عن الثورجية وخراب الدورة الأخلاقية وأولاد النظام الذين فشلو في إسقاط النظام
لصوص وخونة، أنبياء وملائكة، كذلك أظهرتنا هاذه الحرب، نحن السوريون الموغلون في التطرف كما لو أننا لا نرضى بأقل من مستوى إله أو شيطان!؟
لهاذا أرى أن المصالحة تسمية محسنة للهدنة، إذ لا مصالحة بين الوحوش والبشر، غير أن الغابة تتسع للجميع، سوى وباء داعش الذي يكتسح البشر والشجر والحجر .. فلا لقاء بين الأضداد وإنما تعايش ضمن صيغة «لا يموت المريض ولا تفنى الجراثيم».
وأغلبنا اليوم يتساءل: كيف سيكون شكل علاقته مع الطرف الآخر بعدما تحط الحرب أوزارها، هل سنعود إلى سابق عهدنا مع الذئاب التي شردت مع الكلاب وتعلمت العواء؟ بالنسبة لي فإن الخيانة جريمة وليست وجهة نظر.. ولكني سأتحمل وجودهم ضمن صيغة الندم وليس مزيداً من الفرعنة والغيّ وتغطية الأكاذيب بالدجل..
فالمطلوب منا اليوم، كفريق مدافع عن الدولة والشرعية السورية، أن لاننافس المعارضة في الكذب والخداع والتعصب المذهبي الذي أوقعهم في حفرتهم التي حفروها لنا، كيما نتمكن من مواجهتهم وقت السلم كما فعلنا وقت الحرب.. إذ لن يكون وهم التعايش أكثر من هدنة بين حربين، ولنا في اللبنانيين أسوة باعتبارهم من سلالة سوريين سابقين، يقسمنا خط حدود وهمي لا تحتاج الأحقاد والعصبيات إلى فيزا لعبوره ذهاباً وإياباً..
فتجريد العدو من ميزاته إعلامياً غير كافٍ للانتصار عليه، وهاذا ما أفشل هجوم الائتلاف غير المؤتلف علينا، وليس من الحكمة استخدام أسلوبهم في الرد عليهم، ذلك أن الصدق سلاح الأقوياء، وقد أفشلت المعارضة نفسها بمعارضة الصدق ونبذه من قاموسها الثورجي حتى طافت مجاريرها عليها وأفسدت حياتها.. فالكذب الذي ساعدها في البداية أسقطها في النهاية، وفي الوقت الذي استغلت فيه دور العبادة لحشدها المذهبي حكمت على نفسها بالسقوط، حيث أنتجت النصرة وداعش، بينما كانت السلطة أكثر حكمة إذ أدمجت الجميع في حربها ضد السلفيين والوهابيين وفلول المنشقين والإخونجيين..لهاذا علينا أن نعود إلى شجرة الصدق كأفضل وصفة لنظام عادل وقوي.. غير أن نظامنا، فيما مضى، كان يعاني من ثغرة تقديم الولاء على الذكاء، فاشترى كل أولئك الكاذبين والمنافقين المحدودين بالليرة ثم باعوا أنفسهم للأعداء بالدولار؛ وهكذا انشق عدد غير قليل من (الموالي) عن جسد الدولة (النظام) بحجة الإلتحاق بثورة الكرامة .. كرامتهم التي سفحوها على أسرّة المسؤولين وفي أحضانهم طمعا ببقايا الفرائس التي كانو يتركونها لثعالبهم.. وقد استقبلتهم ثورة الدجالين بدلاً من محاسبتهم، ووضعتهم في صفوفها الأولى ليتبين لنا أن صراعهم على الكرسي وليس لأجل الكرامة والعدالة المهيضة.. إذن فالخطر القادم هو في أن يعيد النظام إنتاج نفسه ضمن الوصفة نفسها، بعدما تراكم عدد المنافقين والمتسلقين بين عموم المؤيدين حتى تقدم الأدعياء على النجباء..
فأزمتنا اليوم أزمة أخلاق، ويجب أن نقوّم الناس ونصنفهم على أساس أخلاقي أولاً وسياسي ثانياً، فبالصدق والذكاء نتفوق على الخونة والأعداء وليس بالمزاودين والمطبلين والمطنبرين الذين يملأوون إنترنت الموالاة عجاجاً وضجيجاً.. فقد خسر أعداءنا حربهم ضدنا لأنهم كذبوا على أنفسهم ولم يقدرونا حق قدرنا، فلم تنفعهم كل جيوش الإعلام الغربي والعربي طوال سنوات أربع عجاف أكلت أرواحهم ودمرت مصداقيتهم على الرغم من كل الدعم والحشد الدولي والسلفي غير المسبوق، فلطالما سقطت الإمبراطوريات والحكومات بسبب خراب الدورة الأخلاقية التي تسببت بتفكك مجتمعها المدني الذي يغذي مؤسستها العسكرية، فانهارت جميعا وزالت لصالح أمم ناهضة أخلاقيا.. فعلى الرغم من خبث رؤوس المعارضة ودهاءهم الذي ساعدهم في بداية هجوهم على الدولة، إلا أن امتداد زمن صمود الدولة ومؤيديها أظهر غباءهم وضعف بصيرتهم وبصرهم لدرجة أنهم تزحلقوا بقشور موزهم واصطدموا ببعضهم كما لو أنهم مهرجين على مسرح للحمقى..
ومع حلول الـ 2015 يمكننا التأكد أكثر أن النظام باقٍ ويتمدد، وأنه لا أحد بقادر على إسقاط هاذا النظام بما فيهم أهل النظام نفسه الذين انشقوا عنه، كما تنفصل البعرة عن إست البعير، فلم ينفعوا المعارضة في تسميد أرضها الملعونة، وأسقطوا أنفسهم بعدما نظفوا النظام من بقايا نفاقهم وخياناتهم، غير أن البثرة تخلف في الجسد حفرة قد تملأها الأوساخ والدهون إذا لم تكن العناية بالنظافة صارمة.. والإعمار يبدأ ببناء البشر قبل الحجر فيما لو أردنا تمتين بنيان النظام وأعمدة الدولة.
نبيل صالح
التعليقات
سؤال
مؤامره أم ثوره .... ربيع عربي أم شتاء قطبي
أسئلة بسيطة
إيها النبيل ستبقى الذئاب تصول
هذه الحرب اخطر ماحققته هو
حاجة الدولة الوطنية لترسيخ الأخلاق و الإبداع ونبذ الوصولية
(إحتفالية) الحيراكيري لدى العربان.
مصالحة
الساموراي صان،
الأستاذ نبيل صالح ،
دردشة
Bravo
كل شيء ممكن عندما تسود دولة
إضافة تعليق جديد