غارة جوية أمريكية على مناطق في جنوب الصومال

شنت طائرات أمريكية الليلة قبل الماضية غارة جوية على مناطق في إقليم “جوبا الوسطى” جنوب الصومال، فيما قتل 13 شخصاً معظمهم من المدنيين في هجوم لمسلحين معارضين على قوات الاتحاد الافريقي في مقديشو، كما هاجم مسلحون معارضون قاعدة للقوات الإثيوبية قرب مدينة “بلدوين” وسط البلاد، في وقت كشفت مصادر مطلعة عن تحركات جارية في العاصمة الإريترية أسمرا لعزل زعيمي تحالف المعارضة الشيخ شريف شيخ أحمد وشريف حسن شيخ آدم، إثر تفاقم الخلافات الناجمة عن مشاركتهما في مفاوضات لم تكلل بالنجاح مع الحكومة الصومالية تحت رعاية الأمم المتحدة في جيبوتي.

وأشار سكان مدينة “بؤالي” حاضرة اقليم جوبا الوسطى إلى أنهم سمعوا دوي الانفجارات، إلا أنهم لم يعرفوا الأهداف التي هاجمتها الطائرات الأمريكية، حيث كانت في الأسابيع الماضية تحلق في أجواء الأقاليم الجنوبية، مما أثار فزع السكان. وكانت حركة الشباب الإسلامية المعارضة، استولت في الأسبوع الماضي على عدد من مدن جوبا الوسطى وإقليم جوبا السفلى المجاور له، إلا أنه لم يتضح حتى الآن ما إذا كانت الغارة الأمريكية موجهة إلى مقاتلي الحركة كما لم تعرف الخسائر التي أسفرت عنها.

وقال المتحدث باسم الاتحاد الافريقي في الصومال باريدغي باهوكو “كانت هناك محاولة من المسلحين لشن هجوم على قاعدتنا كاي4”، مضيفاً ان جنوداً أوغنديين ردوا على النيران وقتلوا اثنين من المهاجمين. وذكر شهود عيان أن 11 مدنياً على الأقل قتلوا خلال تبادل إطلاق النار.

من ناحية ثانية، أشارت مصادر في مدينة بلدوين إلى أن المسلحين شنوا هجوما بالقنابل اليدوية على جنود اثيوبيين، أعقبه تبادل كثيف لإطلاق النار بين الجانبين، من دون أن تعرف الخسائر التي أسفر عنها الهجوم. وبدأت صباح أمس عمليات بحث وتمشيط واسعة في المنطقة بحثا عن المهاجمين.

وفي نفس السياق قام مسلحون مجهولون الليلة قبل الماضية بتوجيه قذائف صاروخية على سيارة تابعة لشركة “آي إم سي” التي أبرمت اتفاقية مع ولاية بنت لاند شمال شرق الصومال، تقضي بالتنقيب عن البترول في الولاية. وكانت الاتفاقية أثارت خلافات داخل البرلمان الصومالي، ووصفها الكثير من النواب بأنها غير قانونية.

في غضون ذلك، اتهم الشيخ شريف شيخ أحمد في مؤتمر صحافي عقده في جيبوتي الحكومة الإريترية بالتدخل في شؤون المعارضة، وطالبها بعدم فرض إملاءات على التحالف إذا كانت تضر بمصالح الشعب الصومالي، مستنكرا بشدة وقوف إريتريا الى جانب جهات ترفض مبدأ الحوار، مشيرا إلى زعيم المحاكم الإسلامية حسن طاهر أويس.

وفي سياق متصل عقد الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيلي لقاء مهماً مع مبعوث الزعيم الليبي عبد السلام التريكي أمين شؤون الاتحاد الإفريقي باللجنة العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي، تناول الأوضاع السياسية في الصومال والأزمة الحدودية بين جيبوتي وإريتريا. كما نقل المبعوث الليبي رسالة من الزعيم الليبي معمر القذافي إلى نظيره الجيبوتي إسماعيل عمر جيلي تطرقت إلى الجهود الرامية لتعزيز المواقف المشتركة وتتعلق بالوساطة التي تقوم بها ليبيا لحل الخلاف الحدودي بين إريتريا وجيبوتي. وكان أمير دولة قطر أجرى اتصالا هاتفيا في وقت سابق مع رئيسي إريتريا وجيبوتي في إطار المساعي لاحتواء الخلاف، واستقبل في الدوحة الأسبوع الماضي الرئيس الإريتري ومن المتوقع أن يقوم الرئيس الجيبوتي بزيارة إلى قطر خلال الأسبوع القادم.

المصدر: وكالات