فطوم حيص بيص ملهمة إعلام المعارضة الخارجية
بنيران الحرب تختبر معادن الرجال .. وقد سميناه الجيش الأسطوري السوري وبشار قلب الأسد الذي كان يدير الجيش على أكثر من 450 جبهة، لهذا فإن قصف الأعداء الإعلامي يركز على القلب دعما لفلول عصاباتهم المتقهقرة في خان شيخون كما انهزمت في حوران وتدمر والقصير وحلب ودير الزور .. وبما أن ثقافة جمهورهم البسيط لاتتجاوز أسماعها صوت قرع الطناجر فهم يستخدمون أسلوب خطاب يناسب مجتمعا من الأميين، إذ يصنّعون برامجهم التهكمية على مستوى خطاب العرعور ولكن بثياب نسائية تذكرنا بفطوم حيص بيص مع لوغو طنجرة كإشارة وعلامة فارقة لأحد برامج طق الحنك من دون علكة، حيث تقتطف مقدمته جملا مبتورة من كلام مؤيدي الدولة السورية على طريقة "لاتقربوا الصلاة" في محاولة فاشلة لتقليد برنامج "البرنامج" لباسم يوسف.
والواقع أن الجيش الذي لم تستطع تفكيكه دول الغرب مجتمعة، والقائد الذي لم تهزمه جحافل داعش والنصرة لن تؤثر على شعبيته ممثلة هاوية تحمل اسماً عثمانيا يناسب حزب العداوة والتصفية التركي الذي يحتضنها وأعني "نور خانم" التي تستعير حجابا خلال التصوير مع لهجة شامية لاقناع جمهور العرعور ..
غير أنها قصرت كثيرا عن كوميديا العرعور الأصلية التي كنا نتسلى عليها في سهراتنا.. ففن السخرية الذي تخمر وتطور على يد المبدعين السوريين خلال نصف قرن يحتاج إلى أكثر من التأفيل والأنكلة، حتى لاتبقى مجرد غلاظة وسآلة سورجية .. وقد يكون من حسن حظ فطوم وياسينو أنهما غادرانا إلى عالم الحق قبل أن يشاهدوا نسختهما المشوهة ..
إذاً هل أدركتم لماذا فشلت ثورتكم السلفية ؟ لأنكم تفتقدون حس الدعابة كما افتقدتم فضيلة الصدق واحترام كرامة مخالفيكم في إعلامكم الذي كان يكفي تمويله الخليجي لإطعام وكساء مخيمات الذل التي أنتجتها فورة الإخونج ..
إضافة تعليق جديد