غواصة «دولفين» الخامسة تنضم إلى السلاح الإسرائيلي
خرجت يوم أمس الغواصة الإسرائيلية الأحدث من مصنع السفن الألماني لتنضمّ إلى سلاح البحرية الإسرائيلي عند وصولها إلى ميناء حيفا بعد حوالي شهر. وتعتبر هذه الغواصة الخامسة من طرازها والتي مثّلت انتقال سلاح البحرية الإسرائيلي من عصر إلى آخر، اعتبره البعض عصر «استراتيجية الضربة النووية الثانية» لما تملكه هذه الغواصات من قدرة على إطلاق صواريخ تحمل رؤوساً نووية. ومن المقرّر أن تحصل إسرائيل، بعد حوالي عامين، على الغواصة السادسة من هذا الطراز، ولكن في ظلّ تغيير لنظرية القتال اقتضت التخلي تدريجياً عن جزء من هذه القوات عن طريق بيع الغواصة الأولى التي دخلت الخدمة قبل عقد ونصف عقد.
وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أنَّ الغواصة التي أسميت «رهاف» خرجت صباح أمس من مصنع بناء الغواصات في ألمانيا، متجهةً إلى ميناء حيفا. وستقطع الغواصة في هذه الرحلة حوالي 3000 ميل بحري، على أن تصل في منتصف كانون الثاني المقبل، وعلى متنها طاقم من خمسين شخصاً. وهذه هي الغواصة الخامسة من طراز «دولفين» الألمانية، والثانية من صنف AIP الأكثر تطوراً في العالم، والتي تعتبر السلاح الأعلى ثمناً الذي يملكه الجيش الإسرائيلي.
ومعروف أنَّ ثمن الغواصة، من دون معدّاتها، يبلغ حوالي 400 مليون يورو، لكن قيمتها مع كل المعدات والأجهزة والأسلحة تصل إلى 1.6 مليار دولار. وقد تسلم سلاح البحرية الإسرائيلي الغواصة منذ فترة، وأجرى تأهيل الطاقم الخاص بها من أجل تسهيل إيصالها إلى ميناء حيفا. وفي نطاق خلق تراث والحفاظ عليه، ستتوقّف الغواصة «رهاف» في عرض البحر في المكان الذي غرقت فيه الغواصة «داكار» قرب جزيرة كريت قبل حوالي 40 عاماً، بهدف إجراء مراسم تحية لذكراها قبل أن تبحر باتجاه حيفا.
وتستطيع الغواصة الجديدة البقاء في عمق البحر من دون حاجة للأكسجين، ما يتيح لها عدم حمل منصة عليا طويلة تخدم عادة في إدخال الهواء إلى السفينة. وتمّ تطوير الغواصة من دون هذه المنصة التي تساعد غالباً في اكتشاف مكان الغواصة من جانب القوات المعادية. وهذه هي الغواصة الثانية من هذا النوع في سلاح البحرية بعدما كانت أختها «تنين» قد وصلت من ألمانيا في العام 2013. ومع ذلك تعتبر «رهاف» أشدّ تقنية وتطوراً من «تنين».
وأعلن ضابط كبير في سلاح البحرية الإسرائيلي أنَّ الغواصة الجديدة تشكّل إضافة نوعيّة للسلاح الذي بات القوّة الاستراتيجيّة الضاربة والذراع الأطول لإسرائيل في العالم. وقال الضابط إنَّ هذه الغواصة تزيد في قدرات سريّة إسرائيل، حيث بوسعها البقاء لفترة طويلة جداً تحت الماء. ومعروف أنّه عند وصول الغواصة إلى إسرائيل، سيتمّ تركيب الكثير من الأجهزة والأدوات ومنظومات السلاح والاتصال الإسرائيلية عليها وبعدها تدخل إلى الخدمة الفعلية.
وهكذا، فإنَّ الغواصة «تنين» التي وصلت إسرائيل في العام 2013، لم تبدأ عملياً في توفير الخدمات المثمرة لإسرائيل، إلَّا قبل بضعة أشهر. ولا تستخدم الغواصات في إسرائيل فقط لمهام قتالية، وإنّما في الغالب تستخدم في مهمات استطلاع استخباري، وأيضاً كمراكز رصد ومراقبة استخبارية من أماكن بعيدة مثلاً ضدّ إيران.
ولاحظ معلّقون عسكريّون أنّه رغم أنَّ شراء إسرائيل للغواصات كان أصلاً من أجل تلبية مهام بعيدة، إلَّا أنَّ تغيّر نظرية القتال الإسرائيلية بفعل تغير الظروف الإقليمية والاستراتيجية، يدفع نحو تغيير سُبُل استخدامها. وهكذا، أجريت مؤخراً في إسرائيل مناورات مشتركة بين الغواصات والقوات البرية على أمل أن تتمكّن الغواصات مستقبلاً من مساعدة القوات البرية في جنوب لبنان وقطاع غزة، عن طريق تقديم الإسناد الاستخباري والنيران الشديدة إذا استلزم الأمر.
وفي إطار هذه التغييرات، أعلن ضابط كبير قبل أيام أنّه تقرّر في هيئة الأركان عدم الحاجة إلى غواصة سادسة في سلاح البحرية. ولذلك تقرّر السعي لبيع أوّل غواصة من طراز «دولفين» اشترتها إسرائيل. وعزا الضابط سبب هذا القرار إلى اعتبارات ماليّة، موضحاً أنّ تكلفة صيانة الغواصات وحمايتها عالية جداً.
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد