قمة أوباما-هو جينتاو ومستقبل العلاقات الأمريكية-الصينية

20-01-2011

قمة أوباما-هو جينتاو ومستقبل العلاقات الأمريكية-الصينية

الجمل: شهدت العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي مؤخراً انعقاد قمة أوباما-هو جينتاو  الأمريكية-الصينية الثنائية. وبرغم أن بكين وواشنطن قد درجتا على عقد لقاءات القمة الثنائية بشكل دوري، فإن هذه القمة تتميز بأهميتها المفصلية في تحديد مستقبل ملف العلاقات الصينية-الأمريكية: فما هي طبيعة علاقات خط واشنطن-بكين؟ وإلى أي مدى سوف تتأثر التفاعلات الدولية والإقليمية بنتائج قمة أوباما-هو جينتاو؟
* جدول أعمال القمة الصينية-الأمريكيةلقاء أوباما-هو جينتاو في العاصمة الأمريكية واشنطن
تقول التقارير والمعلومات، بأن قمة واشنطن الصينية-الأمريكية التي جمعت الرئيس الأمريكي أوباما مع الرئيس الصيني هو جينتاو قد تطرقت إلى العديد من الملفات الجارية على خط دبلوماسية واشنطن-بكين، وتتمثل هذه الملفات في الآتي:
•    ملف أزمة الميزان التجاري الأمريكي-الصيني.
•    ملف أزمة البرنامج النووي الكوري الشمالي.
•    ملف أزمة جزيرة تايوان.
•    ملف أزمة بحر الصين الجنوبي.
•    ملف أزمة البرنامج النووي الإيراني.
تحدثت التقارير عن تطرق القمة الأمريكية-الصينية بشكل مستفيض إلى التطورات الجارية في كل واحدة من هذه الملفات، وأضافت التقارير بأن التركيز الأساسي قد انصب على الآتي:
-    ملف أزمة الميزان التجاري الأمريكي-الصيني.
-    ملف أزمة البرنامج النووي الكوري الشمالي.
بالنسبة للملفات الباقية، فقد لقيت حظاً أقل من الاهتمام، هذا، وأشارت المعلومات والتقارير إلى أن قمة أوباما-هو جينتاو قد استطاعت أن تحقق تقدماً في مجال أزمة ملف الميزان التجاري الأمريكي-الصيني، إضافة إلى السعي من أجل تحفيز أداء الميزان التجاري الصيني-الأمريكي لجهة العمل ضمن أسلوب أكثر تحقيقاً للتوازن وانسجام المصالح الاقتصادية بين الطرفين، أما بالنسبة لأزمة البرنامج النووي الكوري الشمالي، فقد تحدث الطرفان مع الإشارة إلى أزمة البرنامج النووي الإيراني.
* قمة هو جينتاو-أوباما: إشكاليات المصداقية
سعت قمة هو جينتاو-أوباما الأخيرة إلى تحقيق نقلة نوعية في العلاقات الصينية-الأمريكية بما يؤدي إلى:
-    القضاء على المسارات التصعيدية.
-    التأكيد على مسار التهدئة.
أبرز ما تم إنجازه في هذه القمة تمثل في الاتفاق على قيام الصين بشراء سلع أمريكية بمبلغ 45 مليار دولار أمريكي هذا العام وذلك بما يؤدي إلى:
•    تحقيق فجوة الميزان التجاري الأمريكي-الصيني
•    دعم موقف إدارة أوباما في مواجهة صقور الإدارة المطالبين بضرورة تصنيف بكين باعتبارها عدو ومصدر لتهديد الأمن القومي الأمريكي.
وإضافة لذلك، فقد سعت بكين لجهة تحقيق الآتي:
•    الحصول على التكنولوجيا المتطورة عن طريق شراء 200 طائرة إيرباص متطورة أمريكية، إضافة إلى الحصول على تكنولوجيا متطورة إضافية.
•    خلق المزيد من الارتباطات والمعاملات بين بعض الشركات الكبرى الأمريكية وبعض الشركات الكبرى الصينية.
تشير التسريبات والتقارير إلى أن القمة الأمريكية-الصينية التي انعقدت مؤخراً بالعاصمة الأمريكية واشنطن كان من المفترض أن تغطي أجندتها معظم الملفات الإقليمية المختلف عليها بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية مثل ملفات الشرق الأوسط وملف البرنامج النووي الإيراني وملف النزاعات الأفريقية، ولكن، ولأسباب خاصة لم يفصح عنها، فقد ركزت هذه القمة على أزمة الميزان التجاري الأمريكي-الصيني وكما هو واضح فإن رغبة الصين هي التي تحققت:
-    ظلت واشنطن تركز على عقد صفقة صينية-أمريكية تتضمن مقايضة ملف العجز التجاري الأمريكي-الصيني بملفات القضايا الإقليمية والدولية، بحيث كلما سعت بكين إلى مساندة واشنطن في الملفات الإقليمية والدولية كلما سعت واشنطن إلى غض النظر عن ملف العجز التجاري الأمريكي-الصيني.
-    ظلت بكين تركز على عقد صفقة أمريكية-صينية تتضمن مقايضة ملف العجز التجاري الصيني-الأمريكي ملف نقل التكنولوجيا، بحيث كلما وافقت واشنطن على بيع التكنولوجيا المتطورة إلى الصين كلما سعت بكين إلى المزيد من شراء السلع الأمريكية، بما سوف يؤدي بالضرورة إلى تقليل العجز التجاري الصيني-الأمريكي.
إن قيام بكين بشراء سلع تكنولوجية أمريكية بقيمة 45 مليار دولار أمريكي هو أمر في حد ذاته يمثل نقلة هامة في ملف العلاقات الاقتصادية الأمريكية-الصينية، فهو من جهة يعزز موقف شركاء التكنولوجيا الأمريكية-الأوروبية، وعلى وجه الخصوص الشركات الألمانية والفرنسية والإيطالية والبريطانية، وتقول المعلومات والتقارير بأن تزايد حجم المشتريات الصينية من الشركات الأمريكية سوف يؤدي  إلى ارتفاع مبيعات شركات التكنولوجيا الأمريكية الأمر الذي سوف يؤدي إلى ارتفاع أسهم شركات التكنولوجيا الأمريكية في الأسواق والبورصات مقارنة بالشركات الأوروبية.
بكلمات أخرى، لقد اشترت الصين التكنولوجيا الأمريكية بـ 45 مليار دولار أمريكي ولكنها في نفس الوقت باعت الشركات الأوروبية، والتي أصبح عليها أن تواجه صفقة عبر الأطلنطي التي بدأت تباشرها بتفاهم أوباما- هو جنتاو الأخيرة.


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...