فرنسا تدعم ائتلاف الدوحة ـبمخالفة القانون والبروتوكول الدولي
في موقف يخالف الفانون والأعراف الدولية، وفي محاولة منها لتعزيز سيطرتها على المعارضة وجعلها أداة لها لتنفيذ مخططاتها في سورية، أعلنت فرنسا أمس أنها ستستقبل في باريس «سفيراً» لما يسمى «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» الذي تأسس في الدوحة الأحد الماضي.
وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند للصحفيين بعد استقباله رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب في قصر الإليزيه «سيكون هناك سفير لسورية في فرنسا معين من قبل رئيس الائتلاف».
وفي الرياض استعرض وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل «آخر تطورات» الأوضاع على الساحة السورية مع رئيس المجلس الوطني السوري المعارض جورج صبرا، وفقاً لمصدر رسمي، ولم تذكر وكالة الأنباء السعودية تفاصيل أخرى حول فحوى المحادثات.
وتشكل خطوة الرئيس الفرنسي تحركاً غير مسبوق في أوساط نظرائه الغربيين والعرب، إذ أصبح أول رئيس دولة كبرى يستقبل رئيس الائتلاف المعارض، وذلك بعد أربعة أيام من اعتراف باريس بالائتلاف بكونه «الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري». وأضاف هولاند بعد محادثات استمرت ساعة ونصف الساعة مع الخطيب إن الأخير أكد له أن الحكومة المقبلة التي سيشكلها الائتلاف ستضم «كل مكونات سورية» وذلك وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.
وأكد الخطيب من جهته أنه لا يرى أي عقبة أمام تشكيل حكومة انتقالية، وقال «ليست هناك مشكلة. الائتلاف موجود وسندعو إلى تقديم ترشيحات من أجل تشكيل حكومة تكنوقراط ستعمل حتى سقوط النظام» وفق تعبيره. ويشكل هذا الموقف محاولة واضحة لمصادرة إرادة الشعب السوري وحقه في تقرير مستقبله وتحديد من يحكمه.
وحول تحفظات حلفاء غربيين لفرنسا وخصوصاً الشركاء الأوروبيين، على الاعتراف بالائتلاف الجديد كمحاور «وحيد»، أكد الرئيس الفرنسي أنه سيواصل جهوده لإقناعهم بإعلان هذا الاعتراف وقال إن «عمل الإقناع لدى دول غربية والاتحاد الأوروبي» سيتواصل. وقبل اللقاء قال بيان للرئاسة الفرنسية إن هولاند والخطيب سيبحثان «وسائل وطرق ضمان حماية المناطق المحررة وتقديم المساعدات الإنسانية إلى اللاجئين وتشكيل حكومة مؤقتة».
ومن المتوقع أن تكون مسألة تسليح المجموعات المسلحة قد طُرِحت على جدول أعمال اللقاء الباريسي، إذ سبق لهولاند أن تعهد بإعادة طرح مسألة الحظر الأوروبي على تزويد هذه المجموعات بالسلاح، رغم أن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أقر الخميس بأن خطوة كهذه «ليست سهلة» وقد تثير «مواقف مختلفة».
وتعارض دول غربية عدة أبرزها الولايات المتحدة، تزويد المجموعات المسلحة بأسلحة نوعية خوفاً من وصولها إلى أيدي إسلاميين متطرفين يقاتلون في سورية، واكتفى العديد من الدول الغربية والأوروبية بتقديم مساعدات «غير قاتلة» للمسلحين، تشمل وسائل اتصال ومعلومات استخبارية. وتبدو باريس معزولة في استراتيجيتها الاعتراف بالائتلاف «الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري» نظراً إلى التصريحات الحذرة لأغلبية شركائها الأوروبيين ناهيك عن رد الفعل الأميركي. فقد اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي كانت بلاده من أبرز الداعين إلى توحيد المعارضة، أن الائتلاف «ممثل شرعي لتطلعات الشعب السوري»، رافضاً الاعتراف به كممثل شرعي «وحيد» للسوريين أو حكومة في المنفى لأن بلاده «ليست مستعدة» لذلك بعد.
كذلك فضلت بريطانيا التي استقبل وزير خارجيتها وليام هيغ الخطيب ونائبيه رياض سيف وسهير الأتاسي الجمعة، التريث أياماً قبل إعلان موقفها من الائتلاف، رغم تأكيده أن الاجتماع مع ممثليها كان «مشجعاً».
أما وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيلي فاعتبر أن على الائتلاف الالتزام مسبقاً بثلاث نقاط «التزام واضح بالديمقراطية ودولة القانون والتعددية العرقية والدينية».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد