فلك «السياسيين الجدد» يبشر بـ«لبنان الخراب»

06-01-2007

فلك «السياسيين الجدد» يبشر بـ«لبنان الخراب»

إذا صحت توقعات أهل الفلك و«العيون الثاقبة», التي ترى اكثر مما يراه الآخرون, فإن لبنان 2007 بلد غير قابل للسكن, مرصود على الزلازل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية, يغرق في الدم ويعيش على «كف» العفاريت. على ماذا تتقاطع «نبوءات» المنجمين؟
الليل اللبناني لن ينتهي في عام, وقد لا ينتهي في الأعوام المقبلة, وفي غياب الحلول السياسية والاقتصادية ينشط المنجمون الذين يسمحون لأنفسهم بالحلول مكان السياسيين جميعاً, ومن دون أن يخضعوا لأي مساءلة, هم يعرضون مواهبهم ورؤاهم وتوقعاتهم السوداء, ويرمون بها في وجوه اللبنانيين جميعاً من دون خجل أو استحياء, وكأنهم يقولون: إذا كان السياسيون عاجزين فنحن قادرون على صنع المستقبل.
وجيل «السياسيين الجدد» الذي يتحرك بقوة وسط الأزمة المفتوحة, في مواسم الاغتيالات كما في مواسم المبادرات الداخلية والخارجية, استقطب الأضواء عشية رأس السنة. وقد وصل الأمر الى حد أثار ما يشبه الهلع داخل المؤسسات الرسمية الأمنية والقضائية على حد سواء بعد انقضاء عطلة الأعياد, فبادر المسؤولون في وزارة العدل وقصر العدل في بيروت الى تشديد الاجراءات الاحترازية عند المداخل الرئيسية والطرقات الفرعية المحيطة بالمبنيين, على أثر اطلاق بعض التنبؤات القائلة بأن «القصر سوف يهتز مرتين احداهما بعد محاولة للنيل من أحد رموزه» الأمر الذي ترك قلقاً حقيقياً في أوساط الجسم القضائي.
صاحب النبوءة هو ميشال حايك الذي تحوّل في السنوات الأخيرة الى نجم تلفزيوني وشعبي, والذي يتحدث عن «لبنان المقبرة» وكأن الأمر قدر محتوم, ويرفض أن يجادل في أي «صورة» تظهر له كي لا يفسد «قدسية» النبوءة, وهو لا يقصر رؤاه على لبنان وانما يتجاوزه الى العالم العربي والعالم كله, لأن مدى «الرؤيا» اقليمي كوني وليس محصوراً في الزواريب السياسية اللبنانية. وما يقوله حايك في مجال «تجارة النبوءات والرؤى» لا يختلف كثيراً عما يقوله أقرانه اللبنانيون والعرب, وحالة الافلاس السياسي التي يعيشها لبنان بكل مؤسساته, كما حالة العجز العربي الدائم, كلتاهما فرصة تاريخية لازدهار هذه التجارة.
ماذا في توقعات ميشال حايك أيضاً؟
­ شخصيتان عسكريتان تشاركان في عملية شبه محددة الهدف, تنجحان في تحقيق جزء من الخطة, مع خطر على احداهما. في المقابل تسقط شخصية عسكرية ثالثة تحاول ان تقوم بحركة منفردة.
­ ملاحقة شخصية عسكرية متورطة في عمليات ضخمة ومشبوهة.
­ مقر تابع لجهة امنية عسكرية في لبنان يتعرض لاعتداء مسلح.
­ على الرغم من التقدم الذي يحققه جبران باسيل ويوصله, ارى مشهداً شبه انتقامي يطاوله ويطاول اناساً مقربين منه, والمشهد ذاته شبه الانتقامي اراه يتكرر مع النائبين مصباح الأحدب ووائل ابو فاعور.
­ استهداف معلم سياحي في لبنان وسقوط جانب منه.
­ شغور احد المراكز الرسمية المهمة في لبنان فترة بسبب المرض السريع والمفاجئ الذي يصيب شخصية كانت تشغل المنصب.
­ دم في احدى جامعات لبنان.
­مرفأ بيروت يشهد حدثا بارزاً, يتصدر وسائل الاعلام وحديث الناس.
­ مجموعة من الناس تقتحم منطقة لبنانية بهجمة انتقامية تترك آثاراً سلبية.
­ رسالة مؤلمة تكتب بدم احد دروز لبنان.
­ محيط المصرف المركزي هدف لعملية تعكر الاجواء.
وبعد أن «يرى» حايك «بداية تخطيط لفصل جديد من مأساة آل الحريري» يرى أيضاً صورة تضم في اطار واحد السيد حسن نصر الله ووليد جنبلاط, كما يرى أحد نواب الشوف في دائرة الخطر, وسلسلة من الهزات الأرضية الخفيفة تضرب أكثر من منطقة لبنانية, واشارات مقلقة لآل الرحباني ولا ينسى أن «يرى» النائب الياس عطاالله في وضع حرج.
