كارولاينا: الديمقراطيون يستعيدون ذكرى لوثر كينغ
شارك المرشحون الديموقراطيون الى الانتخابات الرئاسية الاميركية في كولومبيا، عاصمة ساوث كارولاينا، في مسيرة في الذكرى الـ79 لمولد مارتن لوثر كينغ، وهو يوم عطلة في الولايات المتحدة، في وقت يتطلع المرشحون الى نيل اصوات سكان الولاية ومعظمهم من السود، عشية الجولة الانتخابية فيها السبت المقبل.
وكانت الديموقراطية هيلاري كلينتون والمرشح الجمهوري جون ماكين، حققا السبت الماضي انتصارات صعبة في الانتخابات التمهيدية في الجنوب والغرب الأميركي لنيل ترشيح الحزبين لخوض انتخابات الرئاسة المقبلة. وفاز ماكين (33 في المئة من الاصوات) بفارق ضئيل على منافسه مايك هاكابي (30 في المئة)، فيما تفوقت هيلاري كلينتون (51 في المئة من الاصوات) على السيناتور الاسود باراك أوباما (45 في المئة).
وتتجه معركة الترشيح لانتخابات الرئاسة الأميركية الآن الى اعماق الجنوب حيث تجرى الانتخابات التمهيدية للديموقراطيين في ساوث كارولاينا يوم السبت المقبل والانتخابات التمهيدية للجمهوريين في فلوريدا يوم 29 كانون الثاني. وبعد ذلك، يركز الحزبان الانتباه على يوم الخامس من شباط الذي يعرف باسم «الثلاثاء الكبير» حيث تجرى الانتخابات التمهيدية في 22 ولاية.
في هذا الوقت، سار باراك اوباما وهيلاري كلينتون وجون ادواردز مع آلاف الاشخاص حتى الكابيتول، المبنى الذي يضم الهيئات التشريعية لولاية ساوث كارولينا الواقعة جنوب شرق الولايات المتحدة ورفع عليه علم ولايات الاتحاد الجنوبي الذي يرى فيه البعض مصدر «فخر للجنوب» بينما يعتبره آخرون رمزا للتمييز العنصري وفظائعه.
وكان باراك اوباما الذي يطمح لأن يكون اول رئيس اسود للولايات المتحدة، القى امس الأول خطابا في كنيسة ايبينيزير في اتلانتا في ولاية جورجيا، التي اطلق منها مارتن لوثر كينغ حركة المطالبة بالحقوق المدنية، قال خلاله «سيروا معي، ضموا اصواتكم الى صوتي لنسقط معا الجدران التي تفصلنا».
وألقى المرشح الديموقراطي الذي يريد «مصالحة اميركا مع نفسها» خطابا ما كان لحائز نوبل للسلام الذي اغتيل في 1968 الا ان يحسده عليه. وعندما ردد اوباما في نهاية القداس انشودة «وي شل اوفركام» التي كانت رمزا للنضال من اجل الحقوق المدنية، رددها الحاضرون جميعا معه بصوت واحد.
وكانت الكنيسة المبنية بالطوب الاحمر والاخضر على بعد خطوتين فقط من كنيسة ايبينيزر المعمدانية الاثرية التي كان يعمل بها القس كينغ في ستينيات القرن الماضي اصغر كثيرا من ان تستوعب الجموع الذين وقف المئات منهم خارجها يتابعون رغم البرد القارس الذي لم تؤثر عليه اشعة الشمس الساطعة القداس الاحتفالي على شاشة عملاقة.
وبلجهة قوية، قال اوباما «يقال ان مشاكلنا سببها الآخرون. وان من يحصل على اعانة يأخذ النقود من ضرائبنا والمهاجرون يأخذون وظائفنا. المؤمنون يدينون غير المؤمنين ويعتبرونهم بلا اخلاق وغير المؤمنين يعتقدون ان المؤمنين متعصبون». ولم يتردد اوباما ايضا في مطالبة السود الاميركيين بالاعتراف بأن ايديهم هي ايضا «ليست نظيفة»، معددا في الوقت نفسه المظالم التي لا تحصى والتي كان السود ضحيتها ولا يزالون. واضاف «لطالما اعتبرنا (نحن السود) ولفترة طويلة ان المهاجرين (ومعظمهم من الناطقين بالاسبانية) منافسون لنا وليسوا رفاق كفاح من اجل المساواة».
وفي الصف الثاني من الكنيسة، جلست كريستين، شقيقة مارتن لوثر كينغ تومئ برأسها موافقة عندما كان اوباما يتحدث عن «الوحدة». ولقي هذا الخطاب الواقعي المؤثر اقرارا من اتباع الكنيسة المعمدانية الذين هتفوا مؤيدين «هذا صحيح» قبل ان ينهضوا مصفقين بحرارة وقد اجهش بعضهم بالبكاء.
وعاود باراك اوباما امس، فتح النار على دور الرئيس السابق بيل كلينتون. وقال لشبكة «ايه بي سي نيوز» ان كلينتون يشوه الوقائع حوله. واوضح «بات الامر عادة، ومن الامور التي علينا القيام بها ان نحاسب بيل كلينتون حين يدلي بتصريحات لا تستند الى وقائع».
من جهة اخرى، قرر المستشار الروحي للرئيس الأميركي جورج بوش، القس كيربيون كالدويل، دعم اوباما في الانتخابات. ونقلت صحيفة «هيوستن كرونيكل» عن زعيم الكنيسة المنهجية المتحدة قوله ان شخصية اوباما «توحي بالثقة والشجاعة.. كنت على اتصال مع فريق حملة اوباما وسأقوم بزيارات باسمه».
ويحاول اوباما في الوقت الحالي مواجهة شائعات تفيد بانه «اسلامي متشدد». وقد حذر الجيش الأميركي جنوده من استخدام الحواسيب الرسمية لإرسال رسالة الكترونية تتهم باراك اوباما بالانتماء الى «مدرسة إسلامية متشددة». وذكرت صحيفة «بوسطن غلوب» ان توزيع الرسالة الالكترونية حول المرشح الديموقراطي ينتهك أنظمة الجيش ويعد نشاطا سياسيا غير قانوني.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد