طهران تنذر موسكو بالقضاء الدولي إذا لم تسلمها صواريخ «أس-300»

هددت إيران روسيا أمس، بمقاضاتها أمام المحاكم الدولية إذا رفضت تنفيذ اتفاق لتسليمها صواريخ متطورة من طراز «اس-300»، فيما شددت موسكو على أنها «لا تخل بالتزاماتها أو بالقواعد الدولية» في تعاونها العسكري مع طهران.

في غضون ذلك، جددت إيران تأكيد استعدادها لمبادلة مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب بوقود نووي مرتفع التخصيب يُستخدم في تشغيل مفاعل طهران للبحوث الطبية، شرط إجراء ذلك على أراضيها، كي تضمن بنسبة «مئة في المئة» التزام الغرب تسليمها الوقود.

وتوجه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس الى بوليفيا، المحطة الثالثة في جولته على أفريقيا وأميركا اللاتينية، بعد لقائه في برازيليا نظيره لويس ايناسيو لولا دا سيلفا الذي حض طهران على العمل لإيجاد «تسوية عادلة ومتوازنة» مع الغرب للملف النووي الإيراني. أما نجاد فاعتبر أن «مجلس الأمن غير قادر على أداء مسؤولياته».

في الوقت ذاته، قال الناطق باسم الخارجية الروسية اندري نستيرينكو ان بلاده تتوقع من طهران «رداً إيجابياً سريعاً» على مشروع تبادل الوقود النووي، مؤكداً ان فرض عقوبات جديدة على إيران قبل الحصول منها على رد رسمي «سابق لأوانه».

أما وزير الخارجة الألماني غيدو فيسترفيلله فجدد تأكيده أن «امتلاك إيران السلاح النووي غير مقبول». وقال في القدس المحتلة إن «صبر المجتمع الدولي ليس الى ما لا نهاية»، مشدداً على ان «أمن إسرائيل لا يخضع للنقاش».

ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن ديبلوماسيين أن الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني، تُعدّ قراراً لتمريره خلال الاجتماع المقبل لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يُطالب إيران باعتماد شفافية أكبر حول نشاطاتها النووية، ويحضها على فتح منشآتها أمام عمليات تفتيش اكثر دقة للوكالة، كما يدعوها الى الإجابة على كل الأسئلة المعلقة حول المنشأة الجديدة للتخصيب قرب مدينة قم.

الى ذلك، أعلن قائد سلاح الجو الإيراني الجنرال احمد ميقاني أن المناورات الجوية التي بدأتها طهران الأحد الماضي «حققت 90 في المئة من أهدافها». وقال إن اليومين المتبقيين من المناورات سيشهدان «تحقيق ما تبقى من أهداف»، موضحاً أن «أحد أهم الأهداف المتوخاة هو تحقيق التنسيق المطلوب بين الوحدات العسكرية المشاركة «.

وعلى صعيد صفقة صواريخ «اس-300»، نقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (ارنا) عن الجنرال محمد حسن منصوريان نائب قائد سلاح الجو قوله إن «الروس يتعرضون لضغط من اللوبي الصهيوني والولايات المتحدة كي لا يفوا بالتزاماتهم، ونظراً الى أن هذا اتفاق رسمي، تمكن متابعته من خلال المؤسسات القانونية الدولية».

وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست إن حكومته تأمل بأن تفي موسكو بالتزاماتها حيالها، «لأن الرأي العام الإيراني حساس جداً تجاه الالتزامات الخارجية».

في الوقت ذاته، أكد وزير الدفاع الإيراني احمد وحيدي أن نظام الدفاع الجوي والمضادات في إيران «لا يعتمد» على منظومة «اس- 300»، معتبراً أن «فقدانه لا يلحق أضراراً جدية بالأمن الجوي للبلد».

في موسكو، أكد نستيرينكو أن روسيا «لا تخل بالتزاماتها أو بالقواعد الدولية في مجال التعاون العسكري التقني مع إيران». وزاد: «نلتزم القواعد الدولية بحذافيرها، ولا نخرقها».

وعزا مهمان برست جانباً من تأخير موسكو في تشغيل مفاعل «بوشهر» النووي، الى «اسباب بحت تقنية». وقال: «آخر ما اتفقنا عليه مع روسيا هو تشغيل المفاعل في نهاية آذار (مارس) 2010، وهذا لا يتعارض كثيراً مع المهلة التي حددتها روسيا مع إيران وهي نهاية هذه السنة».

وكشف رئيس «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» علي أكبر صالحي أن ثمة 2400 خبير روسي يعملون في بوشهر، مؤكداً أن هذا الرقم يُعتبر سابقة. وتابع: «نشاطات الروس ممتازة ولا مشكلة لدينا في هذا الشأن». وتحدث عن «سوء فهم أثاره الغربيون».

على صعيد آخر، أصدرت السلطات الإيرانية حكماً بالسجن سنوات لمحمد عطريانفار العضو في حزب «كوادر البناء» الإصلاحي، ثم أفرجت عنه بكفالة قيمتها 500 ألف دولار، لاتهامه بالتورط بالاضطرابات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية الإيرانية في حزيران (يونيو) الماضي. وعطريانفار حليف للمرشح الاصلاحي الخاسر مهدي كروبي.

وأصدر القضاء أيضاً حكماً بالسجن 6 سنوات مع النفاذ و74 جلدة، على النائب الإصلاحي السابق علي تاجرنيا وهو عضو في حزب «جبهة المشاركة الإسلامية» أكبر تنظيم إصلاحي في البلد، بتهم «المشاركة في تجمعات لزعزعة النظام العام، والدعاية ضد النظام وإهانة رئيس الجمهورية وأعضاء الحكومة».

كما حُكِم الصحافي الإصلاحي البارز احمد زيد أبادي بالسجن 5 سنوات.

وأعلن علي اصغر محكي مدير صحيفة «همشهري» الأوسع انتشاراً في إيران، ان السلطات ألغت قراراً بمنع صدورها بعد نشرها صورة معبد لطائفة البهائيين المحظورة، مشيراً الى أن الصحيفة ستعاود الصدور اليوم.

المصدر: وكالات