عواصف لبنان تترك 900 عائلة سورية في العراء
مع كل عاصفة شتوية على مدار خمس سنوات أمضاها اللاجئون السوريون في لبنان منذ بداية الحرب في سوريا ، لا ترحمهم الطبيعة، وتصب عليهم جام غضبها، ولا تفرق في ذلك بين صغيرهم ولا كبيرهم في مخيمات أنشئت على عجل وتفتقد لأغلب مقومات الحياة.
حيث تعرض مخيم السمونية للاجئين بمنطقة عكار شمالي لبنان، الجمعة، لعاصفة شتوية شديدة، أدت إلى تضرر نحو 900 عائلة سورية بعدما أغرقت الأمطار خيامهم التي بدت وكأنها تطفو فوق بحيرة من المياه، مما زاد من معاناتهم الإنسانية.
ويتعرض لبنان، منذ الخميس لعاصفة مصحوبة بالبرد ورياح عاتية وأمطار غزيرة أغرقت الخيام وساكنيها، ليس هذا فحسب، بل إن بعض الخيام اختفت بالكامل، ولم تستطع الصمود أمام الرياح العاتية، لاسيما أن المخيم موجود في العراء.
وقال المشرف على المخيم "رسمي تركي الأحمد" وهو لاجئ سوري، إن المخيم "يضم نحو 170 خيمة تأوي ما يقرب من 900 عائلة لاجئة" من ريف حمص وسط سوريا.
وأضاف "الأحمد" قائلا "فوجئنا ليلاً بالعاصفة القوية، لتدخل بعدها المياه إلى الخيام فشردت الأطفال والنساء، وبات الجميع في العراء"، مطالبا "الصليب الأحمر الدولي والأمم المتحدة تقديم المساعدة العاجلة والسريعة لأن الوضع كارثي، فلا يمكن وصف وضعنا الذي يعتبر سيئاً إلى أبعد الحدود، حيث لا خيم ولا بطانيات".
ومن جانبها قالت "أم احمد"، وهي ربة عائلة بها سبعة أولاد، إن خيمتها "تمزقت بالكامل والماء دخل إليها كما هو الحال في بقية الخيام، والخسائر كبيرة للغاية"، مضيفة "لا يمكن أن أصف ما أصابنا، إنها مأساة وتشريد من مكان إلى آخر بكل ما تحمل الكلمة من معنى"، وطالبت الجهات المعنية بتقديم المساعدات اللازمة للتغلب على تلك المعاناة الإنسانية، بحسب قولها.
وضع اللاجئين السوريين في لبنان، الذين فاق عددهم الرسمي المسجل لدى الامم المتحدة 1.1 مليون، بات في مهب العواصف الطبيعية والسياسية والأمنية، وحالهم يزداد بؤسا كلما طالت سنوات اللجوء بعيدا عن وطنهم، حيث تقبع بيوتهم وقراهم هناك على الجانب الآخر من الحدود.
وكالات
إضافة تعليق جديد