه وتشجيعه على إتمام اختراعه.
ويصف المخترع اللحام ابتكاره بأنه جهاز لشد الفك العلوي ثلاثي الأبعاد ذو الدعم المركب، وهو جهاز خارجي معدني صلب ذو دعم مركب (وجني– جبهي– قحفي) أو وجني فقط لشد الفك العلوي بتقنية الشد العظمي عمودياً وأمامياً خلفياً، بشكل متناظر وغير متناظر وخاصة إذا كان الفك مؤلفاً من طرفين مثل مرضى شق الشفة وقبة الحنك.
ويمكن في اختراع اللحام إزاحة المركب الأنفي الوجهي كله للأمام عن طريق الجهاز بواسطة الدعم المركب بتقنية الشد العظمي.
ويوضح المخترع وسيم أن الجهاز سيحل مشكلة الضمور الفكي بشكل كبير، معتبراً أن ضمور الفك العلوي إما يكون ولادياً أو رضياً يصاب به الإنسان في الطفولة، مضيفاً: إن الضمور الفكي يسبب ضموراً في الوجه وهذا الأخير يسبب ضموراً فكياً، وهذه حالات متكررة حسب اللحام.
وأضاف المخترع: إن الضمور الفكي يشخص لدى المريض في مراحله الأولى وهنا لابد من علاجه قبل بلوغ المريض سن الخامسة عشرة، مشيراً إلى أن ضمور الفك في مراحله الأولى تكون من مهمة اختصاصي التقويم بعد إجراء عمل جراحي ضارباً مثلاً المصاب بشق الشفة وقبة الحنك الذي تجرى له عملية جراحية لسد الشق ثم بعد ذلك يتدخل طبيب التقويم لشد الفك العلوي.
وبيّن الطبيب المخترع أن تدخل طبيب التقويم قد يكون كافياً وأحياناً لا يكون كافياً، مشيراً إلى أن الكثير من المرضى يأتون في أوقات متأخرة، وهنا لا بد من اللجوء إلى وسائل تقويمية أخرى كشد الفك بشكل قسري أو إجراء عملية جراحية وهذه الوسائل قد لا تعطي النتائج المرضية بالنسبة للمريض وخاصة بعد سن الخامسة عشرة، حتى ولو ترافق الأمر مع تطعيم لمنطقة الفراغ العظمي من عظام أخرى في الجسم.
وشرح وسيم طريقة عمل الجهاز حيث يمكن توسيع الفك بعد إضعاف اتصاله بالجمجمة، إذ يوضع الجهاز بعد تثبيته بعظم الوجنتين بواسطة براغي يتم التحكم بها لشد الفك العلوي، وهو ما يسمى الاستناد الوجني، مشيراً إلى أن هناك حالات تحتاج إلى فصل كامل لما يسمى منطقة (مونو بلوك) وتشمل الجبهة والعظم الوجني والفك العلوي، وهنا نحتاج إلى الدعم القحفي حيث نقوم بتقديم القطعة بشكل كامل للأمام لتخفيف الضغط داخل القحف على الدماغ وتحسين صورة المريض.
ويتألف الجهاز حسب وسيم من أربعة أقسام: الأول الهيكل الرئيسي ذو الاستناد الوجني، أما القسم الثاني فيستخدم للسيطرة على الفك العلوي، والثالث قسم الدعم القحفي، أما الرابع فهو الجهاز الواصل بين قسمي الدعم القحفي والقسم الوجني.
وأوضح المخترع اللحام أن الجهاز أعطى نتائج إيجابية من خلال التجربة التي أجريت على مرضى يعانون من ضمور الفك العلوي وبشكل مزمن أدى إلى تشويه خلقي، وذلك عبر السيطرة على الفك بزيادة أبعاده بثلاثة مستويات، وهو ما سهل الاستغناء عن التطعيم العظمي بعد الانتهاء من سد شق الشفة أو قبة الحنك، أحدث تغييرات هيكلية للمريض.
وذكر الطبيب اللحام أنه لا بد من الانتظار لخمسة أيام بعد إجراء العمل الجراحي كفترة كمون للبدء بعملية شد الفك العلوي، مشيراً إلى أن التجربة على المرضى أعطت نتائج غير متوقعة.
وأشار وسيم إلى أن تكلفة تصنيع الجهاز زهيدة الثمن محلياً وقد لا يكلف الدولة كثيراً بدلاً من استيراد الجهاز بأسعار باهظة.
محمد منار حميجو
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد