فنزويلا: إعادة فرز للأصوات ومادورو يتقلّد وشاح الرئاسة
كما كان متوقعاً، هدأت الأوضاع في فنزويلا وأدى نيكولاس مادورو اليمين الدستورية ليصبح خليفة الرئيس الراحل هوغو تشافيز رسميا. إلا أنّ هذا التنصيب سبقه إعلان المجلس الوطني الانتخابي، أمس الأول، قبوله طلب المعارضة بإعادة تعداد مجمل الأصوات، ما فرض واقعاً جديداً في البلاد، وأظهر انتصاراً غير مكتمل سياسياً لمادورو.
وأمام الجمعية الوطنية في العاصمة الفنزويلية كراكاس، وبحضور نحو عشرين شخصية أجنبية، قال مادورو «أقسم بأن أحترم الدستور باسم الشعب الفنزويلي، أقسم باسم الذكرى الأبدية للقائد الأعلى»، في إشارة إلى الرئيس الراحل هوغو تشافيز، ليصبح بذلك خليفته الرسمي لفترة ستة أعوام. وتسلم مادورو الوشاح الرئاسي من رئيس الجمعية الوطنية ديوسدادو كابييو ومن إحدى بنات تشافيز ماريا غابرييلا.
وكان في عداد الحاضرين الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد إضافة إلى رؤساء البرازيل، والأرجنتين، والأوروغوي، وبوليفيا، وكوبا، ورئيس البرلمان الاسباني. وقد حضر أيضاً رئيس مجلس الدوما الروسي سيرغي ناريشكين إضافة إلى نائب رئيس اللجنة الدائمة للجمعية الشعبية الوطنية الصينية اركن ايميرباكي.
وفي حادثة لافتة، اقتحم رجل يرتدي معطفاً أحمر اللون المنصة أثناء إلقاء مادورو خطاب التنصيب، وسحب مكبر الصوت من أمامه وقال «نيكولاس، اسمي جينري»، قبل أن يتدخل الحرس الشخصي للرئيس. وعلّق مادورو قائلاً «لقد فشل الأمن تماماً. كان بمقدورهم قتلي بالرصاص بسهولة».
في المقابل، لم يشكل هذا التنصيب انتصاراً فعلياً لمادورو، إذ رضخت في نهاية الأمر السلطات الفنزويلية لطلب المعارضة بتعداد مجمل الأصوات، ما سمح بتحويل، أيضاً، انريكي كابريليس الزعيم «الرسمي» للمعارضة، بعد أن نجح في فرض رغبته على الحكم في نهاية المطاف. وفي هذا السياق، اعتبر مراقبون أنّ القبول بمطالب المعارضة أتى برغبة من قيادة الجيش الفنزويلي، إضافة إلى الحلفاء الأميركيين بهدف احتواء الأزمة.
ووافق المجلس الوطني الانتخابي في اللحظة الأخيرة، أمس الأول، على التحقق من كل صناديق الاقتراع كما كان يطالب كابريليس. وعلى اثر ذلك قال الأخير «أريد اليوم تهنئة شعبنا، لأن ذلك ما كافح من أجله جميع الفنزويليين والفنزويليات»، مضيفاً أنّ «فريق حملة المعارضة يوافق على ما أعلنه المجلس الوطني الانتخابي للبلاد». وأكد أن عملية التحقق، التي من الممكن أن تمتد على فترة شهر واحد، ستسمح بـ«إظهار الحقيقة».
وقبل أداء القسم، حظي الرئيس الفنزويلي بتأييد جماعي من زعماء أميركا اللاتينية، خلال اجتماع المجموعة الإقليمية لاتحاد دول أميركا الجنوبية «اوناسور»، التي هنأته على فوزه، ورحبت بقرار المراجعة الكاملة للنتائج.
ودعت «اوناسور» الجانبين في فنزويلا «إلى نبذ أعمال العنف التي هددت السلم الاجتماعي في البلاد». وقال الرئيس البوليفي ايفو موراليس إن «واشنطن لا تملك حق التشكيك في مدى شرعية فوز مادورو». من جهته، طالب رئيس البيرو ماريو فارغاس يوسا رئيس المراقبين الدوليين بإعادة فحص النتائج من أجل «وقف المد الشمولي الذي يبدو أنه يحدث حالياً».
يذكر أنه بعد أداء القسم كان من المفترض أن يحضر مادورو عرضاً عسكرياً مهيباً يسلك جادة «الأبطال»، إحدى الجادات الرئيسية في كراكاس، المسار نفسه الذي سلكه قبل نحو شهر نعش زعيم اليسار في أميركا اللاتينية.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد