غيتس: مضطرون لبقاء طويل الأمد
دافع الرئيس الأمريكي جورج بوش أمس السبت في كلمته الإذاعية الأسبوعية عن قرار البدء بانسحاب جزئي لقواته من العراق من دون أي التزام بانسحاب أوسع فيما شدد من جديد على الخطر الذي يشكله تنظيم القاعدة وإيران ، بينما أقر أعلى مسؤول عسكري أمريكي أمس الأول الجمعة بارتكاب أخطاء في استراتيجية مطلع الحرب على العراق إلا أنه أكد أن قرار الغزو كان صحيحاً، وفي الغضون لمح وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس الى إمكانية خفض حجم قواته بالعراق إلى 100 ألف جندي أمريكي في نهاية العام المقبل.
وأشار بوش في كلمته إلى التقدم الذي تحقق على صعيد الوضع الأمني في العراق ، موضحاً أنه سيسمح بعودة 21500 جندي إلى الولايات المتحدة.
وأضاف “نجاح عراق حر قضية أساسية لأمن واشنطن وإذا خرجنا من بغداد فإن ذلك سيشجع المتطرفين في كل مكان”. وأكد أن “فشلاً عراقياً سيزيد خطر أن تضطر قواتنا للعودة إلى المنطقة لمواجهة متطرفين أخطر”.
وتابع أن “عراقاً حراً سيحرم القاعدة من ملاذ ويطوق الطموحات التدميرية لإيران وسيصبح العراق في المعركة ضد الإرهاب”.
وقال رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال بيتر بيس، وأحد مهندسي الخطط العسكرية للغزو، إنه بالغ في تقدير موقف الجيش العراقي، عقب الغزو، وبالتالي سوء تقدير حجم القوات الأمريكية الضرورية لخوض الحرب.
وأوضح بيس، خلال تقييم صريح لقراراته وتوصياته في مطلع عام 2003 قائلاً “واحد من أخطائي هو اعتقادي بأن الشعب والجيش العراقي سيرحبان بالتحرير، وأن الجيش سيوحد صفوفه من أجل الشعب، وأن يكون بجانبهم للمساعدة في خدمة الوطن الجديد”.
إلى ذلك أشار وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس إلى إمكانية خفض القوات الأمريكية إلى 100 ألف جندي بنهاية العام المقبل، إلا أنه رهن الخطوة بتقدم الأوضاع في العراق.
وقال في جلسة مناقشة حول انسحاب القوات من العراق “نحن مستعدون للإبقاء على وجود عسكري متوسط الحجم وطويل الأمد” في العراق “لنؤمن شبكة أمنية للعراقيين والدول الأخرى في المنطقة القلقة مما سيحدث”.
لكن جيتس عبر أمس الأول الجمعة عن أمله في أن يتم خفض هذه القوات إلى 100 ألف رجل بحلول نهاية العام المقبل.
وقال “آمل أن يتمكن قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس عندما يقدم تقريره في مارس/ آذار المقبل، من القول إن وتيرة خفض القوات يمكن أن تستمر في النصف الثاني من 2008 وبالسرعة التي تم فيها في النصف الأول من العام”.
وردا على سؤال حول ما إذا كان ذلك يعني وجود عشرة ألوية قتالية أي حوالي 100 ألف جندي بحلول يناير /كانون الثاني ،2009 قال جيتس “يفترض أن يكون الأمر كذلك”.
ويضم اللواء القتالي تقليديا بين أربعة وخمسة آلاف رجل. لكن يضاف إلى هذا العدد الجنود الذين يخصصون في العراق لدعم عمليات قتالية وسلاح الجو.
إلا أن جيتس أكد انه يصعب التكهن بتطورات الأوضاع في العراق وانه يعبر عن آمال وليس عن خطط محددة.
كما أكد أن القادة والمستشارين العسكريين لبوش وافقوا على خطة بترايوس بعد أن قاموا بدراسة الأوضاع وإعداد التقارير بأنفسهم.
ورأى أن التقدم في العراق بطيء، لكن توصيات بترايوس “تقدم طريقا لمواصلة التقدم وتجنب النتائج الكارثية لفشل أمريكي في العراق”.
وبمعزل عن وتيرة انسحاب القوات الأمريكية، شدد جيتس على ضرورة الإبقاء على جنود لمدة غير محددة في العراق.
وقال إن هذه القوة “الباقية” ستقوم بمهام “مكافحة الإرهاب وتدريب القوات العراقية أو المساعدة في مراقبة الحدود”، موضحا أنها “تشبه في مهامها إلى حد كبير ما ورد في تقرير بيكر هاملتون”.
وتابع أن هذه الوحدات التي ستقوم بمهمة “قوة لضمان الاستقرار” في بلد تمزقه نزاعات بين مختلف مجموعاته، يفترض ان “تبلغ خصومنا المحتملين اننا لن نتخلى عن البلد لطموحاتهم وسنبقى القوة المهيمنة في المنطقة”.
ومن جانبه أعلن الجنرال بترايوس في حديث لقناة “الحرة” الأمريكية أمس الأول الجمعة أن عدد المقاتلين الأجانب الذين يهاجمون قوات التحالف في العراق سجل “انخفاضا كبيرا”.
وأكد أن معايير التقدم السياسي على الصعيد الوطني العراقي مازالت مهمة للغاية على الرغم من تشديد أمريكا الحالي على النجاح المحلي.
وأضاف انه ردا على خطوات انفتاح دبلوماسي اتخذت بعض البلدان التي تشكل مصادر لتدفق المقاتلين تدابير لعرقلة تنقلات المقاتلين الأجانب والمنظمين المحتملين للاعتداءات الانتحارية المتوجهين إلى العراق عبر سوريا.
من ناحية أخرى هاجم المرشح الجمهوري المرجح في السباق إلى البيت الأبيض في 2008 رودي جولياني المرشحة الديمقراطية الأوفر حظا هيلاري كلينتون خصوصا لموقفها من الحرب في العراق وذلك في إعلان دعائي بعنوان “تغيرت”.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد