قلق «إسرائيلي» من أن تمتد مظلة الدفاع الروسية من سورية إلى لبنان
تزايد تخوف الاحتلال الإسرائيلي من أن تمد روسيا مظلة دفاعاتها الجوية في سورية إلى لبنان «سواء بشكل رمزي أم عن طريق إجراءات جدية».
وفي 17 أيلول الماضي شن كيان الاحتلال عدواناً جوياً على مدينة اللاذقية تصدت له الدفاعات السورية، وأسقطت عن طريق الخطأ طائرة «إيل 20» روسية، حيث حمّلت موسكو الاحتلال كامل المسؤولية عن إسقاط طائرتها ودخلت معه في أزمة منذ ذلك الحين، وزودت الجيش العربي السوري بعد ذلك بأيام بأربع منظومات «إس 300».
وأكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين حينها أن المنظومات التي سلمت إلى سورية ستوفر لها مستوى نوعياً جديداً من الدفاع الجوي وأن «خطوات أخرى ستتبع تسليمها إلى سورية»، معتبراً أن «موازين القوى قد تغيرت بالفعل لصالح من يعتقدون أنه يجب ألا تكون هناك أعمالاً عدائية ضد سورية».
ويوم أمس ذكرت مواقع إلكترونية معارضة أن صحيفة «هآريتس» الإسرائيلية وفي تقرير لها أكدت أن أحد أهم الأسباب التي دفعت «إسرائيل» إلى الحذر من التصعيد مع المقاومة في قطاع غزة هو القلق المتنامي على «جبهتها الشمالية»، الأمر الذي دفع برئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى التوصل إلى وقف إطلاق نار هناك بدلاً من الاعتماد على سياسة التصعيد.
ورأى التقرير الذي أعده المحلل العسكري للصحيفة عاموس هاريل، أن الاحتلال يواجه مشكلة جوهرية في الشمال بعد أن اضطر إلى إيقاف عملياته العسكرية التي كان يقوم بها طوال السنوات الماضية، مستغلاً بذلك الاضطرابات في العالم العربي التي مكنته من توسيع نشاطه الهجومي غير المعلن. ورأى التقرير أن الأوضاع تتغير تدريجياً في سورية، وأن النتيجة واحدة بالنسبة لـ«إسرائيل» في الشمال، سواء كانت روسيا غاضبة حقاً من حادثة إسقاط الطائرة قبل شهرين، أم إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يفتعل حالة غضب لإملاء قواعد إستراتيجية جديدة.
مع ذلك، زعم التقرير، أن الاحتلال شن غارتين (عدوانيتين) جويتين منذ حادثة إسقاط الطائرة الروسية، دون أن يوضح موقع وزمان العدوانين، إلا أن المشكلة التي أكدها التقرير هي «في روسيا التي بدأت بتشديد القواعد المعمول بها مع إسرائيل».
وأقر التقرير بفشل نتنياهو في التوصل لتسوية مع بوتين حول سورية خلال اللقاء الجانبي بينهما في باريس على هامش اللقاء الدولي هناك وذلك على الرغم من الترتيبات التي بذلت فيها «إسرائيل» جهوداً كبيرة للتحضير للقاء، أما بوتين، فقد خرج يوم الخميس الماضي قائلاً إنه لا يخطط لعقد أي اجتماع مع (نتنياهو) في المستقبل القريب.
ولفت التقرير إلى أن روسيا أوضحت عدة مرات للاحتلال، وعبر طرق عديدة، أن الوضع السابق الذي كانت «إسرائيل» تتمتع به قد تغير، خصوصاً أن الأنشطة العسكرية الجوية الإسرائيلية، كانت تعطل مشاريع موسكو الساعية لبسط سيطرة الجيش العربي السوري على معظم الأراضي السورية.
وأبدى تقرير الصحيفة تخوفاً من أحد السيناريوهات السيئة التي ترسمها روسيا للمنطقة، «بأن يقدم بوتين والذي أظهر اهتماماً متزايداً بالأحداث في لبنان، إلى توسيع نطاق بطاريات الدفاع الجوي الروسية لتشمل لبنان، سواء بشكل رمزي أم عن طريق إجراءات جدية الأمر الذي سيؤدي إلى تعقيد حسابات «إسرائيل».
وذكر التقرير، أن الاحتلال لم يشن غارات جوية على لبنان منذ شباط 2014. ولفت إلى أن نتنياهو أقر أثناء زيارته لنصب تذكاري لـ(رئيس وزراء الاحتلال الأسبق) (بن غوريون) في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن هنالك اعتبارات أمنية أخذها الاحتلال بالحسبان ولا يمكنه الحديث علناً عنها.
في غضون ذلك، هاجم العميد احتياط تسفيكا فوجل الذي شغل سابقاً منصب قائد أركان المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال حكومة نتنياهو، مؤكداً أن «إسرائيل» تعيش في «أرذل المراحل الأمنية» لم يسبق لها مثيل منذ حرب تشرين التحريرية عام 1973.
وقال فوجل لصحيفة «معاريف»: «لقد تسببت لنا هذه القيادة السياسية بفقدان قدرة الردع أمام حماس بغزة، لأن كراسيهم أهم من مستقبلنا الأمني».
إضافة تعليق جديد