عسـكرة الفضـاء تدخـل مرحـلة جديـدة
بينما يشهد العالم انتشاراً كثيفاً للقدرات الاستطلاعية من الفضاء، دعّمت كل من الولايات المتحدة وإسرائيل والهند والصين والبرازيل، هذا الأسبوع، مصالحها التجارية والتكنولوجية والاستراتيجية، بإطلاق أقمار اصطناعية جديدة للاستخدام العسكري.
وتظهر برامج كهذه، درجة تطوّر عسكرة الفضاء، وهي ظاهرة ستزيد من قدرات الدول على اتخاذ القرارات استناداً إلى المعلومات الخاصة بها، بدلاً من الاستعانة بالرسائل الآتية من الدول الكبرى التي تمتلك قدرات فضائية هائلة، كالولايات المتحدة وروسيا والصين.
وسيتم إطلاق قمري الاستطلاع الإسرائيلي «بولاريس» والهندي «كارتوسات 2ـ أ» على متن صاروخ واحد من قاعدة في جزيرة قريبة من خليج البنغال. هذه المهمة، التي يتوقع البدء بتنفيذها في الأيام المقبلة، انخرطت فيها مجموعة من الشركات وآلاف المهندسين والتقنيين الذين تمت الاستفادة من خبراتهم لتطوير برامج تتخطى الأعمال الاستخباراتية المعتادة للمركبات الفضائية.
ويشتمل هذان القمران على نظام رادار وتصوير عسكري فضائي، وسيتم إطلاقهما على مدار بارتفاع 600 كيلومتر. وفي حال نجاح العملية، فستصبح إسرائيل إحدى الدول القليلة في العالم التي تمتلك تقنيات تصوير تمكنها من رصد العربات المموهة في مناطق جبلية أو حرجية، وعبر ظروف طبيعية مختلفة، كإمكان المراقبة في الليل ووسط الغيوم.
ويسمح نظام «بولاريس» لإسرائيل بمراقبة إيران بشكل مكثف، بما في ذلك الحصول على المعلومات اللازمة لمهاجمة منشآتها النووية.
ويتيح هذا الرادار الفضائي الموجّه الكترونيا، للأجهزة العسكرية الإسرائيلية إمكان مراقبة الأهداف من زوايا متعددة، بحيث يمكن ربطه بمجموعة من أجهزة الرصد والتصوير، كأنظمة المراقبة الفضائية الأخرى وطائرات الاستطلاع.
ويأمل مسؤولون في شركة «نورثوب غرومان» الاميركية بأن يؤدي توقيع عقد مع إسرائيل لتدريب التقنيين، إلى التعاون بين الشركة و»الصناعات الجوية الإسرائيلية» لتصنيع نسخة جديدة من نظام «بولاريس ـ تيك سات» الذي سيحظى بتمويل أميركي في موازنة عام .2009
ويرى المحلل العسكري الإسرائيلي ديفيد إشيل
إنّ هذا التطور في البرامج الفضائية الإسرائيلية، التي كانت قد استؤنفت في حزيران الماضي عبر إطلاق القمر «أفق ـ7»، يأتي في إطار القلق المتزايد من البرنامج النووي الإيراني، والتلميحات السورية المتناقضة حول السلام والحرب، إضافة إلى الدعم الذي توفره الدولتان لـ«حزب الله» وحركة حماس ومجموعات أخرى.
أمّا القمر الهندي «كارتوسات 2ـ أ» فتفاصيله تبقى سرية، ولكن من المعلوم أنّه يحتوي على كاميرا ضخمة. وتتطلع نيودلهي إلى شراء نظام «بولاريس» لتعزيز قدراتها الاستطلاعية، بما يمكنها من التركيز على باكستان والصين، وحتى الولايات المتحدة.
في هذه الأثناء، تستعد الولايات المتحدة لإطلاق المركبة الفضائية «ديجيتال غلوب وورد فيو ـ 1» من قاعدة في فلوريدا، في مهمة ستكون مخصصة لأغراض تجارية، لكنّها ستزوّد وزارة الدفاع بصور متوسطة إلى عالية الجودة، وإن كانت نوعيتها أقل بنسبة 50 في المئة من نظام «بولاريس».
كما تستعد الصين والبرازيل لإطلاق القمر الاصطناعي «سيبرز 2ـ ب» للتصوير الفضائي، وهو نظام مطوّر عن أقمار اصطناعية سبق للبلدين أن تعاونا على إنتاجها، وهو سيتيح لبكين وبرازيليا فرصة الحصول على معلومات هائلة وصور رقمية لاستخدامها في عمليات الاستطلاع في المجالين العسكري والاقتصادي.
المصدر: السفير نقلاً (عن مجلة «أفييشن ويك أن سبيس تكنولوجي»)
إضافة تعليق جديد