وتوقعات حايك اللبنانية يمكن أن تقوده, من اجل استجواب قضائي هذه المرة لا تلفزيوني, الى قصر العدل الذي يهتز على وقع رؤاه, وسط حديث عن أن النيابة العامة التمييزية يمكن ان تتحرك من تلقاء نفسها لاستدعاء «المنجم» الذي يثير الرعب والتحقيق معه في مصادر رؤاه التي تسيء الى سمعة القضاء وحسن سير العدالة, الأمر الذي يفتح الباب أمام الملاحقة في «جرائم اضافية» تتصل بالقضاء. واذا صحت هذه التوقعات فإن ادانة صاحب الماورائيات سوف تشكل سابقة لبنانية رادعة للمنجمين الذين يسمحون لأنفسهم بأن يتسلوا بهموم الوطن وهموم الناس سنة بعد سنة, من دون وازع أو رادع.
وحايك ليس وحده بالطبع في قافلة اصحاب النبوءات الذين يدركون جيداً عمق القلق اللبناني في هذه المرحلة وحاجة اللبنانيين الى تلمس المستقبل والخروج من النفق الذي يسجنهم فيه اهل السياسة. سمير زعيتر, مثلاً, توقع لأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله, الرجل الروحاني, كما وصفه, ان يكون محتدا وشرساً, وقال ان السيد سوف يضطر لذلك لأن الخصوم شرسون على ما يبدو. ثم استمعت اليه الزميلة زينة فياض وهو يتنبأ بمقتل ثلاثة نواب, ووجود جهة سوف تحاول دفع ملايين الدولارات من اجل توريط الوزير السابق سليمان فرنجية بجريمة اغتيال رئيس الحكومة رفيق الحريري.
وقد سبق لزعيتر, في مقابلة على احدى شاشات التلفزة, ان تنبأ العام الفائت بأن الرئيس نبيه بري في خطر, وكذلك عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري السابق, وأن رؤوساً كبيرة سوف تتدحرج, وقال بالحرف الواحد «ان لبنان في وضع خطير جداً جداً جداً وعلى الناس ان يفهموا وان يعوا عمق المشكلة». ومما قاله عن لبنان حصراً:
­ شخصية دينية مرموقة, بمثابة مرجعية, في ذمة الله.
­ رجل دين مسيحي مهم جداً جداً... يُصلب مرتين.
­ شبكة تخريبية... يقودها سياسي.
­ اختفاء شهود في عملية اغتيال الحريري.
­ الاغتيالات في لبنان لن تتوقف.
­ اغتيال شخصية لبنانية سيحدث زلزالاً أكبر من الزلزال الذي أحدثه اغتيال الحريري.
­ اعدام شخصية من دون محاكمة على علاقة باغتيال الحريري.
ولم يغفل في نقل «الرؤى» التي تلقاها القول بأن الرئيس نبيه بري سوف يجد نفسه في مواجهة دمشق, وختم قائلاً: هذه التوقعات تصلح للمدى البعيد أيضاً, بعضها للعام 2006 والبعض الآخر للعام 2007, وأنا لن أحزن إذا لم تتحقق, لكنها سوف تتحقق.
وميشال حايك وسمير زعيتر ليسا سوى نموذجين لـ«تجارة رائجة» عبر العالم كله, يأفل فيها نجوم ويظهر نجوم أخر. والسلع الأكثر رواجاً في هذه التجارة هي الكوارث البيئية والاغتيالات السياسية والحروب, والخسائر الكبيرة التي تحدث في أرواح البشر والحيوانات.
وبين أصحاب النبوءات العرب حسن الشارني, الذي ادلى بحديث قال فيه ان الرئيس صدام حسين لن يموت في العام 2007, وان موته مرتبط بموت شخصيات أخرى في المنطقة مثل عبد العزيز الحكيم زعيم «المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق» وأنه «اذا مات صدام فإن الحكيم سوف يموت بعده مباشرة», كما توقع ان يتم الاعلان اولاً عن مرض صدام ثم عن وفاته بشكل مفاجئ. في الحديث اياه تنبأ الشارني باغتيال السيد حسن نصر الله والعاهل الاردني عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس, كما تنبأ بوفاة الرئيس المصري والرئيس عبد العزيز بوتفليقة, وقادة آخرين في السعودية والسودان وأفغانستان.
وفي غمرة الحديث عن التنبؤات بما سيجري في العام 2007, يجدر الحديث عن كتاب قديم لمؤرخ كوري بعنوان «تنبؤات سونغ ها» أعيد طبعه قبل نحو ثلاث سنوات. و«سونغ ها» هو اسم مؤرخ كوري ولد في العام 1845 ووضع تنبؤاته حتى العام 2015, وسبق وتنبأ بالحرب الكورية في العام 1950­ 1953, وانهيار الاتحاد السوفياتي, والقمة التي جمعت رئيس كوريا الشمالية كيل ايل مع نظيره الجنوبي كيم يونغ في العام 2000, كما تنبأ بهجمات ايلول €سبتمبر€ الارهابية في العام 2001 على برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك والبنتاغون في واشنطن.
ويتنبأ سونغ ها بحرب نووية €او لأسباب نووية؟€ بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية في العام 2007 تؤدي الى سقوط النظام الشيوعي, ولاحقاً تمهد لتوحيد الكوريتين, وبحرب مماثلة بين الولايات المتحدة والصين في العام 2010.
مايكل ماكميلان مؤلف كتاب «نوستراداموس والعصر الاخير» يقول ان مذنبا او جسما سماويا ما سيشكل خطرا على الارض, كما تظهر النصوص التنبؤية القديمة, وربما يتسبب في خسارة كبيرة في ارواح البشر والحيوانات بين تشرين الاول €اكتوبر€ 2007 وتشرين الاول €اكتوبر€ 2008.
وبخصوص الوضع في الشرق الاوسط يقول ماكميلان ان ايران ستتدخل مباشرة في العراق لدعم الشيعة وانها «ستضرب بالطائرات مدنا واحياء سنية» بين نيسان €ابريل€ وأيار €مايو€ 2007 وان ذلك قد يستتبعه رد عراقي على مدن ايرانية. وفي هذه الفترة «ستكون الولايات المتحدة قد وجهت في وقت سابق ضربات الى ايران وان لم تفعل فإن هذا الوقت سيكون الوقت الذي تضرب فيه الولايات المتحدة ايران».
ويرى ماكميلان حسب حساباته واستنباطات ان الولايات المتحدة «ستشن حملة قصف جوي محدودة» ربما ضد جماعات مسلحة شمالي العراق, وربما ضد قوات تابعة للقاعدة في مكان ما من العراق, وربما تكون حملة القصف الجوي هذه في منطقة القرن الافريقي في السودان €هل بسبب دارفور؟€ او في الصومال €أهي حرب مع المحاكم الاسلامية؟€ وقد تكون حملة القصف الجوي هذه ضد ايران, وربما تكون الحملة محدودة €لمدة يومين او نحو ذلك€, وقد تستمر حتى اربعة أشهر€. الحملة حسب ماككيلان ستقع بين شهري نيسان €ابريل€ وتموز €يوليو€ 2007.
في نبوءة غريبة يقول ماكميلان ان اسرائيل ستفاجئ العالم بالموافقة على سحب قواتها من مرتفعات الجولان السورية ومزارع شبعا جنوبي لبنان المحتلتين في اطار مباحثات سلام مع سوريا ولبنان. ويقول ان هذه الموافقة قد تأتي لاحقة لفترة قصيرة من القتال, لكن ذلك ليس اكيداً, وان «أفضل وقت لحصول ذلك الانسحاب هو شهر أيار €مايو€ 2007.
ويقول ماكميلان ان العام 2007 قد يشهد اشمل محاولة لاحياء عملية السلام في الشرق الاوسط في التاريخ تطغى حتى على اتفاقيات كامب ديفيد €1979€ واوسلو €1993€, يشارك فيها الجميع حتى البابا بينديكتوس السادس عشر. وفي حال نجاح العملية فستستمر عاما تقريباً. لكن اذا «تعرض الرئيس الفلسطيني محمود عباس للاغتيال خلال فترة ظهور مذنب كبير €تشرين الاول €اكتوبر€ فإن عملية السلام ستنتهي فورا, كما يقول ماكميلان اما الوقت المتوقع لحصول اتفاق السلام هذا فهو بين شهري ايلول €سبتمبر€ وتشرين الاول €اكتوبر€ 2007.
احد مواقع التنبؤات وهو www.prophecies.us وضع التنبؤات التالية للعام 2007:
­ محاولة لاغتيال البابا, المزيد من التغير المناخي, اعصار يضرب نيويورك, حرب بين اسرائيل وسوريا وايران في الصيف, زلزال في منطقة آلاسكا, حدوث وفيات بسبب فيروس في الولايات المتحدة, محاولة لاغتيال الرئيس الايراني, انفجارات في تركيا, ظاهرة فلكية او سماوية كبيرة لها علاقة بالقمر او بحجم القمر, محاولة لاغتيال الرئيس الاميركي ربما تكون محاولة مدبرة من جهة داخلية بهدف فرض احكام عرفية في الولايات المتحدة.
اما موقع التنبؤات www.astralguide.com فيتنبأ بحدوث انقلابين في دولتين في الشرق الأوسط, ويتنبأ بحدوث تغيرات كبيرة في المملكة العربية السعودية, كما يتنبأ بأحداث هامة في العراق واسرائيل ستبدأ سلسلة من الاحداث تنتهي بنهاية 2007.
وبغض النظر عما اذا تحققت نبوءات لعرافين في السابق وما اذا كانت اي من التنبؤات السابقة الذكر ستحقق بالفعل في العام 2007, فإن الأيام المقبلة ستثبت صحة او خطأ توقعاتهم, وفي كل الاحوال يصدق المثل القائل: «كذب المنجمون ولو صدقوا».


جاد بعلبكي
المصدر: الكفاح العربي

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...