طريق شنشارـ القصير: حوادث وتهريب وتسيب والسلطات مطنشة
الجمل ـ القصير ـ خاص: أدى حادث سير مروع على طريق شنشار ـ القصير (30 كم جنوب غرب حمص ) الى وفاة سيدة ،وإصابة ستة آخرين إصابات خطيرة .
وقد وقع الحادث عند الساعة السابعة من مساء يوم أمس لدى اصطدام سيارة قادمة من مدينة حمص فيها ست سيدات من عائلة واحدة، مع سيارة فان عمومي، وكانت( ر ـ ك) تصطحب والدتها 85 عام وأختها وابنتيها وكنتها في طريق العودة من حمص الى القصير،حين باغتتهن سيارة فان أراد سائقها أن يتجاوز السيارات التي أمامه بأقصى سرعة، وقد توفيت الوالدة على الفور، فيما أصيبت الأخريات بإصابات بالغة الخطورة، كما أصيب سائق سيارة الفان بكسور وجروح خطيرة.
ويأتي هذا الحادث كواحد من عشرات الحوادث التي تشهدها الطريق الواصلة من مفرق شنشار الى مدينة القصير أسبوعيا إن لم نقل يومياً، وعلمت (الجمل) أنه عند ظهر يوم أمس أيضاً كانت المدينة تشيع شاباً في الخامسة والعشرين من عمره قضى نحبه في حادث سير عند مدخل المدينة جراء حادث اصطدام بين سيارة فان مع دارجة نارية كان يركبها ذلك الشاب.
أهالي المنطقة أطلقوا على تلك الطريق اسم "خط الموت السريع" لكثرة الحوادث التي تشهدها يومياً ، فعدا أن عرضها يتسع لمرور سيارتين ، لا يوجد فاصل بين حركتي الذهاب والإياب، وهي مشغولة ليلاً نهار بسيارات المهربين من نوع فان وبيك آب ، ويزداد الازدحام مع تزامن ذهاب وعودة الموظفين من عملهم في مدينة حمص، في الأيام العادية ، ومع حركة المتنزهين القادمين من حمص الى العاصي أيام العطل، ما يجعل االامان على تلك الطريق معدوما، خاصة وأن عددا كبيرا من المهربين يقودون سياراتهم برعونة و دون شهادات سوق.
أحد أهالي القصير من أقارب المصابات في الحادث قال لـ (الجمل) أنه أمضى أمس أكثر من ساعة ليتمكن من اجتياز هذا الطريق الذي لا تتجاوز مدة اجتيازه في الحالات العادية ثلث ساعة، ويضيف أنه اضطر لأن يبطئ سرعته الى مادون الحد العادي لأن الطريق كانت مزدحمة بسيارات المهربين الصاروخية، ويؤكد أن حركة التهريب تزايدت على نحو ملحوظ في الأسبوع الأخير بعد أن شهدت انحسارا الى حد ما في الأسابيع الماضية، والسبب بحسب ظنه الإشاعات التي تنشرها الحكومة عن رفع الدعم عن الماوزت، وكأن ذلك جاء إيعازاً للمهربين بأن ينتهزوا فرصتهم الأخيرة للحصول على المال.
رجل آخر من القصير فبل أن يسمي نفسه مواطن (محروق قلبه)حمّل المسؤولية عن كثرة الحوادث للمسؤولين في المحافظة بدأ من محافظ حمص وحتى قائد الشرطة والجمارك والأجهزة الأمنية ...، جميعهم مسؤولين لأنهم يرون بأم أعينهم الفوضى في السير ومنح شهادات السوق والتهريب ولا يحركون ساكناً، وكأن أرواح الناس وأمنهم لا تعنيهم بشيء، بل يبدون كأنهم شركاء في هذا التسيب والاستهتار، على الأقل من ناحية الصمت وعدم اتخاذ إجراءات رادعة تعيد للدولة هيبتها وللقانون سلطته، ويتساءل المواطن لماذا يسمح لعدد كبير من سيارات الفان باحتلال الطريق بين القصير وشنشار ، والتي تتنقل فارغة إلا من خزانات المازوت التي تحمل الى ما وراء الحدود مع لبنان؟ وهل حقاً لا يعلمون أنها تقوم بالتهريب؟ وهل حقاً لا يعلم المسؤولين أن عناصرهم يتقاضون الرشاوي ويتقاسمون الغلة مع المهربين؟ وإذا كانوا لا يعلمون بوجود تهريب في المنطقة ، ترى ألا يسمعون بأنباء الحوادث اليومية نتيجة السرعة الزائدة .. وإذا افترضنا أنهم أبرياء براءة الأطفال والملائكة، ألا يلفت عنايتهم البحث في ظاهرة السرعة الزائدة التي يفضلها المهربون كي يتمكنوا من نقل أكبر كمية ممكنة من المازوت، ألا يجدر بهم أن يشددوا الرقابة على شهادات السوق، معظم السائقين هم من الشباب الأرعن، الذي لا يجازف بحياته فقط، وإنما يهدد أمننا وحياتنا. ثم يؤكد "الموطن المحروق قلبه" أنه مهما كانت سرعتك عادية على هذه الطريق لن تضمن أن تمر بسلام دون أن يصطادك مهرب أعمى يريد أن يجتاز الطريق بسرعة صاروخية. أنهم يتصرفون وكأنهم في غابة ، وهي فعلاً كذلك حين ينام المسؤولون ملء جفونهم فيما دماء البشر تغرق الطريق.
في كراج انطلاق الباصات ف مدينة القصير، مشكلة أخرى واجهت (الجمل) التي ذهبت الى هناك تستطلع آراء الناس ، ومنهم من يرى في هذه المشكلة سبباً الى جانب التهريب في السرعة الزائدة والتسبب بالحوادث، سائق أخبرنا أن حوالي 150 فان تعمل على خط حمص ـ القصير وتخدم كامل المنطقة ، مضطرة للانتظار لعدة ساعات كي يأتيها دور الانطلاق، والحجة أن هناك أربعة سيارات ميكرو باص قديمة جداً ومتهالكة لها الأولوية في أخذ الأدوار الأولى لنقل الركاب، ولأن حالتها سيئة جدا، لا أحد يصعد إليها وهكذا يبقى الجميع منتظراً ، حيث يتكدس البشر والسيارات، إلى أن يأتي الفرج فينطلق الجميع، وعدا تعطيل الوقت فإن ازدحاماً كبيراً لا بد أن يحدث على الطريق إلى حمص.
ولدى السؤال عن سبب منح سيارات الميكروباص الأولوية أو فرضها على الناس لا تجد جواباً لدى أحد سوى رفع الأكتاف وقلب الشفاه بتعجب واشمئزاز . أما القائمين على حركة الدور، ما في حدا لا تندهي ما في حدا .. كما هي الحال في كل شيء في هذه المنطقة المتروكة لشريعة الغاب كي تحكمها وتتحكم بها وتأكل خيرة أبنائها.
الجمل
إضافة تعليق جديد