عدوى الدولار المزور تتفشى في السوق

16-07-2013

عدوى الدولار المزور تتفشى في السوق

انتقلت عدوى الدولارات المزورة من السوق السوداء إلى بعض شركات الصرافة أيضاً، حيث أكد أحد المواطنين من أن إحدى شركات الصرافة في حماة تبيع دولارات مزورة للمواطنين بمبالغ تصل إلى 500 دولار. وكان مصرف سورية المركزي حذر قبل أيام من الوقوع في فخ التعامل بالأوراق النقدية المزوّرة حيث تبين في الآونة الأخيرة ارتفاع كبير في حجم هذه الأوراق النقدية من الدولار الأميركي، من خلال الضبوط الواردة إلى المصرف المركزي عن طريق الجهات المختصة. ورأت مصادر المركزي أن هذه الظاهرة تعني وجود نشاط ملحوظ في مجال ترويج كميات كبيرة من الدولار الأميركي المزوّر وخصوصاً من فئتي (100 و50) دولار، والمعطيات المتوفرة كلها صارت تشير إلى أن عمليات تبديل هذه العملات المزوّرة ما تزال تجري على قدمٍ وساق للتخلّص منها وتوريط من يشتريها، وإن كل من يستحوذ عليها ويحويها ويكتنزها ويتداولها يعرض نفسه للملاحقة القضائية بتهمة ترويج العملات الأجنبية المزوّرة وللتبعات القانونية، حيث يُعاقَبُ مرتكب هذه الجريمة بالحبس والأشغال الشاقة. ‏
ونوّه المركزي في هذا السياق إلى أن تلك الأوراق النقدية المزوّرة يصعب كشفها بالعين المجرّدة أو باللمس وتحتاج إلى أجهزة حديثة ومجهّزة بحساسات عالية الدّقة لكشف المزايا الأمنية التي تستخدمها الجهات المختصة من مصارف ومؤسسات صرافة غير تلك الموجودة في الأسواق. ‏
وعلق الأستاذ في كلية الاقتصاد د. عابد فضلية على هذه الظاهرة بالقول: إن هذه المسألة ليست جديدة وموجودة عبر السنين، لكن في ظروف مثل الظروف التي تمر بها سورية فإن عصابات التزوير تنشط أكثر نتيجة التهافت على شراء القطع الأجنبي والدولار وبسبب الطلب على العملة المزورة، حيث يدخل على السوق مواطنون عاديون ليس لديهم خبرة في تمييز الأوراق النقدية السليمة من المزورة.
وبيّن فضلية أن نتيجة التزوير سيتحملها المغبون وستخلق حالة عدم ثقة في السوق لشراء القطع الأجنبي وخاصة في السوق السوداء، لافتاً إلى أن عمليات التزوير والاحتيال تنتشر في السوق السوداء أكثر من النظامية، وحينما يتم تداولها على مستوى واسع فسيكون لها تأثيرها السلبي على الاقتصاد الوطني لأن انتشار العملة المزورة سيتسبب بسحب الكتلة النقدية من المواطنين مقابل لاشيء، ولكن رغم ذلك يبقى تأثيرها على الاقتصاد الكلي محدوداً ويتأثر بها بشكل مطلق الشخص المتعامل بالسوق السوداء حصراً وأما بالنسبة للمصارف المرخصة فالتعامل معها - حسب فضلية - أكثر وثوقية لكونها محمية ولديها أجهزة على درجة من الكفاءة، مؤكداً بأنه لا أحد يتجرأ على بيع أوراق نقدية مزورة للمصارف وهي لديها خبرة في كشفها. وأن مسألة انتشار التزوير في السوق السوداء ستسبب بالفترة القريبة المقبلة من تخويف الناس من التعامل معها وبالتالي سينحسر نشاط هذه السوق.
ونصح احد العاملين في شركات الصرافة  بالحصول على فاتورة بقيم القطع الأجنبي الذي اشتروه ليراجعوا به شركة الصرافة في حال غبنهم. مبيناً بأن أحاديث السوق تشير إلى انتشار دولار مزور في السوق قد يصعب كشفه حتى عن طريق المكنة، ولا يعرفه إلا مختصون من خلال درجة اللون والملمس وصوت الورقة النقدية وقوة ثباتها فقط.

المصدر: الوطن

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...